“العاصي” على خطى “الليطانيّ” مياه ملوّثة وأسماكٌ غير صالحة

يسير نهر العاصي في الهرمل على خطى نهر الليطانيّ في الجنوب الذي أصيب منذ سنوات طويلة بلعنة التلوّث، وترافقت مع تعدّيات لا تعدّ أو تحصى، حتّى فقد الليطانيّ أكبر أنهار لبنان، خصائصه الطبيعيّة التي يجب أو يفترض أن يتمتّع بها.

منذ سنوات، بدأت ملامح التلوّث تظهر في العاصي من خلال عدد من الممارسات والمشاهد، أهمّها إطعام ثروته السمكيّة من مزارع وغيرها أحشاء الدجاج والعصافير النافقة، بالإضافة إلى تلوّث مياهه بالنفايات والمجاري الصحّيّة المحيطة به، فهل نشهد انهيار نهر العاصي عن قريب بسبب الإهمال كما شهدنا انهيار نهر الليطانيّ؟

يُعدّ العاصي مصدرًا للمياه العذبة، وتُستخدم ثروته المائيّة في ريّ الأراضي الزراعيّة المحيطة بها والتي تُساهم بدورها في توفير الغذاء. إضافة إلى ذلك يُعتبر وجهة سياحيّة مميّزة، ومركزًا مهمًّا لتربية الأسماك وإنتاجها. هكذا كان العاصي سابقًا، لكنّه اليوم لم يعد كذلك، إذ فتك به التلوّث وبدأت حاله تتدهور منذ عدّة سنوات، فتحوّلت مياهه العذبة والنقيّة إلى مياه غير صالحة للشرب أو حتّى للسباحة والترفيه، إذ تبيّن أنّها تحتوي على نسبة كبيرة من البكتيريا البرازيّة، بحسب آخر دراسة علميّة أُجريت في شهر تمّوز من العام 2021 بعنوان: “تقييم جودة المياه في الأنهار في جميع أنحاء لبنان على الصعيد الوطنيّ من خلال قياس كمّيّات مؤشّرات البراز وتحديد ملامح مقاومة الإشريكيّة القولونيّة للمضادّات الحيويّة”، والتي نُشرت عبر مجلّة المضادّات الحيويّة الدوليّة من قبل موقع MDPI المتخصّص في نشر أخبار المجلّات العلميّة.

للإطلاع على التقرير إضغط هنا https://www.mdpi.com/2079-6382/10/7/883

نفايات في نهر العاصي
مياه ملوّثة بالبراز

شملت الدراسة تحليل عيّنات مأخوذة من أكثر من 14 نهرًا في لبنان، تمّ جمعها من المنبع والمجرى والمصبّ من كلّ نهر، وتمّ الكشف عن القولونيّات البرازيّة في 127 عيّنة بنسبة (96.2 في المئة) أُخذت من 132 موقعًا من المياه، و43 عيّنة بنسبة (98 في المئة) أخذت من 44 موقعًا، في حين تمّ أخذ عيّنات نهر العاصي من ثلاثة مواقع وهي: المنبع “عين الزرقا” و”اللبوة” والمجرى “بجاج”.

أُجري التحليل على أنواع بكتيريا معيّنة، وهي البكتيريا البرازيّة (Fecal Coliforms) والبكتيريا البرازيّة القولونيّة (E. Coli) بحسب المشرف على الدراسة البروفسور في العلوم الجرثوميّة والغذائيّة الدكتور عصمت قاسم.

في حديث إلى “مناطق نت” يشير الدكتور عصمت قاسم إلى أنّ “هذه البكتيريا في حال تجاوزت معيار SEQ-EAUX-2003 وفق وكالة حماية البيئة الأميركيّة فتصبح غير صالحة للشرب وللريّ أيضًا”. يتابع: “بحسب الخريطة الموضحة في هذه الدراسة حلّلنا 132 عيّنة من 14 نهرًا بما فيها الليطانيّ والعاصي وتبيّن أنّ 74 في المئة من العيّنات غير صالحة للري و32 في المئة من العيّنات غير صالحة للسباحة”.

ويضيف قاسم: “تنتقل هذه البكتيريا عن طريق الطعام والغذاء في حال كانت مياه الريّ ملوّثة، وبالتأكيد ستكون الخضار ملوّثة وعند استهلاكها سينتقل الضرر إلى الإنسان، ونحن عندما نقول إنّ نهر العاصي ملوث بالبراز، يعني أنّ هنالك جراثيم متعددة من فيروسات وطفيليّات وبكتيريا وملوّثات كيميائيّة في مياهه”.

مواقع أخذ العيّنات عبر الأنهار الرئيسة في لبنان. المصدر: مجلّة Antibiotics

https://drive.google.com/file/d/1vXoMiXMcZza2WPATzq_i04I-OubbiIv4/view

شملت الدراسة تحليل عيّنات مأخوذة من أكثر من 14 نهرًا في لبنان، تمّ جمعها من المنبع والمجرى والمصبّ من كلّ نهر، وتمّ الكشف عن القولونيّات البرازيّة في 127 عيّنة بنسبة (96.2 في المئة) أُخذت من 132 موقعًا من المياه

ثروة بخطر لسوء الإدارة

بحسب مجلّة Antibiotics التي أعدّت الدراسة حول نهر العاصي، يشكّل تلوّث المياه في لبنان خطرًا كبيرًا على الصحّة العامّة والاقتصاد. واعتبرت الدراسة أنّ لبنان بالمقارنة مع بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، غنيّ نسبيًّا بالمياه، ومع ذلك يعاني من سوء إدارة وتنظيم، يعود ذلك جزئيًّا إلى غياب أيّ سياسة وطنيّة تدير بشكل متكامل موارد لبنان المائيّة.

وكذلك أجرت الدراسة تقييمًا لنوعيّة المياه وكمّ البكتيريا المقاومة للمضادّات الحيويّة في جميع الأنهار اللبنانيّة الرئيسة، إذ تمّ الكشف عن نسبٍ هائلة من البكتيريا في المناطق التي يتركّز فيها النشاط الزراعيّ، مثل شمال لبنان (70.4 في المئة) والبقاع والجنوب (60 في المئة). وتبيّن أنّه من نتائج الأمراض البرازيّة: السالمونيلا وفيروس التهاب الكبد. كذلك كشفت الدراسة عن “ثلاث دراسات أخرى أشارت إلى أنّ منتجات مثل السبانخ والبقدونس والملفوف والخسّ التي تمّ جمعها من وادي البقاع كانت ملوّثة بالبكتيريا البرازيّة”.

توزيع أعداد القولونيات البرازية (أ) والإشريكية القولونية (ب) في العينات التي تم جمعها من كل موقع عبر الأنهار.

مستوى مواقع تلوّث المياه في كل نهر من حيث قبولها وعدم قبولها، حيث تُعبر الإشارة الحمراء إلى تلوّث المياه بشكل كبير وغير صالحة للري والسباحة، أما باللون الأخضر فهي صالحة للري.

للإطلاع إضغط هنا https://drive.google.com/file/d/1oEDAuFj0v1k_5sqgyPNapduQo8ty1wtQ/view

‌مافيات أحشاء الدجاج

من تلوّث المياه إلى كارثة الأسماك التي بدأت تنعكس جليًّا على واقع نهر العاصي بيئيًّا وصحّيًّا، هذه الكارثة عرّابها مربّو أسماك “الترويت” على النهر، حيث كشف التحقيق كيف يتمّ إطعام الأسماك بقايا أحشاء الدجاج والعصافير النافقة ممّا يؤثّر في النهر ويهدّد بكارثة تلوّث كبيرة.

صورة للدجاج وبقايا العصافير النافقة المعدّة لإطعام الأسماك في العاصي

في حديث إلى “مناطق نت” يروي ك. أ. وكان مربّي سمك في العام 2016، وآثر عدم الكشف عن اسمه “بغية ألّا يتعرّض للأذى من قبل المربّين ممّن وصفهم بالمافيات”. يقول: “في السابق كانوا يطعمون الأسماك إمعاء الدجاج فقط، أمّا اليوم فأصبح المربّون يطعمونها الإمعاء والرأس والعظام وبقايا العصافير النافقة من دون تنظيفها حتّى، والكارثة واضحة أمام الجميع في منطقة الشواغير حيث ترى التلوّث وبقايا الأحشاء والنفايات بعينيك. يوميًّا يتمّ إطعام السمك في العاصي بين 40 إلى 50 طنًّا من هذه النفايات”.

ويضيف إلى “مناطق نت”: “هناك أيضًا مشاكل كارثيّة تُنذر بانهيار نهر العاصي، منها مجاري المنازل والمقاهي المحوّلة إلى النهر مباشرةً، حيث إنّ السكّان وأصحاب تلك المقاهي يستعملون المواد الكيميائيّة في التنظيف، إضافة إلى رمي النفايات في النهر، ويعود ذلك إلى توقّف معمل النفايات في بعلبك”.

بحسب ك. أ. تمّ تحذير المزارعين منذ 20 عامًا، من تربية الأسماك بهذه الطريقة، حيث إنّ مياه النهر ستصبح ملوّثة بالبكتيريا لا محالة، وما حدث في العام 2015 دليل على ذلك، “إذ ظهرت بكتيريا في الأسماك نقلت الالتهابات والأمراض إلى عديد من الناس، وسببها النظام الغذائيّ الفاسد ومياه المجاري الآسنة التي تمّ تحويلها إلى النهر. ومن أعراض هذه البكتيريا تحوّل عين السمكة إلى سوداء، هذه الظاهرة تنامت اليوم، كلّ ذلك بهدف أن تزِن السمكة ما بين ستة أو سبعة كيلوغرامات”.

ويضيف: “قبل الأزمة الاقتصاديّة في لبنان كان عدد المسامك على ضفاف نهر العاصي محدودًا، أمّا اليوم وبعد الانهيار الاقتصاديّ ارتفع عدد المسامك بشكل مضطرد إلى 60 مسمكة. يعود ذلك إلى تراجع وتيرة استيراد الأسماك، بعدما ازداد الطلب على السوق المحلّيّة فارتفع عدد الأحواض وأصبحت تجارة السمك تجارة رئيسة، ولجأ المربّون إلى إطعام الأسماك بقايا دجاج نافق. في حينه كانت الحمولة تأتي ليلًا ويتمّ إطعام السمك بعد منتصف الليل، بحيث لا يظهر التلوّث للعيّان”.

صور لعملية الإطعام

المصدر:جمعيّة “نارا” الأميركيّة https://nara.org/  التي تأسّست في فيرجينيا العام 1933 وهو تحالف يقدّم الخدمات والبرامج والدعم الفنّيّ والحلول المستدامة للأغذية والأعلاف والوقود والكيماويّات الزيتيّة والعملاء الآخرين، للوصول إلى سلسلة غذائيّة مستدامة، والصحّة العامّة والبيئة من خلال إنتاج وتسويق منتجات أعضائنا وخدماتهم.

بحماية الأمر الواقع

“لا يزال المربّون يستخدمون العلف المعالج إلى اليوم إنّما بكّميّات قليلة، لأنّ كلفة الطنّ الواحد كانت تُقدَّر قبل الأزمة بـ1000 دولار، وأصبحت اليوم تراوح بين 1800 دولار إلى 2022 دولارًا”، يقول ك. أ. ويتابع: “لكنّ المصارين أرخص وأوفر، فلجأ مربّو الأسماك إلى بقايا الدجاج، والكارثة الكبرى أنّ معظم مطاعم السوشي في بيروت تستورد مستلزماتها من العاصي”.

ويختم ك. أ.: “تحوّل المربّون في السنوات الأخيرة إلى مافيات محميّة من قبل قوى الأمر الواقع المسيطرة على المنطقة، ممّن لديهم مصالح أخرى مثل تجارة المخّدرات والتهريب، إضافة إلى أنّهم يملكون متنزّهات في العاصي، يبيّضون أموالهم من خلالها بذريعة التجارة ببقايا الدجاج”.

مضادات محظورة ومخالفات

بعد إطعام المربّي أحشاء الدجاج وبقايا العصافير النافقة، يتمّ إضافة “الكولّستين” للأسماك، وهو مضادّ حيويّ يحفّز بشكل كبير نموّ الحيوانات الصغيرة ويعزّز تحويل الأعلاف ويزيد من العوائد الاقتصاديّة على المزارع، كذلك يتمّ استخدامه لمقاومة البكتيريا عند الحيوانات، منها الدجاج والأسماك والخنازير والمواشي.

ويُعتبر الكولّيستين (بوليميكسين E) مضادًّا حيويًّا يستخدم في المجالات الطبّيّة، في حين تُستخدم مادّة «الكولّيستين» في مجال الطبّ البيطريّ كمستحضر بيطريّ لمعالجة الحيوانات المنتجة للغذاء، وقد تمّ سحبه من التداول من قِبل منظّمة الصحّة العالميّة في العام 2019 لما يشكّله من خطورة في تنامي بكتيريا تشكّل مناعة جديدة على المضادّات الحيويّة، إذ تنتقل إلى الإنسان وتسمّمه عبر السلسلة الغذائيّة.

بعد إطعام المربّي أحشاء الدجاج وبقايا العصافير النافقة، يتمّ إضافة “الكولّستين” للأسماك، وهو مضادّ حيويّ يحفّز بشكل كبير نموّ الحيوانات الصغيرة ويعزّز تحويل الأعلاف

وفي دراسة أجراها فريق من الأطبّاء بالتعاون مع الجامعة الأميركيّة في بيروت ونُشرت العام 2020 في مجلّة Microorganisms https://www.mdpi.com/2076-2607/8/11/1636 أجريت تحليلات على عددٍ من الأسماك في نهر العاصي، يبلغ عمر كلّ سمكة ستّة أشهر، كشفت أنّ هذه الأسماك تحتوي على “MCR -1” وهو حمض نوويّ موجود في داخل البكتيريا البرازيّة وحاملها يكتسب مناعة ولا يمكن مداواته بالمضاّد الحيويّ.

وجاء في التقرير أنّ هناك أدلّة كثيرة تشير إلى أنّ البيئات المائيّة في لبنان تتأثّر بالنفايات البشريّة، بما في ذلك مياه الصرف الصحّيّ والملوّثات الزراعيّة والصناعيّة، وكشف كذلك عن وجود الإشريكيّة القولونيّة الإيجابيّة “MCR-1” في الدواجن اللبنانيّة ومياه الريّ والأسماك، في حين أنّ الكولّيستين يدخل في الممارسات الطبّيّة والزراعيّة.

أدّى انتشار الكولّيستين واستخدامه بشكل واسع في لبنان وخصوصًا في تربية أسماك العاصي إلى حظر استيراده وتداول مستحضراته أو أيّ مستحضرات أخرى تحتوي على الكولّيستين في مجال الطبّ البيطريّ، وقد رافقت القرار قائمة بالأدوية البيطريّة المسجّلة في وزارة الزراعة التي تم ّتوجيه الحظر إليها بشكل خاص. وتحظر “المادة 2” استخدام الأدوية المذكورة أعلاه على الماشية والخيول والدواجن والحيوانات الأخرى، إذ يعتبر انتهاك أحكام هذا القرار انتهاكًا للصحّة العامّة والسلامة البيئيّة وفقًا للمادة “3”.

نص قرار توقيع لبنان على سحب الكولستين من الأسواق https://www.fao.org/faolex/results/details/en/c/LEX-FAOC210250/

وزارة الزراعة تتهرّب من المسؤوليّة

إثر تواصل “مناطق نت” مع مستشار وزير الزراعة عبد الله ناصرالدين للاستفسار عن الإجراءات التي اتّخذتها الوزارة في ما يخصّ تلك التحليلات التي استندت على الدراسة والتحليلات العلميّة أشار ناصرالدين إلى أنّ “موضوع الاستزراع السمكيّ في العاصي وجميع المخاطر المتعلّقة بهذا الموضوع وكلّ المخالفات تحوّلت إلى القضاء ونحن لسنا ضابطة عدليّة كي نكتب المخالفات بحقّ المخالفين”.

ويضيف ناصرالدين:”هناك مخالفون طبعًا، ونحن تحرّكنا بشكل قضائيّ، ويجب على جميع من يشهد تلك المخالفات أن يخبر عنها، وعلى هذا الأساس تتحرّك الضابطة العدليّة أو تتعاون مع الأجهزة الأمنيّة حتّى يتمّ التوصّل إلى حلّ. ونحن بدورنا أصدرنا بيانات ورفعناها إلى الأجهزة الأمنيّة، وحينما تتحوّل إلى القضاء نرفع أيدينا عن الموضوع”.

وحول نتائج الدراسات العلميّة التي كشفت عن الاستخدام العشوائيّ للمضادّات الحيويّة في استزراع الأسماك وإطعامها أحشاء الدجاج، إضافة إلى التلوّث الحاصل في العاصي أجاب ناصرالدين بأنّ “موضوع التلوّث البرازي يجب التوجّه به إلى وزارة الطاقة والمياه”. متسائلًا: “لماذا لا تضبط الوزارة موضوع الصرف الصحّيّ والنفايات التي تصبّ في النهر؟”.

ويختم ناصرالدين: “حال نهر العاصي اليوم ليس من اختصاصنا، عليهم إجراء تحليلات ميدانيّة على الأرض، أمّا في ما يخصّ المضادّ الحيويّ في ملفّ العاصي فعليه أن يتحوّل إلى القضاء”.

العاصي وجهة سياحية مهمّة (تصوير حسين الموسوي)
دور البلديّات.. حلول ومسؤوليّات

تتقاسم بلديّات الهرمل مسؤوليّتها المباشرة في فرض رقابة على نهر العاصي وذلك بحسب كلّ بلديّة ونطاقها، إذ تتوزّع مسؤوليّة بلديّة الهرمل بدءًا من عين الزرقا حتّى حدود منطقة الميزان بحسب رئيس بلديّة الهرمل صبحي صقر خلال حديث إلى “مناطق نت”.

يرى صقر أنّ موضوع تلوّث العاصي يقع على عاتق البلديّات تنظيميًّا وإداريًّا، بدايةً من خلال آليّة المنع وتسطير المخالفات بحقّ كلّ مخالف في تربية الأسماك ورمي النفايات في النهر، وثانيًا من خلال التركيز على الجانب التنمويّ، وثالثًا من خلال العمل الفعليّ من حيث التنظيم والإدارة، “وقد أثبتت بلديّة الهرمل جدارتها في هذا الموضوع عبر إقامة عدّة حفر صحّيّة للمنازل والمقاهي المحيطة بالنهر ومطامر للنفايات، كلّ ذلك بتمويل من الاتّحاد الأوروبّيّ” يقول صبحي صقر إلى “مناطق نت”.

ويضيف صقر: “أمّا بخصوص إطعام السمك بقايا أحشاء الدجاج، فغالبيّة المسامك مخالفة تنظيميًّا، ونحن بدورنا راسلنا وزارتيّ البيئة والزراعة رسميًّا بغية حلّ هذه المشكلة وإقرار قانون يمنع وصول الشاحنات المحمّلة ببقايا الدجاج من خارج المحافظة، وذلك بالتعاون مع الأجهزة الأمنيّة”.

وبحسب صقر، “تكمن الحلول أوّلًا في تفعيل دور البلديّات بشكل فعليّ على الأرض من خلال إقرار قانون عبر البرلمان، ينظّم زراعة الأسماك، وهو قيد الدراسة لتطبيقه بشكل فعليّ، وذلك بالتعاون مع الوزارات المعنيّة والأجهزة الأمنيّة، وثانيًا في تفعيل الدور التنمويّ من خلال دعم المشاريع الصغيرة المموّلة لإعانة هذه الأسر التي تتعيّش من تربية السمك، وذلك بعد دراسة كلّ مشروع من قبل كلّ بلديّة بمشاركة مربّي الأسماك”.

ويختم صقر: “المنع لا يكفي، يجب تأمين بديل مضمون للمربّين، لأنّ المنطقة أصبحت مهمّة اقتصاديًّا، وتتعيّش من هذا العمل حوالي 40 بالمئة من العوائل. لا تكمن أهمّيّة تربية الأسماك بما تدرّ علينا اقتصاديًّا فحسب، بل لها أهمّيّة سياحيّة وتربويّة وصحّيّة وبيئيّة، إذ يوجد نحو 225 مقهى ومسمكة على النهر، وهنا يجب أن يتكامل دور كلّ وزارة مع البلديّات وإرفاقها بالدعم المادّيّ والبشريّ لتطبيق خطّة متكاملة من أجل تنظيم هذا القطاع”.

“يُنشر هذا التقرير/التحقيق/ التحقيق المصوّر بالتعاون مع المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية DRI، ضمن مشروع الأصوات المستقلّة: دعم صناعة المحتوى المبتكر والمتمحور حول المواطنين والمواطنات في الإعلام اللبناني“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى