حكومة “حفظ ماء الوجه”: المساعدات مقابل الإصلاحات!
ميرنا دلول

وضع تشكيل الحكومة أوزاره، وأبصرت النور بعد تسعة أشهر من التجاذبات التي أرهقت البلاد والعباد، ودفعت بالأمور إلى حافة الهاوية، وبعد أن تدارك المسؤولون حراجة الموقف، كثّفوا إتصالاتهم ومشاوراتهم خلال أيام قليلة، فأصبح لدينا حكومة، عليها الكثير من الآمال لإنتشال لبنان من أزماته الكبيرة.
صيغة الـ ” ثلاث عشرات ” التي أفضى إليها التشكيل، هي أفضل الممكن في الظروف الراهنة، والقوى الثلاث المتجاذبة خرحت ” لا غالب ولا مغلوب “، فالرئيس سعد الحريري حقق ثباته المطلوب ولم يتنازل عن اي مقعد من حصته، والثنائي الشيعي حقق ما يصبو إليه من خلال توزير أحد أعضاء اللقاء التشاوري، وهي خطوة تهدف إلى منع حصول الوزير جبران باسيل وحده على الثلث الضامن، وباسيل من وجهة نظره سيكون ممثل اللقاء التشاوري إلى جانبه في إجتماعات تكتل ” لبنان القوي “.
يُعتبر هذا المخرج للعقدة هو الأنسب في الوقت الراهن وحفظ ماء وجه الجميع، وينقل التجاذب السياسي إلى طاولة مجلس الوزراء، خصوصاً أن لبنان بإنتظاره إستحقاقات كبرى، لعل أبرزها الإستحقاق الإقتصادي المتمثل بمقررات مؤتمر ” سيدر “، والآمال المعقودة عليه، إضافة إلى ما يمكن للبنان أن يلعبه من أدوار متقدمة في موضوع إعادة إعمار سوريا، والتي يبدو أن الأزمة فيها في مراحلها الأخيرة.
مصدر بارز وفي دردشة مع ” مناطق نت ” قال : ” حكومة وُلدت بتوازنات داخلية بحتة وبثلاث عشرات لم ينتصر فيها أحد ولم يخسر أحد، ففي الأمور الإستراتيجية والمصيرية لن يكون هناك أي ثلث معطّل ولا أكثرية مقرّرة، ولن يكون بإمكان أي كان تغييرها حتى ولو كان فريق واحد معها أو فريق واحد ضدها، ورغم الصراع المرير والخطير على تشكيل الحكومة تسجلّ نقطة إيجابية مهمة بحسب بعض المراقبين، وهي أن هذه الحكومة هي إنتاج داخلي بحت، والدليل على ذلك هو أن شروط الأفرقاء منذ بداية التأليف حققّت بنسبة تسعين في المئة من النجاح، ولم تتمّ الاستجابة للتدخّلات الخارجية التي كانت تتمنّى أو تشدّد أو تتوعّد وتهدّد بألا يتسلّم فريق معيّن حقيبة بعينها”..
أضاف : ” جاءت الحكومة لبنانية وعكست توازن القوى ومعايير التمثيل وخرج الجميع راضين وفائزين، ولكن يبقى أن جلّ ما يتمنّاه المواطنون الذين إحتفل قسم منهم بهذه الولادة الصعبة، أن تحقّق الحكومة بعض آمالهم والحدّ الأدنى من تطلّعاتهم، وأن تبلسم جراحاتهم بخطة إنقاذية على محتلف الصعد والمجالات.” ..
وقال : ” الجميع بعد ولادة الحكومة رفع شعار ” إلى العمل “، وهذا ما يريده الناس، وتعقد الآمال على ما سيحمله سيدر إلى لبنان، وبغض النظر عما حملته الساعات الأخيرة من مشاورات أفضت إلى التركيبة الحالية، فإن الأفرقاء تيقّنوا بخطورة الأوضاع العامة في البلاد وأنه من الإستجالة بمكان أن يتواصل التعطيل، لهذا سارع الجميع إلى الإلتقاء في منتصف الطريق وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية ” ..
يبقى القول أن المجتمع الدولي ينتظر خطوات واقعية من الحكومة اللبنانية الجديدة، وان ألمطلوب منها مواجهة التحديات التي تواجه البلاد وأهمها العمل على إصلاح وتحسين عمل المؤسسات الادارية والاقتصادية والاجتماعية. وقالت مصادر مطلعة ” إن من شان ذلك دفع الدول إلى مساعدة لبنان في تحقيق المشاريع التنموية التي تدعم الإقتصاد وتحسّن البنى التحتية وتساهم في بناء مقومات الدولة” ..
واكدت المصادر ” أن امام الحكومة قرارات صعبة في شأن النازحين السوريين وفي القضايا الاقتصادية والاجتماعية والاصلاحية، وأضافت أن الحكومة ستكون تحت المراقبة والمتابعة الدولية وأن الدول المانحة والتي شاركت في مؤتمر ” سيدر” لن تعطي أموالاً من دون مقابل ومن دون رؤية ومراقبة المسار الذي ستسلكه الحكومة الجديدة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى