النازحون السوريون في لبنان.. عودة عكسية!
كتب علي سلمان
العودة الطوعية للنازحين السوريين من لبنان إلى بلدهم سوريا والتي بدأت منذ ما يزيد عن الشهرين لم تكن بالنسبة التي توقعتها السلطات اللبنانية والسورية على السواء على الرغم من تسلم حزب الله ملف العودة ومتابعته شخصياً من السيد حسن نصرالله الذي أسند هذا الملف إلى النائب نوار الساحلي.
الإحصاءات شبه الدقيقة تشير إلى عودة حوالى خمسين الف نازح من أصل نحو مليون ونصف المليون سوري منتشرين على جميع الأراضي اللبنانية..
ما هي موانع العودة ولم يفضل السوريون البقاء في لبنان رغم عودة الأمن والأمان إلى غالبية المحافظات السورية ؟؟
تقول مصادر النازحين أن همهم الآن وبعد أن زال الهم الأمني عن مناطقهم هو السكن والعمل، فالمناطق التى تحررت من الإرهابيين وتسلمتها السلطات الرسمية مدمرة بالكامل ولا يمكن العودة إليها في الوقت الحالي لأن ذلك يفرض علينا السكن في العراء حيث لا وجود لمقومات العيش في أي مكان.
وتضيف المصادر أن الأماكن التي لا تزال محافظة على بعض منازلها المتضررة قليلة وتحتاج إلى “صيانة وإعادة تأهيل في ظل إنعدام الإمكانيات المادية والدولة السورية تقوم ببعض التصليحات وإعادة إعمار لبعض المناطق ولكن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً حتى نتمكن من السكن في بيوت تتوفر فيها أسباب الحياة وإن بحدودها الدنيا.”
هم تأمين العمل للعائدين بعد سبع سنوات من ترك الوظيفة أو التجارة أو المهن الحرة ليس بالأمر السهل بحسب المصادر “لأن المواطن السوري الذي كان يقطن المناطق التي شهدت حرباً دمرت كل شيء يقف الآن مكتوف اليدين لا حول له ولا حيلة ولا سبيل للقيام بأعمال تأمن له قوت يومه وتوفر معيشة أسرته…”
إذن ملف عودة النازحين السورين إلى ديارهم دونه عقبات وصعوبات من الناحية الإنسانية، والذين يطالبون بإعادتهم لا يملكون رؤية واضحة لذلك كما الذين تبنوا إعادتهم أيضاً لم يتعاطوا مع الموضوع من الناحية العملية والواقعية، فكلا الطرفين تعامل مع القضية من زاوية سياسية لا من زاوية حل عملاني يعيد للنازح حقوقه الحياتية التي خسرها قسراً.
ويروي أحد النازحين كيف أخذت السلطات السورية “إبني الذي وصل إلى الحدود اللبنانية السورية عائداً من لبنان للكشف على منزلنا في مدينة حلب بعد غياب سبع سنوات بلغ خلالها أثناء وجودنا في لبنان السن القانونية أخذته للخدمة الإلزامية
وكان هو معيلنا الوحيد بوجود إخوة صغار وهذا حال دون عودتنا لأننا هنا تتأمن لنا بعض مستلزمات الحياة وإن كانت بسيطة”…
لذلك منذ مدة لم نعد نسمع كلاماً من مختلف الأطراف السياسية اللبنانية عن العودة لا بل ان حركة العودة الخجولة التي “هلل” لها البعض تحولت إلى عودة عكسية غالبيتها تجري دون صوت أو ضجيج.!
واللافت في هذا الموضوع أن الحدود اللبنانية السورية الشرقية لا تزال تشهد نزوحاً بين الحين والآخر لسوريين باتجاه لبنان بطرق ومعابر غير شرعية ما يعرض هؤلاء لمخاطر صحية وامنية وقانونية تزيد من عذاباتهم ومآسيهم.