اليمن: هدنة في الحديدة معبر المساعدات الإنسانية الأساسي

وافق طرفا النزاع المسلح في اليمن على هدنة في مدينة الحديدة، التي يعد ميناؤها المعبر الرئيسي لأغلب المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة الموجهة للبلاد.

وجاء الاتفاق في ختام محادثات جرت في السويد برعاية الأمم المتحدة، من أجل إنهاء الحرب الأهلية التي دخلت عامها الرابع.
وأدت الحرب إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقتل الآلاف في المعارك كما دفع القتال بالملايين إلى حافة المجاعة.

وتصافح أعضاء الوفدين، الممثل للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والممثل للحوثيين، الذين يسيطرون على أغلب مناطق البلاد، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن وقف إطلاق النار ضروري لتوصيل المساعدات لملايين المدنيين.

وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة سيكون لها “دور قيادي في في الميناء وهو ما يسهل توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وسيعمل هذا على تحسين ظروف المعيشة لملايين اليمنيين”.

وقال إن الاتفاق قد يكون “نقطة البداية على طريق السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية في اليمن”.

وكانت الأمم المتحدة قالت إنها تحتاج إلى خمسة مليارات دولار لتدبير المساعدات الإنسانية لقرابة 20 مليون يمني العام المقبل، وهو ما يزيد على 70 في المئة من سكان اليمن الذين يعانون ويلات الحرب التي تمزق البلاد.

وتحتاج المنظمة الدولية إلى مزيد من المليارات كل عام لهذا الغرض، وفقا لنائب الأمين العام ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة العاجلة مارك لوكوك.

كيف ستنفذ الهدنة؟

تنسحب جميع القوات التابعة للحوثيين والتابعة للحكومة اليمنية من مدينة الحديدة في الأيام المقبلة.

وستعوضها قوات تسميها الأمم المتحدة قوات محلية.

وقال غوتيريش إن الهدنة سيسري مفعولها بعد ذلك في المحافظة كلها.

ستقوم الأمم المتحدة بعدها “بدور قيادي” في مراقبة ميناء الحديدة، وستساعد، حسب الأمين العام، في توزيع المساعدات الإنسانية.

ما هي مواضيع الاتفاق الأخرى؟

الإعلان عن “مذكرة تفاهم” بشأن تعز ثالث المدن اليمنية، التي تجري فيها معارك ضارية، دون ذكر تفاصيل عن التفاهم.

لم يتم الاتفاق حتى الآن على هدنة في كامل البلاد، بما فيها العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال غوتيريش إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع لإعادة فتح مطار صنعاء.

وأضاف أن جولة جديدة من المحادثات ستنعقد في يناير/ كانون الثاني بخصوص مسائل أخرى.

وتعد محادثات ستوكهولم الثانية من نوعها بين الحوثيين، المدعومين من إيران، والحكومة اليمنية، المدعومة من السعودية.

وأحدث النزاع المسلح دمارا كبيرا في اليمن منذ مطلع 2015، بعدما سيطر الحوثيون على أغلب مناطق البلاد، ودفعوا بالرئيس المعترف به دوليا، عبد ربه منصور هادي، إلى الخارج.

وشكلت السعودية تحالفا عسكريا لدعم حكومة هادي أمام الحوثيين الذين تعتبرهم ذراعا لإيران في المنطقة.

وقتل في الحرب اليمنية 6660 مدنيا وأصيب 10560 آخرون في المعارك، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.

ولقي آلاف المدنيين الآخرين حتفهم في ظروف فرضتها الحرب يمكن تفاديها، من بينها سوء التغذية والأوبئة، وندرة الأدوية والمعدات الطبية.

وحذرت الأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول من تسجيل 10 آلاف إصابة جديدة بالكوليرا كل أسبوع في اليمن.

BBC Arabic

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى