عقاب نواف الموسوي حزبي أم سياسي؟!
علي سلمان
نائب “حزب الله”نواف الموسوي الذي هاجم النائب نديم الجميل في المجلس النيابي وهاجم والده الراحل بشير الجميل بكلام قاسٍ ،و”منّن”الرئيس ميشال عون بأنّ بندقية المقاومة هي من أوصلته إلى سدة رئاسة الجمهورية ،لم يكن يدرك أنّ ما تفوّه به كاد أن يطيح بكل ما حرص “الحزب “على المحافظة عليه ولو مؤقتا”في المرحلة الراهنة من رضا إن لم نقل سكوت بعض الفرقاء المسيحيين على بعض أداء حزب الله داخليا”وخارجيا”.
والإعتذار السريع، على كلام الموسوي، الذي تولاه زميله في الكتلة محمد رعد سواء أكان على شكل الكلام أم على مضمونه ،أنقذ الموقف من تداعيات سياسية كانت قاب قوسين او أدنى من الإنفجار “التفاهمي”بين حزب الله والتيار الوطني الحر ،وبين الحزب والكتائب والقوات على جبهة أخرى .
لقد أدرك حزب الله أن علاقته برئيس الجمهورية بعد كلام الموسوي أصبحت مهددة سيما وان رئيس الجمهورية وفريقه السياسي ابديا عضبا”وإستياء”عارميْن مما حصل ، ولم يعد الإعتذار كافيا”لتصحيح ما صدر خصوصا”وأن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يتعرّض منذ مدة لهجمة إنتقادية واسعة من جمهور حزب الله.
وهجوم الموسوي الذي طاول “أهدافا”مسيحية متعددة ،وهذا من شأنه أن يوحّد الصف السياسي المسيحي بوجه حزب الله في مرحلة إقليمية وداخلية حساسة يتجنّب “الحزب”أن يضع نفسه فيها طوعا”وبأخطائه القاتلة له سياسيا”، فرض عليه إجراءً على شكل عقاب في الظاهر للإيحاء بأنّ زمن المحاسبة بدأ ، وأُعلن عن تجميد عمله نيابيا””بمحكومية”مدتها سنة ، ولو كان العقاب حزبيا”لكان الحزب إتخذ بحق نائبه إجراءات تنظيمية تؤكد أن الخطأ الصادر عن عناصره مهما كانت مسؤولياتهم ممنوعة، وانّ المحاسبة فوق الجميع ،اما ان يأتي العقاب نيابيا”،حتى ولو كان إيجابيا”في مكان ما ويدلّ على تحوّل في سياسة الحزب على مستوى نقد الذات والإعتراف بالخطأ والمحاسبة، فهذا يؤشّر على أنّ الحرص على ديمومة العلاقة بين “الحزب””والتيار”وتجنّب الإحتكاك مع فرقاء سياسيين آخرين هو من فرض على النائب الموسوي عقابا”لا يقدّم ولا يؤخّر على عمله الحزبي والنيابي شيئا” طالما أنّ العقاب مؤقتا”ولم يرقَ إلى مستوى الإعفاء من مسؤلياته الحزبية والنيابية ووقف مخصصاته وراتبه النيابي والحزبي .