ابنة بلدة الخضر د. علوم عودة تتهيّأ للانتخابات البلديّة ورئاستها

يشكّل ترشّح ابنة بلدة الخضر في قضاء بعلبك، الدكتورة علوم عودة، للانتخابات البلديّة والاختياريّة المزمع إجراؤها في أيّار (مايو) المقبل، خطوة جريئة واستثنائيّة، في مجتمعٍ محافظٍ حدّ التزمّت، يغلب عليه الطابع الذكوريّ المهيمن على مفاصل الحياة المنطلقة منها قضايا الناس وهمومهم واحتياجاتهم.
ومع تلك الخطوة تكون الدكتورة علوم رئيسة “جمعيّة حقّي أورت” خطت خطوةً “انقلابيّةً” جريئةً تهدف من خلالها إلى تحقيق عدالة المرأة “البعلبكيّة” واستعادة حقّها القانونيّ والاجتماعيّ والحياتيّ في ميادين الحياة جنبًا إلى جنبٍ مع الرجل في تحمّل مختلف المسؤوليّات.
“أترشّح لأجل التغيير”
تجد الدكتورة عودة نفسها أنّها تتمتّع بالكفاءة العلميّة والخبرة الإداريّة في إدارة أعمال البلديّة، وتحقيق أهدافها المتعلّقة باحتياجات مجتمع بلدتها، من خلال عملها كرئيسة جمعيّة، ما أكسبها “خبرةً عمليّةً في الرؤى والتخطيط والآفاق التي يحتاجها العمل في الشأن العام، وتأمين كلّ ما يحتاجه الناس من خدمات تخصّ حقوقهم الحياتيّة والمعيشيّة والإنمائيّة” بحسب الدكتورة عودة في حديثها إلى “مناطق نت”.

وتضيف: “لقد خضعت منذ ستّ سنواتٍ، إلى دوراتٍ تدريبيّةٍ عدّة من خلال مشاركتي مع عددٍ من الجهات المعنيّة بالانتخابات البلديّة، إذ زرنا عددًا من البلديّات في مناطق عديدة، واطّلعنا على قانون البلديّات وكيفيّة المشاركة بانتخاباتها ودور رئيس البلديّة والأعضاء، وصلاحيّات الرئيس والمجلس البلديّ، حتّى تشكّلت لديّ معلومات عامّة عن البلديّات، وأصبحتُ أثق بنفسي كامرأة جديرة بالترشّح وتحمّل المسؤوليّة.”
من هنا قرّرت الدكتورة عودة أن تخوض الانتخابات البلديّة “لأنّ التغيير لن يحصل بالبقاء في المنزل والركون إلى الواقع المعلّب المفروض علينا منذ عقود. وإن لم نقم نحن بخطوةٍ عمليّةٍ سنبقى كما نحن، لذلك لم أتوانَ لحظةً عن اتّخاذ قراري الحاسم في أن أكون في خدمة أهلي وناسي وبلدتي.”
“برنامجي غير تقليدي”
تقول عودة إنّ برنامجها الانتخابي في حال وصولها إلى المجلس البلديّ، لن يكون تقليديًّا ولا “شعاراتيًّا” “كما عوّدنا عليه من تولّوْا العمل البلديّ سابقًا، بل سيكون برنامجًا رؤيويًّا، بنظرةٍ جديدةٍ ومفهومٍ جديدٍ، هدفه الإنسان أوّلًا، في كلّ مجالات عمله ودوره وواجباته وحقوقه، وبذلك تتحقّق الإنجازات البيئيّة والصحّيّة والثقافيّة والخدماتيّة، كتحصيلٍ لبناء الإنسان وبناء المحيط والبيئة التي يعيش فيهما.”
وتشير إلى أنّها ستقدّم حلولًا لمشكلة النفايات في بلدتها “وهذه ستكون من صلب الأهداف كونها تتعلّق بالصحّة والبيئة والجمال. إلى جانب الاهتمام بالناحية الصحّيّة الخاصّة بمراكز الصحّة ببلدتها، لأنّها تشكّل المدماك الأوّل في الحفاظ على صحّة وسلامة المواطن الذي نعمل لأجله”. وتعدّد بعض أهداف برنامجها الانتخابيّ الذي لم تنتهِ من صياغته بتفاصيله بعد، بالآتي:
عودة: سأقدّم حلولًا لمشكلة النفايات في بلدتي الخضر وهذه ستكون من صلب الأهداف كونها تتعلّق بالصحّة والبيئة والجمال. إلى جانب الاهتمام بالناحية الصحّيّة الخاصّة بمراكز الصحّة
التنمية أوّلًا وليس الإنماء. تطوير العقليّة المجتمعيّة السائدة لتحقيق الإنماء. إشراك المرأة في جميع الأعمال وإعطائها دورها الطبيعيّ. الاهتمام بالبيئة من جميع الجوانب. إقامة علاقات توأمة مع بلديّات أجنبيّة لتوفير الخدمات والأموال والمشاريع. إلى جانب الاهتمام بالقضايا اليوميّة الخاصّة بحياة المواطن.
لائحة متخصّصين من الجنسين
تسعى المرشّحة للانتخابات البلديّة علوم عودة إلى تشكيل لائحةٍ انتخابيةٍ في بلدتها، تكون نواتها من أصحاب الكفاءات من مختلف الاختصاصات العلميّة والطبيّة والهندسيّة، وحتّى من العاملين في القطاع الزراعيّ والبيئيّ، وكلّ القطاعات العاملة “لأنّ هدفي هو إشراك الجميع كي يأتي العمل والإنجازات متوازنيْن ومتوازييْن لتحقيق الأهداف جميعًا.”
وتشدّد على ضرورة مشاركة فئة الشباب من الجنسيْن، ومن الرجال والنساء ممّن يتمتّعون بكفاءاتٍ منتجةٍ. مشترطةً “أن يكونوا مقيمين في البلدة وليس خارجها، ولديهم الوقت لتحمّل المسؤوليّة الكاملة، التي هي أساس النجاح وتحقيق الأهداف وتطوير البلدة.”
أهمّيّة رئاسة المرأة للبلديّة
وتقول عودة إنّ وجودها في المجلس البلديّ وفي رئاسته تحديدًا، يسهم في تعزيز التقديمات الماليّة من الجهات الدوليّة، التي تولي دور المرأة في المجتمع والمراكز التي تتبوّأها أهمّيّةً كبرى “لأنّها ترى في المرأة العنصر الموازي للرجل تمامًا ولها حقّ المساواة معه، وباستطاعتها أن تكون على قدر المسؤوليّة والإنتاج والحضور في جميع المجالات.”
وتضيف بأنّ هناك دراسات دوليّة. وتقول: “إنّ وجود المرأة في مراكز صنع القرار يكبح جماح الفساد، ويحدّ من مخالفات القانون، التي يرتكبها الرجال الأكثر قابليّةً، إن لم نقل الأكثر ميلًا، بنسبةٍ مرتفعةٍ إلى تحقيق المصالح الشخصيّة من النساء.”

المرأة تفهم حاجات المرأة
وترى أنّ وجود المرأة ليس فقط في المجالس البلديّة بل في البرلمان، له أهمّيّة قصوى في عرض قضايا النساء ومعاناتهنّ “لا سيّما في قضايا الإرث والطلاق والحضانة، داخل المؤسسة التشريعيّة، ويساعد في تسريع سَنّ القوانين الخاصّة بأمور النساء ومتابعة تنفيذه، لأنّ المرأة تفهم حاجات المرأة، وبالتالي هي القادرة على التعبير عن معاناتها والمطالبة بحقوقها.”
وتشير عودة إلى “وجود دراسةٍ دوليّةٍ تؤكّد أنّ المساواة بين الجنسين يحقّق السعادة ويحقّق الازدهار الاقتصاديّ والمعنويّ ويرفع من مستوى السعادة داخل المجتمع لأنّه يؤدّي إلى العدل الذي من شأنه أن يخلق التوازن بين أدوار الرجال والنساء، ما ينعكس تقدّمًا وتطوّرًا أسريًّا واجتماعيًّا ووطنيًّا.”
تتعهّد رئيسة “جمعيّة حقّي أورت” والمرشّحة للانتخابات البلديّة في بلدة الخضر البقاعيّة الدكتورة علوم عودة بأنّها وفي حال فوزها بالانتخابات البلديّة، ستعمل على تقديم ما تستطيع من مساعدةٍ، من خلال علاقات جمعيّتها الداخليّة والخارجيّة، وما يأتيها من دعمٍ ومشاريع تنمويّةٍ وإنمائيّةٍ لبلديّتها وبلدتها “وسأسعى جاهدةً للنهوض والتقدّم بها ووضعها في مصاف البلدات اللبنانيّة المزدهرة”.