السينما في بعلبك.. ذكريات هائمة بددتها الحروب والتكنولوجيا
بداية، لا بد من القول أننا صادفنا صعوبة نسبية في الحديث عن “سينمات” بعلبك، وهي العبارة العامية المستعملة في المدينة، أو في شكل أدق التي كانت مستعملة ذات يوم، بعد أن غابت، في أيامنا هذه، عن أحاديث الناس، بحيث أصبح ذكرها يتساوى مع ذكر تراث غيّبته الأيام، ولم يبقَ منه سوى شذرات من الذكريات تختص بأجيال دون أخرى.
تمثّلت الصعوبة في معرفة بعض التواريخ المتصلة بالصالات المذكورة، أو بالأحرى بصالتين من أصل ثلاث، وهو العدد الأول والأخير لما شهدته المدينة، خلال القرن الماضي، من ظهور لأمكنة عرض نتاج ما يسمّى الفن السابع. أما الصالة الرابعة التي خُطط لها، فقد جُهزت بما ينبغي من شروط أساسية لهذه الوظيفة، لكنها لم تُفتتح ولم يُعرض فيها فيلم واحد بحسب الطريقة الكلاسيكية، إذ تزامنت إقامتها مع انحسار دَور السينما في المدينة في الربع الأخير من القرن الماضي، فصار دور الصالة الرابعة يقتصر على إقامة الاحتفالات والنشاطات الاجتماعية أو السياسية فيها، من مهرجانات ولقاءات وأعراس، أو عرض أفلام قصيرة ترتبط بالمناسبات المذكورة، وذلك بحسب التقنيات الحديثة، التي لا تتطلّب آلات كلاسيكية.
إلى ذلك، لم يتم التطرّق إلى قاعات السينما والحديث عنها حين كانت لا تزال ناشطة، ولم يقم أحد بتوثيق ما كان يجري فيها، إذ لم يدر في ذهن تلك الأجيال أن دورها سينتهي في يوم من الأيام. من جهة أخرى، سوف أعمد، في سياق الحديث في الموضوع، إلى إيراد بعض الذكريات الشخصية المرتبطة به، لكوني أنتمي إلى ذلك الجيل الذي “استلحق” دخول تلك الصالات، ومشاهدة أفلام كثيرة، ما زال وقع بعضها حاضراً في ذهني.
سينما أمبير
بعد بحث واستقصاء، عثرنا على أحد الأشخاص الذين عملوا في إحدى دور السينما، وهو الآن طاعن في السن، وقد أفادنا أن سينما أمبير كانت أولى صالات المدينة، وقد افتتحت في العام 1954، وهذا التاريخ يُعتبر الأكثر دقة من بين تواريخ أخرى. هذا، وقد شُيّد المبنى لحساب شركة قطّان وحداد، وتولّى إدارتها لفترة شاهين السكاف. وفي الأيام والأسابيع الأولى لتشغيلها لاحظ مديرها والمشاهدون رداءة في الصوت داخل القاعة المبنية من الباطون المسلّح، فعمد إلى تغطيتها بالجنفيص، ثم بالفلين لاحقاً.
إنتقلت ملكية سينما أمبير فيما بعد إلى حبيب ملوك، الذي عُرف بإسم الخواجه حبيب. وكان الأخير قد استعان من أجل تسلّم التذاكر و”ضبط الأمن” برجل شديد المراس، أطلق عليه لقب “الزلاّط”، وهو صاحب الصوت الهادر المثير للرعب في قلوب الصبية، الذين تسوّل لهم أنفسهم إثارة الشغب في القاعة، أو الاسترسال في التعبير عن الحماسة المفرطة لدى رؤية هرقل، أو ماشيستي، وهو يحرّك صخرة عاتية ويلقيها على رؤوس الجيوش المعادية، عبر مؤثرات خاصة بدائية، قياساً لما نراه الآن.
وفي حين كان رسم الدخول إلى السينما هو 35 قرشاً للصالة و65 قرشاً للبلكون، فقد كان هذا الرسم يتدنّى في حال لم يكن الفيلم في بدايته، لكن المبلغ الضئيل يذهب إلى جيب الزلاّط، بموافقة من إدارة السينما.
سينما أمبير كانت أولى صالات المدينة، وقد افتتحت في العام 1954، وهذا التاريخ يُعتبر الأكثر دقة من بين تواريخ أخرى. هذا، وقد شُيّد المبنى لحساب شركة قطّان وحداد، وتولّى إدارتها لفترة شاهين السكاف
لم يكن لدى سكّان المدينة حينذاك، أمكنة للتسلية ومشاهدة الأفلام سوى هذه الصالات “السحرية”، لذا فقد كانت بعض الأفلام تشكّل حدثاً، وكان الذهاب إلى السينما مناسبة سعيدة، وخصوصاً بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين. أخبرتني والدتي أنها اصطحبتني إلى السينما، للمرة الأولى في حياتي، حين كنت طفلاً، من أجل مشاهدة فيلم “مرحباً أيها الحب”، في العام 1963، لكنني شاهدت مع أترابي في فترات لاحقة، أشرطة سينمائية دخلت تاريخ الفن السابع، وقد يكون أشهرها من ضمن أفلام أخرى، نتاج المخرج سرجيو ليوني، مثل “من أجل حفنة دولارات”، و”الصالح والشرير والسيىء”، من بطولة الممثل الشهير كلينت إيستوود، الذي صار له من العمر حالياً 92 عاماً.
سينما روكسي
إستأجر ساسين كرباج كرباج، العام 1958، مستودعات تعود ملكيتها إلى الكنيسة الكاثوليكية، وجعل منها داراً لسينما روكسي، لتصبح بالتالي الصالة الثانية في المدينة. لم يكن لسينما روكسي بلكون، كطبقة ثانية ترتفع عن الأولى، ويختلف سعر مقاعدها عن الصالة. كانت سينما روكسي مستطيلة الحجم، ولم يكن يفصل بين صالتها وبين المستوى الثاني الذي هو عبارة عن درج، سوى جدار قليل الإرتفاع، يتسلّقه بعض الصبية خفية، عندما تُطفىء الأنوار، لينتقلوا من مرتبة المتفرجين الصغار إلى عالم الزبائن الكبار، عشاق عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، اللذين عُرضت في القاعة أفلام كثيرة من بطولتهما.
وكان فريد الأطرش يحظى بمكانة مميّزة لدى مشغّل ماكينة العرض المرحوم عادل النجّار، بحيث كان يبثّ أغنياته قبل بداية العرض، دون سواها تقريباً. أمّا أسعار الدخول إلى السينما فقد كانت، أقل بقليل من سابقتها الأمبير، وهي عبارة عن 25 قرشاً للصالة و50 قرشاً للدرج – البلكون. وفي حين كانت الأفلام الهندية تحظى باهتمام كبير، فقد يكون فيلم “جانكلي” من أشهر الأفلام التي عُرضت العام 1962 ، ويُقال أن الجمهور كان بأغلبه من النساء، حيث خرجن من السينما بعد نهاية الفيلم بعيون حمراء، لفرط ما بكين خلال مشاهدتهن الفيلم، الذي اعتبر من بواكير الدراما الهندية “المبكية”، التي صار نتاجها لاحقاً شديد الغزارة.
سينما الشمس
كانت سينما الشمس الأكبر والأحدث من بين القاعات الثلاث التي ضمّتها مدينة بعلبك. ولهذه السينما قصة خاصة لكوننا شهدنا تفاصيل سيرتها كلّها. إكتمل بناؤها في العام 1968، بعد متاعب ميّزت مرحلة الولادة. إذ أن المحاولة الأولى أجهضها خطأ في تركيب السقالات، التي من شأنها تلقّي ثقل السقف لدى صب الخرسانة. بدا الأمر وكأن البنائين لم يعتادوا العمل على أبنية بهذا الحجم، وهم الذين لا عهد لهم سوى بتشييد عمارات عادية صغيرة نسبياً. وقع الخطأ ووقع معه السقف، وانهار جزء من الجدران.
عرفنا بعدها أن الحادث لم يوقع سوى بعض الجرحى، لحسن الحظ، وذهبنا لمعاينة الركام واجلين من إمكان توقف العمل في المشروع الذي كنا ننتظر إنجازه وكأنه يخصنا شخصياً، إذ أن ولادة سينما جديدة في البلدة يعتبر حدثاً جللاً، قد لا يتم سوى مرّة واحدة في العمر، وهذا الظن أثبته الواقع، وإن لأسباب لم تدر في خلدنا حينذاك.
بعد انتظار لا نذكر مدّته، أو ثقله علينا، اكتمل البناء والتجهيزات، وتحدّد موعد العرض الأول. ولكن، ورغم رغبتي الشديدة والملحّة، لم يتسنَ لي حضور حفل الإفتتاح.
كانت سينما الشمس الأكبر والأحدث من بين القاعات الثلاث التي ضمّتها مدينة بعلبك. إكتمل بناؤها في العام 1968، بعد متاعب ميّزت مرحلة الولادة. إذ أن المحاولة الأولى أجهضها خطأ في تركيب السقالات، حيث وقع السقف، وانهار جزء من الجدران.
كان الذهاب إلى السينما في ذلك الحين، يتطلّب إذناً من والدي الذي لم يحتل الفن السينمائي مكانا في قائمة إهتماماته، بالرغم من علاقته الوثيقة بالثقافة، وهو الذي أسس ندوة ثقافيّة صارت من تاريخ المدينة الثقافي. لكن السينما بالنسبة إليه، هي شأن آخر، وثقافة مختلفة. يُعتبر فيلم “ذهب مع الريح” من ضمن الأفلام القليلة التي شاهدها، وقد شكّل هذا الشريط معياراً لديه، بحيث أصبحت الأفلام التي لا توازيه قيمة، بالنسبة إليه، لا تستحق المشاهدة. كان الطلب إليه بالسماح بالذهاب إلى السينما في حاجة إلى مقدّمات وتساؤلات وتفاصيل حول نوعية الفيلم ومضمونه، في حال لم يوحِ عنوانه بالمعلومات المطلوبة، وقد تتطوّر المسألة لدرجة الإتصال بالسينما للسؤال عن الفيلم المعروض لتحديد مدى تناسبه مع عمري.
لم يكن الفيلم الأول الذي عرضته سينما الشمس مقصوداً في ذاته من وراء الإصرار الشديد، لدى تقديم الطلب الشفهي إلى والدي من أجل مشاهدته، بل كانت الغاية الأولى والأخيرة هي رؤية القاعة الجديدة، التي كثر الحديث عنها في البلدة، إضافة إلى أن حضور العرض الأول من شأنه أن يشكّل حدثاً جللاً، ومادة للتباهي أمام الأولاد الآخرين، ناهيك بالمعنى “التاريخي” للمسألة وبموقعها في الذاكرة.
داخل السينما
أثار داخل السينما الرحب دهشتنا منذ اللحظة الأولى. الجدران مغطاة بقطع بيضاء من مادة نجهل طبيعتها، وتتوسطها شاشة كبيرة تغطيها ستارة عملاقة ذات لون أحمر مخملي، يتعاكس لونها مع البياض المحيط بها فيوّلد شعوراً يصعب وصفه. كما كان للدهشة التي أصابتنا أسباب أخرى: المقاعد منجّدة بالقماش الأحمر أيضاً، يتجاور مع معدن ذهبي فوق سجادة تغطي الأرضيّة. أما الأمر الآخر، الجديد، في السينما الحديثة، فكان قرار منع التدخين ضمن القاعة منعاً باتاً. عمّر هذا القرار سنوات، وعمّر تنظيم الجلوس في القاعة بحسب المخطط الموضوع أمام بائع التذاكر سنوات أقل منها.
عائلات بكاملها كانت تقصد السينما لمشاهدة أفلام محددة. يفدون في مجموعات من أعمار مختلفة، لم يغب عنها العنصر النسائي، بل كان حضوره وازناً إذا كان الفيلم عربياً أو هندياً، أو يتمحور حول قصص الغرام الشهيرة في التاريخ. في أحوال كهذه، أي في حال حضور الفتيات، تخضع الحاضرات لحراسة مشددة، يؤمنها إخوة لهن أو أقارب شبان يجلسون عادة على أطراف المجموعة، تاركين المقاعد الوسطيّة للجنس اللطيف.
من بونويل إلى فيسكونتي
على شاشة سينما الشمس شاهدتُ فيلم “المتخرّج” لمايك نيكولس. وبالرغم من حداثة سني، فقد استهواني الفيلم إلى درجة مرضيّة، فقصدت السينما يومياً لثلاثة أيام متتالية، بعدما وقعنا في غرام الممثلة آن بانكروفت، التي إختطفها السرطان عام 2005. فيلم يوسف شاهين “الأرض” أعاد إلينا الثقة بالسينما العربية، وألبسنا المخرج ثياب اليسار، على معرفتنا المتواضعة بالفكر اليساري حينذاك. وربما كان إعجابنا بالفيلم عائداً إلى كونه شكّل إستثناءً قياساً إلى أفلام عربية أخرى، جماهيرية وشعبوية، ذات مضامين سطحية، كانت تُعرض على الشاشة أملاً باستقطاب أكبر عدد ممكن من الرواد.
هذا الحكم ينطبق، في شكل أكثر وضوحاً، على الأفلام الأجنبية. علّمتنا التجربة والخبرة أن نشاهد الفيلم الأجنبي، اللاجماهيري، في يوم عرضه الأول، إذ قد يجري سحبه من الصالة في اليوم التالي، في حال لم يحظَ بنجاح جماهيري. إستناداً إلى مبدأ المشاهدة، من دون تباطؤ، وُفقنا بحضور فيلم “سحر البرجوازية الخفي” للوي بونويل، الذي لم يتجاوز عدد مشاهديه العشرة أشخاص، أربعة منهم يؤلفون مجموعتنا المولعة بالسينما، وقد سخرنا معه من البرجوازية التي اعتبرناها عدواً طبقياً مثيراً للسخرية.
على شاشة سينما الشمس عُرض فيلم “المتخرّج” لمايك نيكولس، وفيلم “الأرض” ليوسف شاهين، وفيلم “سحر البرجوازية الخفي” للوي بونويل، وفيلم “الموت في البندقيّة”، وفيلم “خلاص”، شريط جون بورمان. وفيلم “العرّاب” لكوبولا
لم يكن الوضع الجماهيري أفضل حالاً بالنسبة إلى فيلم فيسكونتي “الموت في البندقيّة”، إذ غادر معظم الروّاد، القلّة، الصالة قبل نهاية الفيلم، الذي اختلفنا على تقييمه خلال الجلسة التي كانت تعقب مشاهدة كل فيلم. هذا، في حين اجتمعت آراؤنا على تقدير “خلاص”، شريط جون بورمان. أما “العرّاب” لكوبولا، في جزئه الأول، فقد صمد في الصالة أكثر من سواه، لما أحاط به من مكانة وشهرة، ولما إحتواه نسبياً من لقطات الأكشن التي تهم البعض، إضافة إلى أداء مارلون براندو الرائع. لم يغب وقع أداء براندو عن الكثيرين، لدرجة أن والدي ذهب لمشاهدته بناء على إصراري الشديد، فكانت النتيجة حاسمة من كل النواحي، إذ نسي أبي “ذهب مع الريح”، ووقع تحت تأثير دون كورليوني، معتبراً مارلون براندو أفضل ممثل رآه حتى ذلك الحين، وبقي يتذكّر طريقة حديثه وتصرفاته الأرستقراطية والمافياوية لزمن طويل.
نحو الهزيع الأخير
التلفزيون والحرب، عاملان لا رابط ذاتياً بينهما إلاّ في تعاملهما معاً، على دفع سينمات بعلبك الثلاث نحو التقهقر، وإن كانت الأمبير والروكسي قد سبقتا سينما الشمس في إعلان خضوعهما لمؤثرات خارجية، بدا معها إمكان الإستمرار في الحياة، من خلال عرض الأفلام أمراً أقرب إلى المستحيل، إن لم يكن مستحيلاً تماماً. كانت العائلات ومعظم الناس، فرادى أكانوا أم جماعات، يقصدون السينما في العشيات لتمضية السهرة، أو جزء منها. لكن الحرب وأجواء التوتر المحيطة بها جعلتهم يفضّلون البقاء في منازلهم مساءً، بالرغم من أن المدينة لم تشهد معارك أو إشتباكات بين أطراف متصارعة إلاُ في حالة أو حالتين، وعلى نحو محدود. ولو اعتبرنا أن قصد السينما لا يتم إلا ضمن حالة نفسية مؤاتية، ولو نسبياً، فإن التوتر المذكور، المرتبط بالحالة العامة السائدة في البلد، لعب دوراً سلبياً لا خلاف عليه في العلاقة بالسينما.
في مراحل حياتها الأخيرة تحوّلت سينما الشمس مكاناً لعرض الأفلام الآسيوية، الرخيصة من حيث أثمان إستيرادها، والمربحة إلى حد ما خلال عرضها. كانت الأفلام المعروضة هندية في الدرجة الأولى، ثم أضيفت إليها أشرطة صينية قادمة من هونغ كونغ، تعج بفنون قتالية مبالغ فيها لدرجة إثارة الضحك، حتى لدى صغار المشاهدين. كانت نيات إدارة السينما وأهدافها مفهومة ومبررة: إطالة عمر القاعة ما أمكن، من خلال عرض أفلام محض تجارية، أملاً في اجتذاب فئة من الرواد هم في سن المراهقة أو ما دونه.
لكن الضربة القاضية جاءت، بحسب رأينا من التلفزيون. وإذا كان عدد المحطات التلفزيونية التي أمكن إلتقاطها خلال الثمانينيات من القرن المنصرم، بواسطة الهوائي العادي، لم تتعد إثنتين أو ثلاثاً، فقد إزدادت في التسعينيات بفعل البث الفضائي، كما هو معروف، لتبلغ عدداً وتنوّعاً لا يخطران في البال. حلّت الشاشة الصغيرة مكان قرينتها الكبيرة بسرعة قياسية. إزاء الواقع الجديد لم يعد أمام سينما الشمس إلاّ الذهاب نحو مصيرها المحتوم: الإقفال.
وإذا كانت سينما أمبير قد تحولت مصرفاً، وطار جزء من سينما روكسي في عملية تأهيل سوق بعلبك القديم، ولا يشير جزؤها الباقي إلى سينما منقرضة، فإن سينما الشمس صارت مخزناً لبيع الألبسة، ولم تعد واجهة المبنى صمّاء كما كانت، بل استحدثت فيها فتحات تؤدي إلى شرفات. من ناحية أخرى، لا رغبة لنا في تصوّر الحال الذي آلت إليه الصالة في الداخل، وكل ما نراه لدى مرورنا قربها، هو محل تجاري صار يشغل مدخلها الأساسي، وما زال يُرى في قعره الدرج المؤدي إلى القاعة ضمن مشهد سوريالي، قد لا تكمله إلاّ الذكريات الهائمة، الضائعة بين جدران فقدت سحرها، ومقاعد لا ندري ماذا فعلوا بها.