حسينيّة النبطية مؤسّسة دينيّة.. و”قوّة ضغط”؟

لافت جدًّا أن يكون بناءٌ من حجارة وتاريخ وشخصيّات مضمون كتاب لباحث أكّاديميّ، وملفتٌ أيضًا الدور الذي لعبه هذا المكان وهو برأي عديدين من الناس أنّه يشبه أيّ مكان مُقدّس قد يتوافر في لبنان الذي يضمّ كثيرًا من المواقع المقدّسة لأتباعها من الطوائف. إنّها حسينيّة النبطية، والنبطية ليست كأيّ مدينة أو بلدة أو منطقة، إنّها تاريخ وحاضر ومستقبل جبل عامل.

عبد الحسين صادق “الأوّل”

أسّس الشيخ عبد الحسين صادق “الأوّل” أو “الجدّ” (1862-1942) حسينيّة النبطية في العام 1909، وهي أوّل حسينيّة تقوم في بلاد الشام. تمثّلت فرادة هذه الحسينيّة باستقلاليّتها وصمودها نظرًا لكونها وقفيّة ذرّيّة، مع عدم دمجها في المؤسّسة الشيعيّة الكبرى لاحقًا، خصوصًا أنّها شهدت على اندلاع شرارة أوّل انتفاضة شعبيّة ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ في العام 1983.

يكمن صمود الحسينيّة طوال هذه المدّة، الممتدّة منذ العام 1909 في إبّان الحكم العثمانيّ، مرورًا بالانتداب الفرنسيّ وإعلان دولة لبنان الكبير و”مؤتمر وادي الحجير” التاريخيّ، وما رافقه من زيارة آل صادق إلى الشام، بقوّة مؤسّسها، إذ لعبت هذه الحسينيّة دورًا مهمًّا في تكوين الرأي العام نظرًا لتشبّث رجال الدين بمواقفهم الوطنيّة والشرعيّة.

الشيخ عبدالحسين صادق (1862-1942)

وتعود قوّة الحسينيّة واستمراريّتها كذلك على رغم مرور نحو 120 عامًا على تأسيسها إلى عوامل أخرى متعدّدة، يفنّدها الباحث الأكّاديميّ عبّاس رضا في كتابه “حسينيّة النبطية: مؤسّسة دينيّة وقوّة ضغط” حيث “ارتكزت هذه العوامل على عدم منافسة الحسينيّة لزعامات سياسيّة في المنطقة، وإلى دعم الأهالي الكلّيّ للمؤسّسين والمشرفين، إضافة إلى ارتباطها بالمراجع الدينيّة في كلّ من حوزتيّ النجف (العراق) وقمّ (إيران)”.

أصل “الحسينيّة”

يرتبط أساس كلمة “حسينيّة” باسم الإمام الحسين ونسبة إليه “الحسينيّة”، حيث إنّها المكان الذي يُقام فيه العزاء به وبآل بيته، خصوصًا في مناسبة عاشوراء، من اليوم الأوّل لشهر محرّم (رأس السنة الهجريّة) إلى اليوم الأربعين الذي يصادف في 20 صفر من التقويم الهجري. “لذا ترتبط كلمة الحسينيّة دومًا بالإمام الحسين وبعاشوراء وشهر محرّم وبالثورة المستمرّة على الظلم” بحسب الكاتب.

يتوزّع الكتاب/ البحث الصادر عن “دار مركز رؤية للدراسات الاستشرافيّة” و”دار المرتضى” ببيروت على ثلاثة فصول، الفصل الأوّل بعنوان: “تاريخيّة حسينيّة النبطية وأبعادها”. والثاني تحت عنوان: “إنهاض دور حسينيّة النبطيّة في عهد الشيخ عبد الحسين صادق الثاني”. أمّا الثالث فعنوانه: “الحسينيّة وأهمّيتها في المجتمع الشيعيّ”.

تاريخيًّا، شهد العام 1909 على تأسيس الحسينيّة، وهي كما ذُكر آنفًا أوّل حسينيّة في بلاد الشام تُقيم مجالس عزاء على روح الإمام الحسين بعد أن كان الأمر مقتصرًا على عائلات إيرانيّة كانت تقيم في النبطية وتعمل بالتجارة، إذ كانوا يحيون مجالس العزاء باللغة الفارسيّة، كما كانوا يعرضون مسرحيّة عن عاشوراء بالفارسيّة أيضًا. أمّا أبطالها فشخصان فقط، الأوّل يُمثّل دور الإمام الحسين، والثاني يُمثّل دور الشمر قاتل الحسين بن عليّ. وكانت تجري المسرحيّة آنذاك بإذن من الباب العالي في إسطنبول.

كتاب “حسينيّة النبطية مؤسسة دينية وقوّة ضغط” للدكتور عباس حسن رضا

وبعد أن كان الشيعة يحتفلون بمراسم عاشوراء سرًّا وبعيدًا من أعين السلطات، بات الاحتفال علنًا ورسميًّا لدرجة إقرار السلطات اللبنانيّة سنة 1973 في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة يوم العاشر من محرّم يوم عطلة رسميّة، و”ذلك بسعي من الشيخ جعفر صادق”.

آل صادق

هم كلّ من الشيخ عبد الحسين صادق “الأوّل” (_عبد الحسين_ بن إبراهيم بن _صادق_ بن إبراهيم بن يحيى بن محمّد بن سليمان بن نجم المخزوميّ العامليّ) القادم من الخيام إلى النبطية بطلب من أهلها بعد وفاة إمامها السيّد حسن يوسف مكّي العامليّ سنة 1906، وأبنائه: الشيخ إبراهيم، المفتي الشيخ حسن، الشيخ محمّد تقي، عبد الرضا، أحمد، محمّد أمين، القاضي محمّد علي والنائب حبيب صادق. أمّا إمامة المدينة فقد انتقلت (1942) من الشيخ عبد الحسين إلى ابنه الشيخ محمّد تقي صادق (1896-1965)، ثمّ لابنه الشيخ جعفر صادق (1918-1977) سنة 1965، وصولًا إلى ابنه الشيخ عبد الحسين صادق “الثاني” (مواليد1947).

“تابلوه” الخلافات

“وحيث إنّ المجالس العاشورائيّة كانت تقام بالسرّ نظرًا لمنع المماليك والأتراك، وقبلهم العبّاسيّين والأمويّين للمسلمين الشيعة من إقامة المجالس، وعلى رغم وجود عدوّ مشترك للشيعة إلّا أنّهم اختلفوا على شكل هذه المجالس إذ رفضت فئة وعلى رأسها السيّد محسن الأمين الشعائر العنفيّة المُصاحبة للعزاء كالتطبير وضرب السلاسل، في حين وقف القيّمون على حسينيّة النبطية من آل صادق موقفًا مؤيًّدا وداعمًا للتطبير بتأييد من مرجعيّات حوزويّة عراقيّة”.

ما يُجمّل الكتاب هو “التابلوه” الذي أعدّه الباحث رضا موضحًا من خلاله مسائل الاختلاف بين المرجعيّات الدينيّة في كلّ من النجف وكربلاء وقمّ، بين الإصلاحيّين والمحافظين حيال عاشوراء وشعائرها والتطبير وغيرها من العادات. اللافت في هذا العرض أنّ طلبات الإصلاحيّين وعلى رأسهم السيّد محسن الأمين تظهر أنّها أكثر محافظة وتشدّدًا حيال الإضافات والاستعارات، في حين تُظهر مواقف الشيخ عبد الحسين صادق الأوّل أنّه أكثر تسامحًا حيال الدخيل من العادات على روايات العاشر.

كان الشيعة يحتفلون بمراسم عاشوراء سرًّا وبعيدًا من أعين السلطات، بات الاحتفال علنًا ورسميًّا سنة 1973 في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة بعد إعلان يوم العاشر من محرّم يوم عطلة رسميّة بسعي من الشيخ جعفر صادق

وكان خلافهما قد اتّخذ منحىً خطيرًا بحيث انقسم الشيعة وخلفهم المراجع في قمّ والنجف تجاه هذا الأمر، وهو خلاف مستمرّ إلى اليوم بين كلّ من الشيرازيّين وعدد من المراجع في النجف من جهة، ووليّ الفقيه في إيران من جهة ثانية، وقد تمظهر خلافهم هذا على المواكب والمجالس والتمثيل المسرحيّ والشعائر العنفيّة حيث إنّ “آراء المرجعيّتين الفقهيّة هي التي أجّجت الصراع” بحسب الباحث.

وقد ورث حفيده الشيخ عبد الحسين صادق موقفه من التطبير، فما زال مصرًّا على تنفيذ هذه الشعائر العنفيّة المُنافية للثورة الحسينيّة، ويتبعه بذلك عدد كبير من الجمهور الشيعيّ من أتباع “حركة أمل” وغيرهم من أتباع المرجع الشيرازيّ. في حين أنّ أتباع الإمام الخمينيّ، أيّ جمهور “حزب الله” يُناهض ذلك ويستبدله بالتبرّع بالدّم. وكان هذا الخلاف بين المراجع سببًا في الخلافات بين الجمهورين في عهد الصدامات بينهما قبيل العام 1990.

فالسيّد محسن الأمين كان يتبع لمرجعيّة أبي الحسن الأصفهانيّ، في حين أنّ الشيخ عبد الحسين صادق كان يتبع لمرجعيّة الميرزا النائينيّ الذي كان يُبيح التطبير. وقد بدا هنا السيّد الأمين محافظًا في حين ظهر الشيخ صادق أكثر “ليبراليّة”. وربّما لدوافع وحدويّة كان الأمين يرفض مظاهر التمثيل والتطبير في مجالس الحسين حرصًا منه على الوحدة بين المسلمين.

ولا بدّ من ذكر أنّه حين ابتدأ العمل المسرحيّ في عهد الشيخ صادق الأوّل كان الشمر يلبس لباس العسكر العثمانيّ. لكنّ الشيخ صادق حوّل جلّ اهتمامه نحو النصّ المسرحيّ لواقعة عاشوراء. فأشتغل على النصّ وأعدّه بشكل احترافيّ. وأمسك الشيخ بكلّ ما يتعلّق بالحسينيّة كونه قد حوّلها إلى “وقف ذرّيّ” فلا قدرة ولا إجازة للتغيير قيد أنملة، ويجب أن تبقى ضمن آل صادق بمدينة النبطيّة.

مراحل عاشورائيّة

يمكن القول إنّ عاشوراء النبطية مرّت بـثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الاحتلال العثمانيّ، وخلال الاحتلال العثمانيّ، وما بعد الاحتلال العثمانيّ.

الشيخ محمد تقي صادق مستقبلاً الرئيس أحمد الأسعد في حسينية النبطية

ففي عهد الشيخ عبد الحسين صادق الجدّ أصبحت النبطية بيتًا عامًّا للمجتمع “النبطانيّ”، حيث جمعت الكلّ تحت سقفها من يسار وبكلّ صنوفه إلى المتديّنين، ومن كلّ الفئات كالشعراء والمتخصّصين المهنيّين والأدباء والحزبيّين والسياسيّين ورجال دين..

يعرض الباحث عبّاس رضا الواقع السياسيّ لمرحلة الشيخ المؤسّس، وما رافق الأبناء من بعده من مواقف، ووراثة الحسينيّة التي كما أسلفنا “هي عبارة عن وقف ذرّيّ، حيث أفلتت من سلطة المؤسّسات الشيعيّة الرسميّة التي غالبًا ما تتّسم بـالعجز والموات، ومن يد الأحزاب التي تريد فرض وجهة نظرها المحدودة والضيّقة. فسيطرة آل صادق على الوقف الحسيني منع الجميع من مدّ اليد عليها أو تجييرها لصالح هذا الطرف أو ذاك”.

فهي، “وعلى رغم مرور قرابة 12 قرنًا على ولادتها لا تزال قويّة وثابتة، ولم تضعف، بل واجهت ولم تقبل بالتجيير إلّا في مرحلة محدّدة أيّام الانتخابات البلديّة في العام 2004 في إحدى الدورات التي وقف فيها الشيخ عبد الحسين صادق الثاني طرفًا مع حركة أمل ضدّ حزب الله، فكُسرت الجرّة بينهما إلى أن أُعيد ترميم العلاقة في ما بعد”.

مؤتمر وادي الحُجير

باسم أهل جبل عامل شارك الشيخ عبد الحسين صادق في مؤتمر سنة 1919 مؤيّدًا الملك فيصل. فمن مآثره السياسيّة أنّه انتُدب من قبل أعيان جبل عامل لمبايعة الأمير فيصل والحكومة العربيّة في دمشق في 15 أيّار/ مايو 1919 فوقف أمام الأمير قائلًا كلمته الشهيرة: “إنّني باسم أهل جبل عامل أبايعك على الموت”. وأبرز مطلب كان عدم فصل فلسطين ولبنان عن سورية. وكان من مؤيّدي كامل بك الأسعد الجدّ ومقرّرات “مؤتمر وادي الحجير” في 24 نيسان/إبريل 1920.

اللافت هو الدور الكبير للشيخ صادق والسيّد محسن الأمين معًا في تثبيت عروبة جبل عامل والعمل على الوحدة مع العرب والتحرّر من المحتلّ. فالكتاب في جزء منه عبارة عن ردود على ما كُتب حيال مواقف عدد من الشخصيّات، وإن جاء ذلك متأخّرًا. وميزة هذا الكتاب أنّه يعتمد بجلّه على مقابلات لمعاصرين ومؤيّدين للشيخ عبد الحسين صادق الثاني.

سؤال كبير: هل التاريخ رجال فقط؟

تتميّز عهود الثلاثة الأوائل، قبل الحفيد “الرابع” في أنّ عبد الحسين الأوّل وضع نصّ مسرحة عاشوراء ووقف لأجلها أملاكًا، فكانت الحسينيّة والعقارات والمشاريع المُلحقة بها، وهي كثيرة ومستمرّة. والثاني محمّد تقي صاحب مواقف وطنيّة وعروبيّة مؤيّدة للرئيس جمال عبد الناصر ومُدافعة عن فلسطين بمواجهة الرئيس كميل شمعون، مع تجديد الحسينيّة شكلًا ومساحة. أما الثالث جعفر فهو من كرّس تاريخ أجداده للحفاظ على الإرث الدينيّ للمدينة والسياسيّ في ظلّ انتشار الفصائل الفلسطينيّة ما بعد “أيلول الأسود” في الأردن. وفي عهده أيضًا تمّ تعديل تشخيص عاشوراء لأن تكون مسرحًا متطوّرًا وعصريًّا بممثّلين محترفين ومخرجين معروفين.

حسينية النبطية
الحسينيّة عصيّة على موسى الصدر

بحسب الكاتب عبّاس رضا لم تكن علاقة الشيخ جعفر صادق مع السيّد موسى الصدر إيجابيّة أبدًا، وكانت على عكس ذلك مع الرئيس كامل الأسعد، وهذا ملفت للأمر. ويؤكّد الباحث عبّاس رضا ذلك نقلًا عن حسين سلّوم بالقول إنّ “العلاقة بين الشيخ جعفر صادق، والد الشيخ عبد الحسين صادق والسيّد موسى الصدر لم تكن إيجابيّة”، ص 65. لكنّ هذه العلاقة انعكست بعدما أيّد الرئيس كامل الأسعد مشروع إنشاء المجلس الشيعي الأعلى سنة 1967، والذي كان الشيخ محمّد تقي صادق قد أعتبره “مشروع فتنة” يوم قصد الصدر حسينيّة النبطية ليطرح مشروع إنشاء المجلس الشيعيّ على مرجعيّة النبطية الدينيّة سنة 1964.

اللافت أنّ لكل واحد من هذه الشخصيّات الدينيّة الأربع دورًا في الأحداث السياسيّة، أيّ أنّهم لعبوا أدوارًا سياسيّة مهمّة، فلم يقتصر عملهم على الدينيّ على رغم إعلانهم حياديّة الحسينيّة وعدم تحزّبهم أو تحيّزهم!

والخلاصة التي تظهر للقارئ أنّ آل صادق لم يسمحوا للأحزاب المحلّيّة أن تضعهم جانبًا، وواجهوا كلّ من حاول تطنيشهم من خلال تشبيك العلاقات مع كبار رجال السياسة في المنطقة. “ووقفوا بوجه الأحزاب التي أرادت السيطرة والتهميش لعلماء هذه المدينة العامليّة الكبرى. وكان النشاط الحسيني المشتمل على المسرحة وكلّ ما رافقه هو صلة الوصل بين الجمهور والشيخ “رئيس” الحسينيّة”.

إنّ آل صادق لم يسمحوا للأحزاب المحلّيّة أن تضعهم جانبًا، وواجهوا كلّ من حاول تطنيشهم من خلال تشبيك العلاقات مع كبار رجال السياسة في المنطقة.

من هنا نفهم سبب إفراد كتاب كامل عن حسينيّة، وهذا الإبراز الإعلاميّ والثقافي يُعيدنا إلى التأريخ لمسجد الإمام الرضا في بئر العبد في إحدى مؤلّفات الباحث وضّاح شرارة، والدور الذي لعبه هذا المسجد في الثمانينيّات وقيادة السيّد محمّد حسين فضل الله له.

عبد الحسين صادق الحفيد

“نظرًا لكونهم حافظوا على ثبات الحسينيّة ووقفيّتها في أحلك الظروف بقيت محافظة على بريقها الخاص فيها، فلم تَذُبْ في المؤسّسة الشيعيّة الكبرى والحركات الإسلاميّة التي سطعت بعد انتصار الإمام الخمينيّ العام 1979. وبقي الشيخ عنوانًا مهمًّا لأهالي النبطية على رغم الظروف الصعبة التي شهدها عهده منذ 1977 وحتّى اليوم”.

لكنّ دور حسينيّة النبطية تعدّى الشعائر إلى العمل الاجتماعيّ والصحّيّ والخيريّ و”المائيّ”، وعملها يبقى متّصلًا بشخصيّة المؤسّس وورثته، فلا بيانات للإنفاق والصرف والمشاريع أو حجم التبرّعات والخُمس أو الإنفاق السنويّ على عادة الجمعيّات الخيريّة الخاصّة. فالكاتب يذكر عناوين كثيرة لمؤسّسات ولجان تُديرها الحسينيّة وجلّ عملها هو في إطار التطوّع الخيريّ، على رغم أنّ الأموال التي تدخل إلى هذه المؤسّسات واللجان التي انبثقت عن النادي الحسينيّ قد تكون من مرجعيّتيّ قمّ والنجف، ناهيك بالأموال الطائلة التي تأتي من متبرّعين وجمعيّات داعمة محلّيّة وعالميّة.

فهذا العمل الضخم يستوجب وجود عشرات الأفراد المتفرّغين له، عدا عن انعدام أيّ دور إعلاميّ، بما يشبه التعتيم، لهذا العمل الاجتماعيّ، الخيريّ، الصحّيّ، التربويّ، الثقافيّ، الإنمائيّ، والحوزويّ التعليميّ. كما يظهر من خلال الكتاب والبحث أنّ الدور المعاصر هو الذي سيطر على أوراق البحث مع التفصيل التامّ، علما أنّ جهود المؤسّسين الأوائل هو الأهمّ. لكنّ وجود الشيخ عبد الحسين صادق الثاني يُدلّل على السبب.

وكان الفصل الثالث الذي أخذ أكثر من 44 صفحة من أصل 137 صفحة بحثيّة، هو الأبرز والأكثر تفصيلًا من لدن الكاتب، والذي من خلاله نفهم سرّ العنوان (حسينيّة النبطية: مؤسّسة دينيّة وقوّة ضغط)، فهي بدأت مؤسّسة دينيّة، وانتهت كقوّة ضغط، فهذا هو غرام الشيخ عبد الحسين صادق، أن يكون طرفًا قويًّا ضاغطًا بوجه أيّة قوّة تريد فرض نفسها في مدينة النبطية التي تُعتبر عاصمة جبل عامل عبر التاريخ.

البيدر مقابل حسينية النبطية أثناء تجسيد واقعة كربلاء في العام 1949

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى