بعلبك الهرمل بالأرقام في مطلع عشرينيات القرن الماضي (السكان، أماكن العبادة، المدراس، الاسواق، المقاهي…)
حسين حمية
يحظى كتاب “تاريخ بعلبك – طبعة 1926” لميخائيل موسى الّوف بقيمة ثمينة نظرا لاشتماله على أرقام تتعلق بديموغرافيا الطوائف والمؤسسات الدينية والتعليمية والتجارية والإدارية والعمرانية في منطقة بعلبك الهرمل في مطلع العشرينيات من القرن الماضي، مع التأكيد أن الكتاب يتجاوز هذه المسائل ليسرد حوادث وعاديات هي بنظر هذا المؤرخ تشكل تاريخ تلك المنطقة.
استعادة بعض هذه الارقام ينطوي على فائدة في رصد اتجاهات التبدلات والتغييرات التي طرأت على المنطقة، ولن نخوض هنا في تأثيراتها، كونها تعني زمانها، وهي لحظة فرنسية أعقبت زوال السيطرة العثمانية، لتركيب دولة وتسليم عهدتها لنخب تتولى تسييرها وإدارتها، فكان ما أورده الّوف إضافة إلى قيمته العلمية والثقافية يفيد في صنع القرار السياسي والإداري والاجتماعي الذي كانت تمسك به السلطة الانتدابية.
ففي الكتاب المذكور، ينقل المؤلف معلومات مختلفة عن البلدات والقرى والمزارع من خلال خطط رحلات قام بها في العام 1925 حيث كانت وقتذاك بعلبك محافظة لغاية العام 1930 وسنتذاك اّلحقت بمحافظة زحلة، فهو لم يعيّن تاريخها في النصوص التي بحوزتنا إنما تاريخ طبع كتابه وحديثه عن المحافظة يؤشران إلى أن ارقامه تغطي العام 1925، ونحن سننتقي أرقاما ومعلومات من4 خطط (رحلات) على ما يقول قد قام بها هو بنفسه، الأولى (بالسيارة) من بعلبك إلى بلاد أرز لبنان، والثانية (45 كلم بالسيارة) من بعلبك إلى قاموع الهرمل ونبع العاصي، والثالثة (4 ساعات ركوبا) من بعلبك إلى اللبوة، والرابعة (28 كلم بالسيارة) من بعلبك إلى زحلة.
في تفصيله لواقع المنطقة الإداري، يقول ألّوف، كانت بعلبك محافظة، وهي تتألف من 4 مديريات و80 قرية وعدة مزارع، 19 قرية تتبع للمحافظة، و8 قرى تابعة لمديرية الهرمل و15 قرية تتبع مديرية دير الأحمر و25 قرية تابعة مديرية طليا.
تبعا لإحصاء 1921 – كما يذكر ألّوف – كان عدد سكان محافظة بعلبك 42 الف نفس، 26500 (شيعة) 5000 (سنّة)، 5000 (كاثوليك)، 4500 (موارنة)، 1000 (ارثوذكس وارمن وانجيليين)..وعدد المهاجرين 7الاف نسمة.
اللافت في أرقام الّوف، أنه يذكر وجود 6 جوامع ومسجدين فقط في كل المنطقة، 3 في بعلبك (2 سنّة وواحد شيعة)، وواحد في مقنة، وواحد في الفاكهة، وواحد في الهرمل، أما المسجدان فواحد في بعلبك (السيدة خولة) وآخر في يونين.
بينما كان في المنطقة 12 كنيسة ومعبد واحد، وهي تتوزع: كنيستان في بعلبك (واحدة للكاثوليك وأخرى للأرثوذكس)، وكنيستان في دير الأحمر (موارنة)، وكنيسة واحدة في العين (كاثوليك)، وكنيسة واحدة في الجديدة (كاثوليك)، وكنيستان في الفاكهة (كاثوليك)، وكنيسة واحدة في راس بعلبك، وكنيستان في مجدلون (يذكر أن مسيحييها موارنة وكاثوليك)، وكنيسة واحدة في طليا (ارثوذكس)، بالإضافة إلى معبد في عيناتا.
أما المدارس في المنطقة فقد بلغ عددها 15 مدرسة، توزعت على الشكل التالي: اربع مدارس في بعلبك (اثنتان حكوميتان واحدة للذكور واخرى للإناث، وواحدة للذكور يديرها الآباء البندكتيون وأخرى للإناث لراهبات قلبي يوسع ومريم)، ومدرسة واحدة في دير الأحمر، ومدرسة واحدة في العين، ومدرسة واحدة في الجديدة، ومدرستان واحدة للذكور وأخرى للإناث في الفاكهة، ومدرستان للذكور والإناث في راس بعلبك، ومدرسة ابتدائية في الهرمل، ومدرسة واحدة في يونين، ومدرسة واحدة في مجدلون، ومدرسة واحدة في طليا.
وحدها مدينة بعلبك كان يوجد فيها فنادق (5 خانات تستوعي 250 سائحا دفعة واحدة)، ووحدها كان فيها مقاه (عدد 4)، لكن يوجد إلى جانب بعلبك، سوقان آخران، الأول في الفاكهة والثاني والهرمل.
يذكر الّوف أن عدد سكان بعلبك يناهز 5 آلاف نفس، 2350 شيعة، 1650 إسلام سنة، 600 روم كاثوليك 250 موارنة 100 ارثوذكس وانجيليين .
وفي أرقامه التي يوضح فيها الّوف توزيع سكان بلدات التي عبرها في خططه الأربع (رحلاته)، إيعات الف نفس (800 شيعة) و200 (مسيحيون)، دير الأحمر يقول عنها قرية كبيرة 1000 نفس (موارنة)، عيناتا 200 نفس (موارنة)، اليمونة 200 نفس (شيعة وموارنة)، بتدعى حوالى 100 نفس (موارنة)، مقنة 500 نفس (شيعة) .رسم الحدث لا يذكر عدد سكانها ويكتفي بالقول “مزيرعة لبضعة بيوت وطاحون”، اللبوة قرية شيعية يسكنها 600 نفس، النبي عثمان يكتفي بالقول قرية شيعية، العين 500 نفس (شيعة) و200 (كاثوليك)، جبولة قرية صغيرة، الجديدة 300 نفس أكثريتهم (كاثوليك). الفاكهة قرية كبيرة 800 نفس ثلثاهم (كاثوليك) وثلث (سنّة)، راس بعلبك أكبر قرى القضاء لا يقل عن 1500 جميعهم (كاثوليك)، القاع 1000 نفس (كاثوليك) ،الهرمل 400 نفس (شيعة) !!! ، نحلة قرية شيعية 250 نفس، يونين قرية كبيرة 1200 نفس، دورس 500 نفس ( معظم سكانها موارنة)، مجدلون 250 نفسا (شيعة وموارنة كاثوليك)، طليا 500 نفس، بيت شاما (لا يذكر)، بدنايل 700 نفس (شيعة)، تمنين الفوقا والتحتا وقصرنبا (لا يذكر أعداد سكانها)، الطيبة 200 نفس (كاثوليك)، بريتال 800 نفس (شيعة)، حورتعلا 300 نفس (شيعة)، جنتا ويحفوفا (لا يذكر اعداد سكانهما) وسرغايا 600 (شيعة).
واضح هنا، أن قرى عديدة لم تشملها خطط الّوف في كتابه خصوصا لجهة خط المنطقة الغربية من بعلبك الهرمل الممتد من شمسطار حتى حربتا والقرى الجردية في الهرمل، لكن ما ذكرناه يحتوي على الشيفرة المناسبة لتفكيك الكثير من التبدلات التي طرأت على بعض أوجه المنطقة.