الأفاكادو: زراعة تقبر الفقر في الجنوب (2-2)
كتب زهير دبس –
«الذهب الأخضر» أو «البترول الأخضر المقبل» هو ما بدأ يُطلق على زراعة شجر الأفوكادو التي بدأت زراعتها تجتاج مناطق لبنان وخصوصاً الساحل الجنوبي منه، حيث بدأ العديد ممن يملكون بساتين حمضيات اقتلاعها واستبدالها بالأفوكادو. المشهد لا يقتصر على البساتين فقط، فمن النادر أن تدخل إلى بلدة ساحلية جنوبية أو متوسطة الارتفاع دون أن ترى أشجار الأفوكادو منتشرة في كل مكان سواء في الحقول أم في حدائق المنازل، أم في الأراضي الصغيرة الحجم.
في الحلقة الأولى من هذا التحقيق اطلعنا على مزايا هذه الشجرة، وحكاية وصولها إلى الحقول اللبنانية، واستمعنا من خلال فيديو مع الخبير محمد حجازي إلى شرح عنها و إعطاء أفكار عن قيمتها الاقتصادية والغذائية، ونتابع في الحلقة الثانية والأخيرة:
ثمار الأفوكادو تُعتبر نخبوية نظراً لارتفاع أسعارها في الدول غير المنتجة لها، وفي هذا الإطار يقول الخبير حجازي «إن أسعارها في لبنان لا زالت محافظة على مستواها، وهي تباع في فترة رأس السنة بمبلغ ألفي ليرة للكيلو وبعد تلك الفترة بأربعة آلاف وفي شهري آذار ونيسان بسبعة آلاف». واعتبر حجازي أن أصناف الأفوكادو في لبنان تُعتبر من الأجود في العالم، نظراً للطقس المعتدل الذي تعيش فيه وأيضاً بسبب عدم رش الشجرة بالسموم.
عن الطرائق الأسلم لزراعة شجرة الأفوكادو يقول الخبير حجازي «الأهم هو زراعتها في تربة تُصرِّف المياه فشجرة الأفوكادو حساسة لناحية تنقُّع المياه الذي يؤدي إلى تعفُّن في الجذور وبالتالي إلى موتها، وأيضاً الأدوية التي تُرش بالقرب من شجرة الأفوكادو للتخلص من الأعشاب «غلايفوسات» وهذا يؤدي إلى موتها أيضاً». بالنسبة لرش الأفوكادو بالسموم يقول حجازي «إن الأفوكادو لا يتعرّض إلى حشرات مؤذية باستثناء «الانتراكنوز» وهو مرض فطري يجب مكافحته وعدا عن ذلك لا ينصح حجازي أبداً برش الشجرة بسموم. بالنسبة للتسميد تحتاج الأفوكادو للينتروجين وتبدأ كميته بحوالى ٥٠ غرام في العام في سنتها الأولى ومن ثم ٤٠٠ غرام إلى الكيلو لاحقاً عندما تكبر الشجرة حيث يجب أن يُقسموا من ٤ إلى ٨ مرات في العام ومن المفضّل أن يتم ذلك في الخريف وفي أواخر الشتاء وفي الصيف».
عن أنواع الأفوكادو في لبنان يقول حجازي إن الأكثر رواجاً هو «الفوارتي» ثم «لامب هاس» «بينكيرتون». وعن الفرق بين الشتول الأجنبية التي تباع في الأسواق وبين الشتول المطعمة محلياً يقول: «لا أنصح بشراء الشتول الأجنبية وزراعتها لأن بذورها لا تناسب التربة الموجودة في لبنان بالدرجة الأولى، وأيضاً لأن شحنها من الخارج لفترة طويلة تناهز الشهر وبقاؤها في الكونتيرات يؤثر على جذورها الطرية التي قد تتعرّض للتلف، بينما شراؤها من المشاتل المحلية مناسب أكثر من حيث البذرة المناسبة للتربة والنقل السريع من المشتل إلى الأرض التي تُزرع فيها». وقدّر حجازي نسبة موت شتول الأفوكادو المستوردة من الخارج بخمسين في المئة، بينما لا تتعدى هذه النسبة للأشجار المطعمة محلياً إلى الواحد في المئة.
يصل استيعاب الدونم الواحد إلى حوالى المئة شجرة أفوكادو ومنها عشرين فقط ويعود هذا إلى نوعها، حيث تبدأ إنتاجها في لبنان في عمر مبكر وهو في حدود السنتين، أما مرحلة الانتاج الجيد فيقول حجازي إنها تبدأ في عمر السبع سنين، ويبلغ متوسط حمولة الشجرة الواحدة من الأفوكادو حوالى الـ ٨٠ كيلو وقد يصل إلى ١٢٠ كيلو، وعليه قد يصل إنتاج شجرة الأفوكادو إلى ٤٠٠ ألف ليرة سنوياً. وعن مستوى آداء المزارعين المهتمين بزراعة الأفوكادو قال حجازي إن هذا المستوى كان متدنياً قبل العام ٢٠١٢ أما الآن فقد تحسن كثيراً نتيجة التدريب الذي نقوم به تباعاً لجهة العناية بالشجرة والتطعيم وهذا أدى إلى نجاح في زراعة الشجرة.
تربة لبنان ملائمة جداً لزراعة الأفوكادو، وهناك أصحاب رساميل بدأوا يستثمرون في زراعة الأفوكادو لأنها مربحة وهذا الأمر سيشجع آخرين للاستثمار في هذا القطاع، والسبب في ذلك وجود مرجعية تعالج مشاكل هذا القطاع. هذا وشجّع الخبير حجازي على الاستثمار في هذا القطاع الذي يعتبره واعداً، وتمنى لو تُزرع كل أراضي لبنان أفوكادو لأن ذلك هو إيجابي للبلد. وفي هذا الإطار يقول: «لدي طموح أن يصل إنتاج الأفوكادو في لبنان إلى المئة ألف طن سنوياً، وهذا من شأنه أن يخلق مئة ألف فرصة عمل وأن تبلغ عوائده ما بين الأربعة والسبعة مليارات دولار سنوياً.
إقرأ أيضا: الأفاكادو: زراعة تقبر الفقر في الجنوب (1-2) مع فيديو