الفلاح رؤوف بزيع يشق بمحراثه القديم حواكير قريته زبقين
يغرس رؤوف بزيع (أبي غسان) سكة الحديد بنعومة في الأرض الملبدة من كثرة المطر. في حواكير قريته زبقين.
ينهر (كديشه) وهو خيل غير أصيل، يجر محراثًا حديديًا على مهل وبلطف. فهذا الكديش ليس جرارًا زراعيًا حديثًا مزودًا بثلاثة أو أربعة سكك قادرة على حراثة مساحات واسعة من الأراضي.
اعتاد أبي غسان منذ ما يقارب العشر سنوات على العمل بحراثة الأراضي ذات التربة الخفيفة، في أرجاء بلدته بواسطة كديشين اقتناهما لغاية العمل وتأمين بدل أتعاب يومية من زبائنه. يؤمن من خلال عملهما لقمة عيش عائلته.
مهنة أبي غسان بزيع، الذي يعمل ساعات تزيد على السبعة في أيام الفلاحة والزرع، لم تعد معهودة سواء في قريته التي تعتمد في قسم من اقتصادها على زراعة التبغ او القرى المجاورة، بعدما احتلت الجرارات الزراعية ساحة أعمال حراثة الأراضي.
لكن ابي غسان يتمسك بعمله ويحبه، رغم التعب والسير طوال النهار وراء كديشه المطواع.
استغل أمس فسحة الطقس وتوقف الأمطار، التي حولت الأراضي الزراعية إلى برك مياه. فكان دور قريبه نبيل، الذي حجزه قبل نزول المطر محولًا تلك “الحاكورة” إلى لوحة من الاثلام المرصوصة كاسنان المشط تمهيدًا لزرعها.
بكل سكينة تشبه طيبة الأرض التي يحرثها، يعبر رؤوف بزيع عن مفاخرة كونه الشخص الوحيد الذي يتمسك بمهنة الأجداد، خوفا من اندثارها بعدما كانت تعج بها البلدات والقرى إلى عقود خلت.
يقول بزيع لـ “مناطق نت” “لقد سمح لنا الطقس، بمعاودة الحراثة، بعد عيانة من المطر. مضيفًا أتقاضى بدلًا يوميًا من المزارعين. وهو ثلاثماية ألف ليرة. وقد بات هذا المبلغ بسيطًا، خصوصًا وأن الحيوانات (الكديش) يحتاج إلى أعلاف باهظة الثمن خصوصًا في هذه الايام.