«إيد بإيد»…صبايا أنصار يطلقن مبادرة للاعتناء بالمسنين من كورونا

لم تستطع «الكورونا» التي أجبرت الناس على الابتعاد عن بعضها، ومنعت الأيدي من التشابك، من أن تمنع يدي ميراس عاصي من أن تبقى متشابكة بقوة إلى أيدي صديقاتها، حيث أزهرت إطاراً للعمل الخيري في بلدة أنصار هو تجمع «إيد بإيد». حصل هذا قبل «كورونا»، وقبل حراك ١٧ تشرين، حيث بدأ عفوياً بين مجموعة من الصبايا ناهز عددهن ١٥ صبية وهدف إلى القيام بعمل خيري يُعنى بالمسنين، وامتد إلى أنشطة أخرى نتج عنها أعمالاً خيرية طاولت مجالات مختلفة، آخرها الآن في زمن «الڤيروس القاتل» الذي لم يمنع ميراس من أن تستمر في مد تلك اليد.

تقول ميراس الحائزة على شهادة في الأدب الإنكليزي إن فكرة إنشاء تجمع «إيد بإيد» وُلدت بشكل عفوي في العام ٢٠١٧ وذلك من ضمن حوارات كانت تدور بين صبايا العائلة حول ما يمكن القيام به في بلدتنا من أعمال خيرية. تتابع ميراس «النشاط الأول كان بمناسبة عيد الأم حيث جمعنا عدداً كبيراً من النساء المسنّات المحتاجات في بلدتنا أنصار بلغ عددهن ١٢٠ امرأة ونظّمن لهنّ حفلاً ترفيهياً تخلله غداء ولاقى نجاحاً لافتاً». عن تمويل النشاط قالت ميراس إنه تأمن من خلال بيع بطاقات في محلات البلدة وبعض المتمولين الذين تبرعوا بمبالغ معينة أدّت جميعها إلى نجاح النشاط.

بعد نجاح نشاط النساء المسنات تابع تجمع «إيد بإيد» تنظيم أنشطة أخرى منها توزيع مساعدات عينية عبارة عن مؤونة في شهر رمضان للعائلات المحتاجة، وأيضاً هدايا للأولاد في عيدي الميلاد والطفل، إضافة إلى أنشطة أخرى منها تنظيم حاجز محبة بمناسبة عيد الجيش.
من المبادرات الملفتة التي قام بها تجمع «إيد بإيد» طرح فكرة تكريم أحد أبناء البلدة أبو حاتم وهو بائع ترمس متجول، يملك مواهب استثنائية من رسم ونحت على الخشب وأعمال فنية يدوية متنوعة. البلدية تلقفت الفكرة وقامت بتكريم أبو حاتم حيث أعدّ تجمع «إيد بإيد» فيلماً وثائقياً عنه عُرض في مبنى البلدية أثناء التكريم.

مع الوقت تحوّلت ميراس إلى عنوان ومرجع لتلقي المساعدات الخيرية في بلدتها أنصار، سواء كانت هذه المساعدات عينية من ثياب وأدوية وغيرها أم مالية لتوزيعها على الفقراء. وفي هذا الإطار تقول ميراس «كل من يريد أن يقوم بعمل خيري أو تبرع للفقراء أصبح يتصل بي من أجل ذلك، وهو ما أقوم به فور استلامي أي شيء في هذا الخصوص.

عن طريقة عمل تجمّع «إيد بإيد» تقول ميراس إنها تنشر «بوست» على الفايسبوك تدعو فيه الراغبين إلى التبرّع للعائلات المحتاجة، فيبدأ الراغبون بذلك إلى الاتصال بها، ويقدّمون المساعدات المختلفة، سواء كانت مالية أو عينية. وفي هذا الإطار تقول ميراس «أحياناً نقوم بوضع صناديق كرتون في المحلات تُتيح للزبائن التبرّع بمواد غذائية يضعونها في الصندوق عند خروجهم من المحلات، حيث نجمعها ونكوّن منها إعاشات». عن تجاوب الناس مع مبادرة «إيد بإيد» تقول ميراس إن التجاوب كبير ويزداد يوماً بعد يوم وهذا الأمر أتاح لنا توزيع حوالى ٥٠ إعاشة تموينية في شهر رمضان الفائت».

عن الأنشطة هذا العام تقول ميراس إنهم كانوا بصدد إعادة تكرار النشاط السنوي الخاص بالنساء المسنّات، لكن الظروف الصحية المتعلقة بانتشار ڤيروس كورونا فرض عليهم تأجيل النشاط بالرغم من أن عدداً من الخيّرين من أبناء البلدة تبرّعوا بتكاليف النشاط، حيث سيتم استعمال المبلغ بتوزيع إعاشات للمحتاجين في هذه الظروف الصعبة.

إضافة لتلك الأنشطة تواظب ميراس على مدار العام تلقي المساعدات والمساهمات العينية والمادية حيث يتم أسبوعياً توزيع تلك المساعدات التي تتنوع بين مواد غذائية وأدوية ولحوم ودجاج وألبسة وغيرها. وإضافة لذلك لا يترك تجمّع «إيد بإيد» مناسبة اجتماعية إلا ويكون حاضراً فيها من خلال نشاط ما. وفي الوقت الراهن حيث «كورونا» يطرق الأبواب أطلقت ميراس حملة تبرع للتصدي للأوضاع الصعبة التي يعيشها المحتاجون وذلك تحت عنوان «ألفك بيسعدنا وبساندنا» وهي عبارة عن تبرع بمبلغ ١٠٠٠ ليرة لبنانية لمساعدة أهالي بلدتها أنصار.

في زمن تباعد الأيدي عن بعضها والذي فرضه بقوة وباء كورونا، يواصل «إيد بإيد» شبك تلك الأيدي لعل بتشابكها نستطيع أن نشكل سداً منيعاً في وجه الأوضاع الصعبة التي نعيشها، والتي ستكون أصعب في غياب تلك المبادرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى