محارق للأخلاق!!ّ بينما نفايات ثقافية وإعلامية على الشاشات

كتب علي سلمان

البرامج التلفزيونية الجديدة التي بدأت بعض المحطات تنحو فيها باتجاه التجرؤ لا الجرأة قد تصبح تكريسا”لموضوعات كانت ليس من المحظورات فحسب بل من المحرمات إجتماعيا”ودينيا”وثقافيا”.
فبرنامج “أنا هيك”الذي يقدمه الزميل نيشان على شاشة الجديد تتدرج فقراته حلقة بعد حلقة من المكروه إلى غير المألوف وصولا”إلى الغريب عن ثقافة مجتمعنا اللبناني إن لم نقل المحرم في جميع الأديان.
لقد عرض نيشان حالة زواج الفنان اللبناني نقولا شلهوب من الإسباني خافيير توريس مجريا”جولة أسئلة على الزوجين المثليين الذين عبرا عن قناعتهما بهذا النوع من الزواج على قاعدة حرية الإنسان في سلوكه وإختياره ما يحب دون الإلتفات
أو التقيد بأية قواعد دينية أو إجتماعية مفروضة من المجتمع الذي لا يملك حق التدخل بشؤون الآخرين كما فهم من كلامهما.

هذه الظاهرة التي عرضها نيشان وإن كانت تثير نقاشا”جدليا”قد لا نصل فيه إلى نتيجة واحدة يتوافق عليها الجميع بحكم إختلاف النظرة إليها سواء من الناحية الدينية أم من ناحية الحرية الشخصية غير المرتهنة وغير الخاضعة لمعايير إنسانية واحدة إلا أنه لا يمكن التغاضي عن إثارتها إعلاميا” مع ما يرتب ذلك من تداعيات أخلاقية وتربوية داخل النظام الأسري والبنية الإجتماعية اللبنانية.
ما فعله نيقولاس شلهوب يستدعي دراسة نفسية وبسيكولوجية وفيزيولوجية لتركيبته الشخصية والجسدية ودراسة وضعه الأسري الذي يفضي إلى تشخيص حالة ما يمكن علاجها ولكن بعيدا”عن تحويلها إلى نموذجا”ترويجيا”قد يصبح عملا”مألوفا”أو مقبولا” عبر إثارته إعلاميا”.

صحيح وكما قال شلهوب أنه فعل بالعلن ما يفعله كثيرون بالسر ولكن هذا لا يعني أن الفعلة هذه طبيعية وإن كانت من الحريات الشخصية في إسبانيا ولا يجرؤ أحد على إدانتها أو حتى الحديث عنها. ونحن هنا لا نتحدث عن موانع  ومخالفات قانونية تترتب عليها، كون القوانين ليست دائما”لمصلحة وفائدة الناس ،إنما المسألة تمس الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية التي تنتج علاقات صحية وصحيحة بين بني البشر.
والتحريم الديني لهذا الموضوع هو موضوعي لأنه ينتج ضررا”جسديا”ومعنويا”للفاعل والمفعول به بغض النظر عن”الحرمة”الإجتماعية.

والزميل نيشان مع برنامجه المنتظر منه في كل حلقة أن يطل علينا بحالات غاية ليس في الغرابة فقط بل في الإنحدار الإعلامي على مستوى المادة ومضمونها التي لا تعبر عن تميز وفرادة إنما هي نتيجة لتوجه ما في إيصال رسائل تحمل “جمرة إعلامية خبيثة” قد تنتقل عدواها إلى غرف نوم الأجيال.

والحرية الإعلامية التي أعطى نفسه حق ممارستها في برنامجه محاولا”أن يقدم مادة” يعتبرها “جريئة “تتوقف أمام ما
يجرح الحياء العام إن لم نقل يقتله.!! ومن حق الرأي العام اللبناني الذي تستخدمه محطة الجديد وتركن إليه في قضايا منها ما هو خاص وآخر عام مع بعض التحفظ ،أن يبدي رأيه في بعض برامجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى