حزب الله يرفض تدمير الأنفاق من الجانب اللبناني..وإسرائيل تهدّد بالتصعيد – حسين حمية

حسين حمية

هذا هو الحاصل لغاية الآن.فالصمت المطبق للبنان حيال الاتهامات الإسرائيلية عن حفر حزب الله أنفاقا في المنطقة الحدودية تصل إلى المستعمرات الإسرائيلية، هذا يعني أن هناك مقاومة لبنانية لعملية “درع الشمال” التي لم تنجز كامل مهمتها، وما حدث في الايام الماضية ليس سوى تدمير جزئي لهذه الأنفاق التي تقع على الجانب الإسرائيلي فقط، كما يعني أن تل أبيب لم تتلق تعهدا رسميا من بيروت بتدميرها على الجانب الآخر في ظل مراقبة اليونيفيل، وهذا ما يؤكده كلام الرئيس نبيه بري عندما ربط تدمير الأنفاق المزعومة بتسليم لبنان إحداثيات عن مواقعها، وبالوقت نفسه لفت بري إلى عدم تسلم الجانب اللبناني هذه الإحداثيات.

يمكن الربط بين تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن لبنان سيلقى ردا عسكريا إسرائيليا “لا يمكن تخيله” في حال عرقل حزب الله عملية تدمير الأنفاق، وبين امتناع الحكومة اللبنانية عن إتمام المهمة من الجانب اللبناني، لا بل قرأت حكومة تل أبيب في الصور التي ينشرها حزب الله عن تصويب مقاتليه سلاحهم باتجاه الجيش الإسرائيلي وانتشارهم على مقربة من  منطقة عمليات “درع الفرات”، بمثابة عدم إذعان لطلب الدولة العبرية.

قبل تحذير نتنياهو، كان الجيش الإسرائيلي رفع من نبرة من تهديداته مستعجلا الحكومة اللبنانية في الامتثال لطلباته بتدمير الأنفاق تحت مراقبة الأمم المتحدة، ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الناطق العسكري باسم هذا الجيش رونين منليس الذي اتهم لبنان بالمسؤولية عن أي عمل حزب الله وحذر “من أن أعمال المنظمة الشيعية اللبنانية بخدمة إيران ستؤدي إلى تدهور أمني. إن ما حصل في الضاحية في بيروت في حرب لبنان الثانية سيحصل في كل لبنان”. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ” في تأهب عال جداً لحالة مثل هذا التدهور”.

وتقول صحيفة معاريف في عددها أمس “أن هدف المقابلة (منليس) كان نقل تهديد مباشر إلى لبنان. في هذه اللحظة تمر الرسائل عبر الصور والكلمات والتهديدات الموجهة ظاهراً لحكومة لبنان، ولكن العنوان الحقيقي هو حزب الله”.

لا يمكن لأحد الاجتهاد في موقف حزب الله من تدمير الأنفاق أو من التهديدات الإسرائيلية في ظل الصمت الكامل لقيادته عن هذا الموضوع، أو ما هي حساباته، فسياسة الصمت تكتيك قديم يتبعه الحزب مع هذه الحالات، وهناك أكثر من مكسب له في هذه السياسة التي تتلاعب بأعصاب الإسرائيليين، كما أن الصمت يعبّر عن وجود قناعة لدى قيادة الحزب بأن تل أبيب لن تتهور وتدخل في عمل عسكري كبير ضد لبنان.

كلام الرئيس ميشال عون أمس لدى اسقباله الرئيس النمساوي الكسندر فان دبر بيلين،عن عدم وجود نيات لبنانية عدائية تجاه إسرائيل يأتي في إطار التهدئة وسحب الأعذار لأي تصعيد إسرائيلي، وترى “معاريف” أن الاسابيع القريبة القادمة تتطلب قرارات من حيث “كيفية العمل في حالة عدم وجود أي تغيير في الوضع. من الصعب التصديق بأن قوة الطوارئ الدولية ستعمل بنفسها. وعدم تنفيذ المطلب الإسرائيلي سيعدّ في إسرائيل، وكذا في لبنان، تراجعاً له أيضاً معان أمنية. وكما أسلفنا، صحيح أن الهدوء في هذه اللحظة يسود في الحدود الشمالية ولكنه هدوء خادع جداً”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى