البقاع الغربي وراشيا .. الصوت المسيحي ليس محسوباً على أحد

كتب خالد صالح

تستعد دائرة البقاع الغربي وراشيا لمنازلة إنتخابية شديدة التعقيد عنوانها الرئيسي ” الصوت المسيحي “، فما رافق تشكيل اللوائح وتسجيلها من تجاذبات و” شد حبال “، ترك أكثر من علامة إستفهام حول مآل هذا الصوت، وطرح السؤال الأبرز : أي دور سيلعبه الصوت المسيحي في السادس من أيار ؟
مع غياب المرشحين الحزبيين ( تيار وطني حر وقوات لبنانية ) عن الصورة الإنتخابية، تحرّر الناخب المسيحي بشكل كبير، ورغم أن قرار القيادتين لم يعلن بعد، لكن القاعدة باتت رؤيتها محكومة بالعلاقات الخاصة وبعض الصداقات والخدمات، ولم يعد بإمكان أي من القوتين الأساسيتين لعب الدور المحوري في الإنتخابات المقبلة.
لكن هذا الأمر لا يعني أن ثقل الصوت المسيحي لم يعد فاعلاً، بل تحرره وضعه في خانة ” المجهول ” مساره، وكل المرشحين يعتمدون على هذا الصوت لأنه وبحكم قانون النسبية الجزئي مع الصوت التفضيلي أصبح بوسعهم الدخول إلى جنة البرلمان بكمية لا تتجاوز ال 2000 صوت، لأن النتيجة النهائية ستكون لنسبة اللائحة من المقاعد.
في ظل الصراع الحاد بين الوزير السابق عبد الرحيم مراد والنائب السابق إيلي الفرزلي، يتسابق الإثنان للحصول على أكبر كمٍّ ممكن من الأصوات التفضيلية المسيحية، بينما يجهد المرشح ناجي غانم لتثبيت نفسه في المعادلة ” على أمل ” أن يستطيع المرشح الأرثوذكسي على لائحة المستقبل الدكتور غسان سكاف من الإطاحة بالفرزلي فيصبح الطريق معبّداً أمامه لدخول البرلمان.
مصدر مطلع أكد لـ ” مناطق نت ” أن الشارع المسيحي في البقاع الغربي بات يتوزع في أكثر من إتجاه، وواهمٌ من يعتقد أنه يمتلك حيثية كبيرة ترجّحه على غيره، حتى إيلي الفرزلي لم يعد على حيثيته السابقة وإن كان لا يزال يتقدم بشكل طفيف على غيره، لكنه يواجه معركة شرسة أولها في معقله جب جنين، مع وجود المرشح الأرثوذكسي جوزف أيوب على لائحة المجتمع المدني من بلدته الذي قد يغرف من صحن الفرزلي، إضافة إلى المرشح غسان سكاف الذي سحب البساط من تحته في عيتا الفخار، والأريحية التي إنسحبت على مسيحي راشيا بعدم ترشيح اللواء أنطوان سعد.
أضاف : في صغبين يبحث ناجي غانم عن قاعدة سلفه روبير وتنافسه مرشحة المجتمع المدني ماغي عون، بينما يظل الحضور الأقوى للمرشح هنري شديد لاسيما في عقر داره بلدة خربة قنافار، والذي يتحرك بثقة في الشارع المسيحي لإيمانه بأنه الأقوى مارونياً، وحظوظه يبنيها على نسبة المقاعد التي اشارت إليها آخر إستطلاعات الرأي، على إعتبار أنه لو حصلت لائحة الغد الأفضل على مقعدين ( شيعي وأرثوذكسي )، تلقائياً سيكون المقعد الماروني من نصيبه .
في البقاع الغربي وراشيا تشعر أن الشارع المسيحي يبني وجهة نظره الخاصة بعيداً عن الإصطفافات القائمة، وعليه ووفقاً لما قاله أحد كوادر القوات اللبنانية لـ ” مناطق نت ” بأن المناصرين بإنتظار قرار القيادة في معراب، فإن كل الدلائل تشير إلى أن وجهة التصويت لدى هذه القاعدة ذاهبة بإتجاه لائحة المستقبل لأنه مهما حصل من فتور في العلاقة بين الفريقين فإن القوات أقرب للمستقبل من اللائحة الأخرى، وفي مؤشرات أن صوت القوات التفضيلي سيذهب بإتجاه النائب أمين وهبي .
أما من ناحية التيار الوطني الحر، ورغم تصريح رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل بأنه سيدعم الفرزلي، فإن القاعدة الشعبية ليست معنية بالكامل بهكذا قرار، وتتحرك كوادر التيار في البقاع الغربي متحررة من تبعات ما أدلى به باسيل، وهي على تواصل مع الجميع من دون إستثناء، لأنهم يضعون حالياً مصلحة المنطقة فوق قرار القيادة خصوصاً أنه ليس لديهم مرشح حزبي يقاتلون لأجله.
حتى السادس من أيار موعد الإستحقاق، سيجهد الجميع للحصول على النسبة الأكبر من الأصوات المسيحية، لأنهم سيشكلون إضافة على أي لائحة يدعمونها، وبالتالي من المرجّح أن تتشتت الأصوات على المرشحين الستة على اللوائح الثلاثة، من هنا إمكانية الإطاحة بإسم كبير واردة في حال الوصول إلى العتبة الإنتخابية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى