سنة أولى “مناطق نت”…مع اللأحد ومع اللاشيء
حسين حمية
عام واحد مضى على تأسيس موقع “مناطق نت”، ومع أن تواضع التجربة لا يحفّز على ذكر المناسبة، لكن طمسها، فيه احتيال على المحاسبة وهروب منها، فالاستذكار هو ضرورة من هذه الزاوية، هو قطع حساب لموازنة سنوية من شقين، الأول يضم الأحلام والطموحات، والثاني هو الترجمة بالإنجاز والتطبيق.
قد تكون كلمة “جريئة” ذات صيت سيىء، بعد استخدامها من وسائل إعلامية لصورة فاضحة تنشرها لإحدى الفنانات أو الشهيرات، مع ذلك، نقول بجرأة، لدينا عجز كبير في هذه الموازنة الذاتية، فما زلنا مقصّرين عن أهدافنا وطموحاتنا، لكن لم نفاجأ بهذه النتيجة، وبحكم تجربتنا المهنية، لسنا غرباء عن روما الإعلامية لا من فوق ولا من تحت.
منذ البداية لم نكن مخدوعين بالميدان الذي شئنا عن سابق تصور وتصميم المنافسة فيه، ولم يكن سهلا علينا أن نحجز المكان الذي نحن فيه بهذه المنافسة، فاللعبة لا تجري بشروط المهنة وقواعدها، إنما تمتثل بخنوع لمعايير سوقية وتجارية لا علاقة لها بالإعلام والصحافة والثقافة.
لم نتمرد بما كنا نطمح على السائد من هذا “الإعلام الزائف”، ولدينا اسبابنا وأعذارنا، ومنها ما هو خارج عن إرادتنا ولا حول ولا طول لنا معه، لكن رهاننا مازال متقدا، وماضون به، فأمور كثيرة تخمّرت في تجربة السنة الماضية، ولا خيار لنا سوى الاستمرار والمتابعة.
نستطيع بكل سهولة أن نكون مثل الإعلام السائد، ولا تعوزنا في هذه الاستطاعة لا الكفاءة المهنية ولا العلاقات، لكن لن نفرّط ب”اختلافنا” عنه، وهذا الاختلاف ولو كان حاليا بسيطا أوضئيلا، لكننا مصرون على تنميته والتوسع به.
قيل عن هذا العالم، بانه دخل في حضارة “اليوتيوب”، “والعناوين الخادعة” التي تبدد الوقت، وقال عنه أحدهم أنه سقط في “حضارة التفاهة”، وكل هذا ليس مبالغة أو تجنيا عليه، أنظروا كيف يقدّم الصورة على الكلمة، وهكذا تجرّه نخب حاكمة ومستأثرة بكل شيء من رقبته إلى حيث تريد، بزرد أو رسن اسمه المشاهير.
لقد قسّمنا مجتمعنا على معايير الكاتب والمفكر الأرغوياني إدواردو غاليانو، الشيء واللاشيء، الأحد واللاأحد، ونحن مع اللاشيئين واللاأحديين، لن نعظّم موقعنا باستضافة مشاهير وشخصيات معروفة أو استرضائهم والتزلف لهم، فهذه تحط وتضع من قيمة موقعنا، بل سنبحث عن اللامحكي عنه، ولو كبدنا بما يفوق طاقتنا، وهذه رسالتنا ولو ما زلنا قاصرين عنها.