سيّدة تترأّس لائحة “إنمائيّة” في مزرعة مشرف الجنوبيّة

على الرغم من أنّ لوائح التزكية هي التي ستكون غالبة في المناطق التي يسيطر عليها ثنائيّ “حركة أمل– حزب الله” سواء في الجنوب أو في البقاع، إلّا أنّ الأمر لا يخلو من خروق ستشهدها بعض البلدات في تلك المناطق. إحدى هذه المعارك ستكون في بلدة صغيرة نائية في الجنوب، هي مزرعة مشرف إذ تتحضّر لائحة غير مكتملة مكوّنة من خمسة مرشّحين برئاسة السيّدة مهى طالب وزني لخوض غمار المعركة في مواجهة لائحة “الثنائيّ الشيعيّ” التي من المرجّح أن تكون مُكتملة بأعضائها التسعة الذين يتكوّن منهم المجلس البلديّ.
تقع البلدة ضمن قضاء مدينة صور، وتحوطها بلدات كفرا وحاريص ومحرونة ودير عامص، وفي حين تضمّ البلدة مساحات شاسعة من الأراضي ممّا جعلها ثاني أكبر بلدة في القضاء بعد بلدة العبّاسيّة من حيث المساحة، إلّا أنّ عدد الناخبين فيها يناهز الـ 1300 ناخب يقترع نصفهم، نظرًا إلى أنّ عددًا كبيرًا من أبناء البلدة مغتربون في القارّة الإفريقيّة ويقطنها على مدار العام نحو 100 عائلة فقط.
معركة إنمائيّة
في الانتخابات السابقة لم تتمكّن وزني من الفوز بمقعد في الملجس البلديّ إذ نالت 223 صوتًا بفارق 25 صوتًا عن آخر الفائزين الذي حصد 248 صوتًا. وعلى رغم ذلك فهي ترى أنّ حظوظها هذه المرّة مرتفعة وتُعوّل بشكل أساسيّ على نشاطها الاجتماعيّ الذي يسبق حتّى إنشاء المجلس البلديّ. وتُشير في حديث لـ “مناطق نت”، إلى أنّ “حبّها للبلدة والحلم الذي تحمله لتطويرها دفعها “نحو اتّخاذ قرار خوض المعركة الانتخابيّة، فلطالما كان الشعار الذي أردّده هو أنّ قريتي وطني”، مضيفةً أنّ “معركتي إنمائيّة بالدرجة الأولى”.
وزني التي تنحدر من بلدة تكريت العكّارية، عُرض عليها الترشّح في بلدتها الأمّ، خصوصًا أنّ الانتخابات الحاليّة تسمح للمرأة بالترشّح في بلدتها الأمّ، إلّا أنّها فضّلت خوض الاستحقاق البلديّ في مزرعة مشرف حيث عاشت في البلدة منذ العام 1973. ومنذ ذلك الحين تنشط اجتماعيًّا وإنمائيًّا إذ أسّست مع مجموعة من أهالي البلدة نادي مزرعة مشرف الثقافيّ الرياضيّ الذي لعب دورًا في تنمية البلدة حتّى قبل إنشاء المجالس البلديّة.
وزني: البلدة بحاجة إلى عمل كثيف ومتواصل على صعيد النظافة وزرع الزهور والرسم على الحيطان وتأهيل مداخلها وغيرها كثير من الأمور
نزاهة العمليّة الانتخابيّة
في دورة العام 2010، تمكّنت وزني من الوصول إلى المجلس البلديّ، وتُشير إلى أنّ موقعها سمح لها بـ “القيام بعديد من المشاريع في البلدة، مثل إنشاء ملعب كرة قدم بالتعاون مع القوّة الماليزيّة في قوّات “يونيفيل”، ومشروع آخر متعلّق بمحطّة تكرير للمياه وغيرها كثير من المشاريع والمبادرات”. ترشّحت وزني كذلك في العام 2016 إلى عضويّة المجلس البلديّ إلّا أنّها لم يحالفها الحظّ. وانطلاقًا من ذلك تدعو إلى “مزيد من الرقابة على الانتخابات”، وتأمل أن “تقوم القوى الأمنيّة بدورها في تأمين العمليّة الانتخابيّة بقدر عال من الشفافيّة والنزاهة”.
وحول المشاريع المستقبليّة التي تحملها اللائحة، تؤكّد وزني أنّ “هذه المشاريع تتركّز على الجانب الإنمائيّ، فالبلدة بحاجة إلى عمل كثيف ومتواصل على صعيد النظافة والتكنيس وزرع الزهور والرسم على الحيطان وتأهيل مداخلها وغيرها كثير من الأمور التي يجب القيام بها، فهدفي أن أجعل البلدة نموذجيّة بكلّ معنى الكلمة”.
تُدرك وزني أنّ البلديّات تُعاني من شحّ الموارد الماليّة في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة وضعف تمويل الصندوق البلديّ المستقلّ. لذا، تُشير إلى أنّها ستسعى “إلى تخطّي هذه المشكلة من خلال التوجّه إلى المنظّمات الدوليّة غير الحكوميّة، وأيّ مؤسّسة يمكنها تقديم الدعم على أيّ صعيد، فحلمنا جميعًا أن نطوّر البلدة قدر الإمكان”.
