«صخرة الحيتين» في شمسطار معلم أثري مُهمل ينتظر الكشف عن حيثياته

كتب علي سلمان

ليست صخرة عادية من الصخور التي تراها وتكوّنت منذ أن تكوّنت الأرض. وليس الزمن وحده من مرّ عليها وحفر فيها علامات وآثار دلّت عليه. إنه الإنسان ويداه وهواجسه هم من مروا عليها وتركوا رسوماً وإشارات لا زالت ألغازاً حتى الآن.

“صخرة الحيتين” في بلدة شمسطار البقاعية تدلّ على أن الانسان كان هنا منذ مئات السنين، إن لم يكن آلاف مؤلفة.

الصخرةيعرفها جيداً أهالي البلدة منذ عشرات السنين، وقبلهم الأجداد منذ مئات الأعوام. حاولوا قراءة وتفسير ما انخط ورُسم عليها من أشكال فلم يجدوا تفسيراً سوى أنها إما علامة على آثار قريبة أو محيطة بها أو دلالة على كنز في مكان ما في المنطقة.

الصخرة محفورٌ على سطحها أفعتان طول الواحدة منهما أربعة أمتار تقريباً، والملفت أن رأسي الأفعتين وذيلهما متساويان في الشكل والحجم حدّ التطابق. ليس هذا كل ما هو محفور على الصخرة فبالإضافة إلى الأفعتين هناك آثار لقدمي حيوان كبير يتوسطان الأفعتين وهما ظاهرتان تماماً.

تبلغ مساحة الصخرة حوالى العشرين متراً مربعاً، وهي منحدرة بنسبة كبيرة وفي أسفلها نتوء بسماكة الخمسين سنتيمتراً بادية منها، بينما تبدو في أعلاها فتحة بقطر المتر تستطيع النزول منها إلى عمق المترين حيث تنتهي في مكان يدفعك للتساؤل ماذا بعد؟!

ما سرّ هذه الصخرة وإلى أيّ عهد أو حقبةٍ تاريخية تعود؟ لا جواب رسمياً على هذين السؤالين لأنَّ مديرية الآثار ووزارة السياحة لم يزورا منطقة الصخرة لا سابقاً ولا لاحقاً، وكلّ ما يُعرف عنها هو معلومات من كبار السن في البلدة يقولون أنها موجودة منذ زمن أجدادهم الذين حاولوا تكسيرها مراراً ظناً منهم أنّ تحتها كنز.

المحفورات على صخرة الحيتين قديمة العهد، وهي من الدقة والإتقان بحيث لا يمكن لإنسان أن يرسم مثلها اليوم. ويقول المعمرون في شمسطار أن أبناء البلدة حاولوا الاستعانة في بدايات القرن الماضي بخبراء آثار أجانب كانوا في زيارة لقلعة بعلبك لحل لغز وسرّ الصخرة فكان الجواب أنها علامة لمعلم أثري ضخم موجود في مكان ما داخل البلدة، والكشف عنه يحتاج لدراسات كبيرة وجهات رسمية تعطي الإذن بذلك وتتبنى الموضوع.

ويقول كبار السن في شمسطار أن الصخرة ربما احتوت على كنز ربما سُرق في زمن معين، ودليلهم على ذلك وجود الحفرة لناحية الغرب والتي من المفترض أن تكون هي باب المغارة كما يرجّحون. الأمر غير مستبعد سيما وأنّ شمسطار مسكونة منذ عهود قديمة والدليل على ذلك أن قبورا يهودية لا تزال موجودة في أكثر من مكان وحي في البلدة.

صخرة الحيتين في شمسطار معلم أثري مهمل وقد يكون مهماً، وأهالي البلدة يطالبون بالكشف العلمي الأثري على الصخرة لعلّ في الأمر معالم تاريخية مهمة يُكشف النقاب عنها يمكن الإستفادة من وجودها لتعطي للمنطقة قيمة تاريخية وحضارية تستحقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى