مستشفيات بعلبك – الهرمل تقفل أقسام الكورونا.. والوضع الصحي إلى تأزم
منذ بداية انتشار جائحة كورونا، وُضعت المستشفيات الخاصة والحكومية أمام استحقاقٍ صعب وتحدٍ كبير لمواجهة هذا الفيروس والتصدي له. تجندت مجموعة من المستشفيات وعملت على إنشاء أقسام خاصة بكورونا بالرغم من ارتفاع كلفة تجهيزها، ولكن مؤخراً عادت هذه المستشفيات وأقفلت تلك الأقسام بسبب الأكلاف التشغيلية العالية لها، لا سيما وأن معظم المستشفيات لم تحصل على مستحقاتها المتعلقة بقسم كورونا من وزارة الصحة عما سبق، وبالتالي لم تعد قادرة على الاستمرار في ظل الإمكانيات الضعيفة.
بعد موجة الإقفال هذه لم يتبقَ في محافظة بعلبك – الهرمل سوى مستشفيي الهرمل وبعلبك الحكوميين لتغطية القضائين اللذين يضمّان 350000 نسمة موزعة على 116 قرية وبلدة (63 مجلس بلدي) مما أدى إلى ضغط شديد بسبب تجدد موجة الكورونا مؤخراً، فباتت هذه الأقسام غير قادرة على استيعاب عدد المصابين.
أحوال المستشفيات
من مستشفى دار الأمل الجامعي إلى المرتضى، الططري، إبن سينا، الريان، دار الحكمة وتمنين في محيط بعلبك، إلى مستشفى عودة في عرسال واليونيفرسال في رأس بعلبك، إلى مستشفيي العاصي والبتول في الهرمل. مستشفيات خاصة بعضها كان عاجزاً منذ البداية عن تخصيص قسم في المستشفى لكورنا، وبعضها كان له تجربة رائدة في هذا المجال حيث خصص قسماً للكورونا في مبنى منفصل عن المستشفى مجهز بشكل جيّد.
على الصعيد الحكومي، لعب المستشفيين الحكوميين في كل من بعلبك والهرمل دورهما بشكل جيد في مواجهة الجائحة، فكانا الجنديان المستنفران منذ بداية المعركة حتى يومنا هذا لهذه المهمة.
فيما يتعلق بمستشفى بعلبك الحكومي، قال مدير المستشفى د. عباس شكر لـ “مناطق نت” “إننا بسبب الضغط الحاصل على قسم كورونا نضطر في كثير من الأحيان إلى التوقف عن استقبال المرضى بسبب تخطي القدرة الاستيعابية للقسم”. لافتاً إلى أن المستشفى تضم ثمانين سريراً تنقسم مناصفة بين العناية الفائقة والاستشفاء العادي. وأوضح د. شكر أن هناك حوالي العشرين حالة أسبوعياً نضطر إلى عدم استقبالهم بسبب عدم وجود أسرّة فارغة، مشيراً إلى أن بعض تلك الحالات تكون حرجة وخطرة لكن ليس باليد حيلة.
بدوره قال مدير مستشفى الهرمل الحكومي د. سيمون ناصر الدين لـ “مناطق” إنه حتى الآن وبعد توقف المستشفيات كافة عن استقبال مرضى كورونا في المنطقة لا سيما في الهرمل، بقي مستشفى الهرمل الحكومي وحده يستقبلهم، لافتاً إلى “أننا نعجز عن استقبال المصابين أحيانًا، بسبب ارتفاع عددهم وتخطي القدرة الاستيعابية للقسم.
العام الجديد والمزيد من الضغوط
في الفترة نفسها من العام الماضي لم نكن نعاني من هذا الضغط الشديد يقول د. ناصر الدين حيث توقع إزدياد الإصابات هذا العام مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة. وأشار إلى أن مستشفى الهرمل الحكومي غير قادر على تحمّل هذه الزيادة في الأعداد خصوصًا أنها تضم ثمانية أسرّة عناية وعشرون سريرًا استشفائياً فقط. في الوقت الذي تشمل تغطيتها قضاء الهرمل بأكمله بالإضافة إلى القرى الحدودية بين لبنان وسوريا وبعض بلدات الجوار كالقاع ورأس بعلبك.
وأوضح د. ناصر الدين إلى أن كل مصاب بـ كوفيد 19 بحاجة للبقاء في قسم الكورونا من 8 إلى 15 يوماً كمعدل وسطي، وبالتالي فإن المريض سيأخذ من فرص غيره في ظل محدودية الأسرّة، لافتاً إلى أنه في بعض الفترات ينخفض عدد المصابين فنتنفس الصعداء ثم يعود الوضع إلى حاله.
كورونا بعلبك الحكومي مهدد بالاقفال
قرار إقفال المستشفيات الخاصة أقسام الكورونا فيها لم يكن خيارًا إراديًا، وإنما جاء بسبب عدم قبض مستحقاتها، فإنه للأسف إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه لن تتمكن حتى مستشفى بعلبك الحكومي من الصمود في ظل الوضع القائم وستُضطر مع الأسف إلى إقفال قسم الكورونا هي الأخرى، حيث يقول د. شكر أن القسم مهددٌ بالاقفال في وقت قريب في حال لم تتحرك وزارة الصحة والجهات المعنية لأنه تُقدر خسارة المستشفى الشهرية بحدود ٦٠٠ مليون ليرة، وحتى الآن غير معروف من الذي سيتحمل هذه الخسارة وهذه الأعباء، مضيفاً أننا تلقينا المساعدة من بعض الجهات التي تسعى إلى تأمين نوع من الاستمرارية للمستشفى حفاظاً على حياة الأهالي في محافظة بعلبك – الهرمل.
تؤكد إدارة كل من مستشفى بعلبك الحكومي والهرمل الحكومي أن قسم كورونا يفرض الكثير من الأعباء على المستشفى، فبدوره د. ناصر الدين يؤكد أن القسم مكلفٌ جدًا، وبحاجة إلى الدعم المالي لكي لا تقع المستشفى في عجز ولكي تستطيع البقاء ومواجهة تفشي كورونا في المنطقة، وهذا ما أكده أيضاً شكر بكلمة واحدة “المال ثم المال ثم المال” لدعم أقسام كورونا في المنطقة رأفة بالمرضى والمصابين.