فنانو فلسطين وشعراؤها.. شهداء في عين العاصفة
منذ احتلالهم فلسطين في العام 1948، وقبلها في سنوات التمهيد لهذا الاحتلال، لم يحيّد الإسرائيليّون المثقّفين الفلسطينيّين، من شعراء وأدباء ومفكّرين وفنّانين تشكيليّين وحتى الإعلاميين عن هذا الاستهداف الدامي، وطالوهم بيد الاغتيال والقتل المتعمّد ليس على أرض فلسطين فحسب، بل طاردوهم إلى أماكن لجوئهم أو في منافيهم القسريّة، إذ اعتبرهم قادة العدو الجزء الأهمّ في هذا “الصراع”، لما للكلمة والريشة والصورة من تأثير على الجمهور، فكيف إذا كان هذا الجمهور جمهوراً مبعداً عن وطنه، ومنتزعة منه أرضه ودياره وحقوقه وحتى ذاكرته وعاداته؟
غسّان كنفاني شهيد “الأدب المقاوم”
شهدت الساحة اللبنانية عدّة حوادث تصفيات جسديّة واغتيال طالت مثقّفين فلسطينيين، نفّذتها الاستخبارات الإسرائيليّة، وتحديداً في قلب بيروت عاصمة لبنان، بدءاً من العام 1972. ففي الثامن من تمّوز/ يوليو العام 1972، اهتزّ العالم العربيّ بأسره لاغتيال الأديب الفلسطينيّ غسّان كنفاني في بيروت(الحازميّة)، بواسطة عبوة مفخّخة زُرعت في سيّارته، ليستشهد بصحبة ابنة شقيقته لميس نجم البالغة من العمر آنذاك 17 عاماً.
كان غسان كنفاني مثقّفاً نقديّاً من نوع مميّز، صاحب رؤية فكريّة وسياسيّة وأدبيّة ثاقبة، جعلته هدفاً يجب التخلص منه، واتُّخِذَ القرار على أعلى مستوى في الكيان الإسرائيلي، لأنّهم أدركوا ما يمثّله غسان، بقدراته ومواهبه الإبداعيّة العميقة، على مستويات متعدّدة، في وقت كانت فيه الثورة الفلسطينيّة في حالة مدّ وصعود، وكانت القيادة الصهيونيّة تدرك حجم وتأثير شخصيّات فلسطينيّة ثقافيّة كبيرة، أمثال الشهيد كمال ناصر، والمفكّر أنيس صايغ والشهيد ناجي العلي، في بلورة وتوجيه وعي الشعب واستنهاضه في المواجهة والمقاومة.
وُلد غسّان كنفاني في مدينة عكّا، في التاسع من نيسان/ أبريل العام 1936، وقد عُرف كواحد من أبرز أصوات الأدب المقاوم، أديباً وصحافيّاً وتشكيليّاً كذلك، وبرغم رحيله المأسويّ في عمر مبكر، فقد ترك إنتاجاً أدبيّاً غزيراً، ما زال صالحاً حتّى اليوم للتعبير عن عمق الفجيعة.
إنّ مصطلح أدب المقاومة ذاع صيته لأوّل مرّة على يديّ الأديب الفلسطينيّ الشهيد غسّان كنفاني في دراستين، عنوان الأولى: “أدب المقاومة في فلسطين المحتلّة 1948- 1966″، (الصادرة عن “دار الآداب” بيروت العام 1966)، والثانية: “الأدب الفلسطينيّ المقاوم تحت الإحتلال 1948-1968” (الصادرة عن “مؤسسة الدراسات الفلسطينية” العام 1968)، وقد أوضح من خلالهما دور شعر المقاومة في مواجهة قمع سياسات المحتلّ، ودور الكلمة الفعّال أمام نيران البارود والرصاص وتوحّش الإستيطان.
من كمال ناصر إلى علي فودة
بعد أقلّ من عام واحد على استشهاد غسّان كنفاني، وتحديداً في يوم 10 نيسان/ أبريل من العام 1973، اغتيل الشاعر كمال ناصر في قلب بيروت على أيدي المخابرات الإسرائيليّة مع اثنين من رفاقه هما: كمال عدوان ومحمد يوسف النجّار “أبو يوسف”. بواسطة إنزال تمّ في ميناء بيروت، إذ نقلت سفن سلاح البحريّة الإسرائيليّة الجنود الإسرائيليّين إلى ميناء بيروت، ومن هناك وصلوا إلى الشاطئ بواسطة قوارب كوماندو، بملابس مدنيّة، وكان بانتظارهم مركبات محلّيّة يقودها عملاء الموساد، وقاموا بإيصالهم إلى الأهداف المختلفة التي وصلوا لتنفيذها.
ولد الشاعر كمال بطرس إبراهيم يعقوب ناصر في مدينة غزّة العام 1924، وترعرع في بلدة بيرزيت، شماليّ رام الله. ودرس في مدينة القدس، وأنهى دراسته العليا في الجامعة الأمريكيّة في بيروت العام 1945 وتخرّج منها بإجازة في العلوم السياسيّة. عاد الى فلسطين في العام 1945، وعمل مدرّساً للأدب العربيّ في مدرسة صهيون بالقدس، ثمّ درس الحقوق في معهد الحقوق في القدس، وعُيّن أستاذاً للأدب العربيّ في الكلّيّة الأهليّة في رام الله.
في منتصف آب/ أغسطس 1982، وفي ذروة اشتداد القصف الإسرائيليّ على بيروت من الجوّ والبرّ والبحر، كان علي فودة يوزّع على المقاتلين في عين المريسة في بيروت، جريدته التي أسّسها مع زميله رسمي أبو علي، وأطلق عليها اسم “الرصيف”. سقطت قذيفة على علي فودة فأصيب بجروح خطيرة، ليستشهد بعدها بأيّام عن 36 عاماً، ويكون من القلائل الذين قرأوا ما كُتب فيهم من رثاء قبل موتهم، إذ أُعلن استشهاده وهو حيّ.
وُلد الشاعر الشهيد علي فودة في قرية قنير في حيفا سنة 1946، وهُجّر بعد أقلّ من عامين الى مخيّم جنزور قرب جنين، وبعدها بعامين انتقل أهالي المخيّم إلى مخيّم نور شمس في طولكرم، وفي سنّ السابعة فقد أمّه.. أكمل تعليمه، ودرس في معهد المعلّمين في حوارة ثمّ في إربد (1966)، وعمل مدرّساً في أمّ عبهرة- مرج الحمام بالقرب من عمّان.
اشتهر فودة على النطاق العربيّ الأوسع بأبيات قصيدته التي غنّاها ولحّنها مارسيل خليفة، “الغضب، الفهد” من ديوان “عواء الذئب”، وتقول:
“إنّي اخترتك يا وطني حبًّا وطواعيّة/ إنّي اخترتك يا وطني سرًّا وعلانيّة
إنّي اخترتك يا وطني/ فليتنكّر لي زمني/ ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع.. يا وطني”.
اشتهر فودة على النطاق العربيّ الأوسع بأبيات قصيدته التي غنّاها ولحّنها مارسيل خليفة، “الغضب، الفهد” من ديوان “عواء الذئب”، وتقول:”إنّي اخترتك يا وطني حبًّا وطواعيّة/ إنّي اخترتك يا وطني سرًّا وعلانيّة..”.
غزّة على درب بيروت: الشاعر عمر أبو شاويش شهيداً
منذ اندلاع المواجهات في غزّة بعد “عملية طوفان الأقصى” وجرّاء القصف الإسرائيلي العشوائيّ المدمّر، سقط العديد من الشعراء والفنّانين التشكيليّين والمثقّفين الفلسطينيّين، وعدد كبير من الصحافيّين، إذ لم تحيّد آلة النار والدمار الإسرائيليّة هؤلاء، بل قصفت الجميع بلا رحمة، وربّما تكون قد تقصّدت بعضهم.
ففي صبيحة الهجمات التي نفذها الإسرائيليّون على قطاع غزة في 07/10/2023، سقط الشاعر الشاب عمر فارس أبو شاويش شهيداً جرّاء القصف على مخيّم النصيرات في وسط غزّة.
وُلد عمر فارس أبو شاويش في مخيّم النصيرات بتاريخ 22 آذار/ مارس 1987. يعود أصل عائلته إلى قرية برقة، التي احتلّتها إسرائيل خلال “عمليّة باراك” في أيار/ مايو 1948.
تعلّم في مدارس مخيّم النصيرات، وحصل على درجة البكالوريوس في الإعلام من جامعة الأزهر بغزّة. والده فارس أبو شاويش، رياضيٌ معروف، تقلّد عدّة مناصب في الاتّحاد الفلسطينيّ لكرة القدم، وكان قد عمل في مجال التعليم أكثر من 40 عامًا.
كان عمر عضوًا في الاتّحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين، وعضواً في اللجنة الشعبيّة للّاجئين. كما كان متواجدًا في معظم الفعاليّات الوطنيّة والمجتمعيّة واللقاءات والندوات الثقافيّة والفكريَّة التي تقام في قطاع غزّة.
وهو عضوٌ في العديد من الجمعيّات والهيئات المحلّيّة المجتمعيَّة والثقافيَّة والشبابيَّة، ومنها “شبكة شباب فلسطين الثقافيّة” التي شارك في تأسيسها. قدّم أيضًا العديد من الأعمال الأدبيّة خلال الأمسيات الأدبيّة والشعريّة في فلسطين وخارجها. كما كتب عددًا من الأغاني الوطنيّة والإنسانيّة، والتي انتشرت بشكل واسع خلال فترة الحرب على غزّة في العام 2008.
نشر في العام 2016 روايةً عنوانها «على قيد الموت» تتناول أحداثها الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة في العام 2008، حيث يرصد الحياة عن كثب، ويسرد مواقف وشواهد وتجارب مختلفة من هذه الحرب بتفاصيل دقيقة. أُعيد نشر الرواية بواسطة “المنهل” في العام 2018.
كان عمر أبو شاويش حريصاً على أن يتناول مشكلات الشباب في المخيّم الذي نشأ فيه، يتحدّث عنهم وعن معاناتهم تحت الحصار، يقول في لقاء متلفز: “نواجه الصعوبات التي تلوح في الأفق والمشكلات التي تدفع الشباب لخيارات صعبة، فنحن نعاني من البطالة والواقع الثقافيّ المتدنّي نتيجة الحصار، لكنّنا دائماً نتحلّى بالأمل والطموح ونبحث عن المجتمع المشرق برغم ما نراه ونعيشه”.
ساهم أبو شاويش في خلال حياته القصيرة في نقل الواقع الصعب الذي نشأ فيه إلى العالم، ولم يكتفِ بالحديث عن المشكلات في وسائل الإعلام فقط، إذ كان يشارك في العديد من المؤتمرات الدوليّة والعربيّة والمحلّيّة.
حصل أبو شاويش على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل أغنية وطنيّة للعام 2007 ضمن المهرجان الدوليّ للأغنية الوطنيّة والتراث بالأردنّ، وحصل على جائزة قلم الشعراء الدوليّة في العاصمة الفرنسيّة باريس (2007)، من الشبيبة الفرنسيّة. وجائزة الشباب العربيّ المتميّز في الثقافة والإعلام من جامعة الدول العربيّة (2013)، وجائزة الشاب المثاليّ والمتطوّع المتميّز في فلسطين، وجائزة الصداقة في النرويج وغيرها.
حصل أبو شاويش على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة أفضل أغنية وطنيّة للعام 2007 ضمن المهرجان الدوليّ للأغنية الوطنيّة والتراث بالأردنّ، وحصل على جائزة قلم الشعراء الدوليّة في العاصمة الفرنسيّة باريس.
نعاه الاتّحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيّين قائلاً: “نودّع الشاعر الشهيد أبو شاويش، نتقدّم من أهله وأحبّته والكتّاب والأدباء بخالص العزاء والمواساة…”. وكذلك نعته وزارة الثقافة الفلسطينيّة.
الشاعرة هبة أبو ندى.. قتلها الإحتلال في غزّة
استُشهِدَت هبة كمال صالح أبو ندى، الكاتبة والشاعرة والقاصَّة الفلسطينيّة يوم الجمعة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، في القصف على غزّة. ونعَتها وزارة الثقافة الفلسطينيّة في بيانٍ جاء فيه: “الكاتبة والشاعرة هبة كمال أبو ندى تقضي نحبها شهيدة نتيجة العدوان المستمرّ على شعبنا في غزة”.
وكانت أبو ندى قد كتبت عبر صفحتها على “فيسبوك” قبل رحيلها بغارة جوية على منزلها: “نحن في غزة عند الله بين شهيد وشاهد على التحرير، وكلّنا ننتظر أين سنكون.. كلّنا ننتظر اللّهم وعدك الحق”.
وبحسب بيان وزارة الثقافة، فإنّ هبة كمال أبو ندى كاتبة مبدعة، كتبت القصّة والرواية والشعر، من مواليد السعوديّة (في 24 حزيران/ يونيو سنة1991)، من عائلة لاجئة من بيت جرجا المُهجّرة والمُدمّرة في العام 1948. درست الكيمياء الحيويّة والتأهيل التربويّ، وعملت في التعليم.
ونالت الماجستير في التغذية العلاجيّة من جامعة الأزهر في غزّة، ودبلوماً في التأهيل التربويّ من الجامعة الإسلاميّة في غزَّة. عملت قائدًا في مركز رُسُل بقسم الأطفال الأذكياء والمبدعين في مجال العلوم. حصلت على عدّة جوائز أهمّها المركز الأوّل في القصّة القصيرة على مستوى فلسطين، والمركز الثاني على مستوى الوطن العربيّ بجائزة الشارقة للإبداع، ولديها كتابات شعريّة ونثريّة منشورة ورقيًّا وإلكترونيًّا. ومن بين أعمال الكاتبة رواية “الأكسجين ليس للموتى”، فازت الرواية بجائزة الشارقة للإبداع العربيّ العام 2017.
وقد ضجّت الـ”سوشيال ميديا” بنعيها وكتب بعضهم: “وداعًا يا هبة أبو ندى، لن تكتبي الشعر بعد اليوم. لا يوجد شعر بعد اليوم، تجرّد العالم من كلّ معانيه، وصارت كلّ زقزقة نعيقًا. مات كل شيء عندما صار القتل عاديًا”.
تطوَّعت هبة أبو ندى في الموسوعة الحرَّة “ويكيبيديا” في العام 2021 في برنامج التعليم الذي عُقد من بُعد، وحمل اسم “ويكي رايتس”، وكانت أبو ندى مدققةً لغويّة للمقالات قبل نشرها من قِبَل المتدرِّبين.
التشكيليّة نسمة أبو شعيرة شهيدة
ودّع مثقفو فلسطين وغزّة والعالم العربيّ صباح يوم السبت في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الفنّانة التشكيليّة والمحاضرة الأكاديميّة في “جامعة الأقصى” الدكتورة نسمة أبو شعيرة، التي استشهدت في خلال ضربةٍ جوّيّة نفّذتها الطائرات الحربيّة الإسرائيليّة على منزلها الكائن في مدينة غزّة.
ولدت نسمة عادل أبو شعيرة بتاريخ 26 نيسان/ أبريل 1987، في قطاع غزّة، التحقت بجامعة الأقصى وحصلت على شهادة الفنون التشكيليّة وكانت من الأوائل في تخصّصها، وخلال دراستها أصدرت مجلّة ساخرة مع عدد من أصدقائها، تعبّر عن يوميّات الحياة في قطاع غزّة بعنوان “بَرِم” بين 2012 و2014. عملت بعد تخرّجها مساعدة رئيس قسم للفنون التشكيليّة والتصميم الغرافيكي في الجامعة ذاتها.
لقد كانت أبو شعيرة حريصة على أن ترصد كلّ ما يفعله جيش الإحتلال من مجازر على جدران البيوت المهدّمة. شاركت في فعاليّة الذكرى السنويّة الرابعة والثلاثين ليوم الأرض والتي دعت إليها وزارة الثقافة الفلسطينيّة عبر لوحة فنّيّة لشجرة الزيتون، تصل جذورها إلى كلّ الكرة الأرضيّة.
وُضعت اللوحة على الجدار الغربيّ لمقرّ السرايا الحكوميّ في وسط مدينة غزّة. وحينما سُألت عن سبب تلك اللوحة ردّت قائلة: “شجرة الزيتون تمثّل التاريخ الفلسطينيّ وتُعتبر من أكثر الأشجار المقدّسة لدى الشعب الفلسطيني”. حصلت على المركز الثالث في مهرجان غزّة الأوّل للفنّ التشكيليّ المعاصر العام 2011.
غياب الشاعر حسين مهنا
فجع الوسط الثقافيّ في فلسطين برحيل الكاتب حسين مهنا. وتقدّمت وزارة الثقافة الفلسطينيّة بتعازيها لعائلة وأصدقاء وزملاء الشاعر والكاتب حسين مهّنا ابن بلدة البقيعة الذي ولد العام 1945.
برغم الحصار ومضايقات الإحتلال الإسرائيليّ له، إلّا أنّ الراحل مهنّا حرص على أن ينقل خبرته ويثقّف الأجيال الجديدة ليبقى فكره وروحة بينهم، فقد عمل مدرّسًا للغتين العربيّة والإنجليزيّة.
رفض مهنّا الأضواء والشهرة، وكان وفيًّا لوطنه وطلّابه ولمجتمعه. قدّم العديد من المؤلّفات من بينها ديوان “أخذتني القوافي”، “وطني ينزف حبًّا”، “شعر الأسوار”، “قابضون على الجمر”، “حديث الحواس”، و”عوض يسترد صباه.”
الخسائر طالت أيضًا الناشر عدنان أبو غوش، إذ نعت وزارة الثقافة إبن بلدة عمواس، وقالت: “خسرت حركة النشر الفلسطينيّة برحيل أبو غوش أحد مؤسّسيها والفاعلين الذين ساهموا في إثراء حركة النشر خاصّة في مدينه القدس”.
وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر استشهدت طفلتان هما شام أبو عبيد، و ليلى عبد الفتاح الأطرش من فرقة “تشامبيونز للدبكة” في قطاع غزّة، طفلتان لم يتجاوز عمرهما ثماني سنوات لم يرحمهما القصف، ولا تزال جثّتاهما تحت الأنقاض حتّى اليوم، بحسب ما أكّدت وزارة الثقافة الفلسطينيّة.
في 15 تشرين الأول استشهدت طفلتان هما شام أبو عبيد، و ليلى عبد الفتاح الأطرش من فرقة “تشامبيونز للدبكة” في قطاع غزّة، طفلتان لم يتجاوز عمرهما ثماني سنوات لم يرحمهما القصف، ولا تزال جثّتاهما تحت الأنقاض حتّى اليوم.
تدمير المتاحف والمراكز الثقافيّة والمكتبات
من القاهرة كتب الإعلامي محمد عبد المنعم “شهدت غزّة ليلة 27- 28 تشرين الأول/أكتوبر، قصفًا وصف بالأعنف منذ بدء الحرب، حصد معه الأخضر واليابس، والكتب التي سجّلت صفحاتها مجازر الاحتلال وتاريخ عدوانهم الغاشم على أرض فلسطين”.
وقد أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينيّة تدمير مكتبة “لُبَد” في حيّ الرمال في غزّة، بشكل كامل، بفعل القصف الإسرائيليّ المتواصل على القطاع، وأكدت “أنّ هناك أضرارًا كبيرة في عدد من المنشآت الثقافيّة كذلك”.
وأدّت غارات الطيران الحربيّ المدمّرة على غزّة، إلى تضرّر “متحف القرارة الثقافيّ” ومقتنياته في قطاع غزّة بشكل بالغ، وهو المبنى الذي أُنشئ في العام 1958، إذ تحطّمت معظم أجزاء المتحف من الداخل، وتصدّعت الأسقف، وتهشّم الزجاج الخارجيّ للمبنى التراثيّ، وتحطّمت واجهات عرض المقتنيات الأثريّة التي تهشّم العديد منها. وفي صباح 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي دمّرت الغارات “مكتبة الشروق”، و”مكتبة سمير منصور.