هوّة شمسطار..متنفس الصخور ومصدر الهزّات

كتب علي سلمان

تعرّض لبنان خلال أسبوع لأكثر من ثلاثين هزّةً أرضية بحسب مركز بحنّس لرصد الهزّات الأرضية والزلازل وقيل أنّ مصدر هذه الهزّات البحر الميت في الأردن وفلسطين المحتلة في حين أنّ مصادر ذكرت أنّ الهزّات قد تكون ناتجة عن تجارب نووية أجرتها إسرائيل في البحر الأبيض المتوسط.
وأياّ”يكن مصدر الهزّات الأرضية فإنّ من الثابت أنّ لبنان يقع على خطّ الصدوع الجيولوجية الخطيرة حيث يوجد في بعض مناطقه فوالق أرضية تاريخية أخطرها فالق اليمونة الذي يتحرّك بين مدة زمنية وأخرى كان آخرها العام 2001 عندما إنفجر هزّةً بقوة 4،45 على مقياس ريختر وذلك من “هوّة شمسطار” غربي بعلبك.
ما هي “هوّة شمسطار”، وإلى أيّ زمن جيولوجي يعود تاريخها، وما هو تأثيرها في الهزّات الأرضية التي تضرب لبنان؟
هي هوّةٌ تتألّف من فتحتيْن بقطر حوالى المتريْن لكلٍّ منهما وبعمق غير محدّد يتدرّج بشكلٍ لولبيّ حتى نهاية لم يتمّ الكشف عليها حتى الآن على الرغم من الروايات والأقاويل المتواترة
وبما أنّ بلدة شمسطار، وبحسب خريطة الفوالق الجيولوجية، تقع على وسط خط فالق اليمونة فإنّ هوّتها تشكّل متنفّساً للتحرّكات الصخرية للمنطقة وهذا ما رصده مركز بحنّس العام 2001 بأنّ مصدر الهزة يومها هو هوّة شمسطار الذي جاء كتنفيس لتحركات أرضية منطلقة من بلدة اليمونة وهذا ما خفّف قوة الهزة ولولاها لتحوّلت الهزة إلى ما يشبه الزلزال.
ومن خلال متابعتنا على مدى عشرين عاما”للهوّة المذكورة فإنّنا لاحظنا تغيّرا” واضحا”في مساحة فتحتيْها على عمق حوالى الثلاثة أمتار حيث بدا أنّ هذه المساحة قد إتّسعت عمّا كانت عليه ثلاثين سنتيمترا” تقريبا”ما يشير إلى تأثّر وتأثير الهوة ودورها في فالق اليمونة وارتباطها بالعوامل الأرضية التي تطرأ على جغرافية المنطقة.
هوّة شمسطار، ورغم كتابتنا العديدة عنها منذ أكثر من عشرين سنة لم تشهد حتى الآن زيارة واحدة من قبل الجهات الرسمية المعنية، ولم تلقَ أي اهتمام أو بحث أو دراسة علمية
حول نشأتها وأسباب وجودها وعلاقتها بما يحصل من عوامل جيولوجية في لبنان أو المناطق المجاورة علما”أنها موجودة على خريطة مراكز الهزات داخل لبنان وخارجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى