فَتِّشوا عن البراميل السّامة في “حوش الرافقة”البقاعية!؟
علي سلمان
ما حقيقة وجود براميل نفاياتٍ سامةٍ مطمورةٍ في سهل بلدة حوش الرافقة البقاعية، وما دورها في تزايد معدل الحالات المصابة بالسرطان في البلدة المذكورة؟
في العام 2000 تداول سكان بلدة حوش الرافقة-غربي بعلبك- خبرا”مفاده أنّ براميل تحوي موادّ سامة” طُمرت في سهل البلدة سرّا”وذلك بالتواطؤ مع أحد أبنائها الذي تذرّع ،يومها،بحسب بعض الأهالي ،بأنه يقوم بحفر بُرك لتجميع المياه بهدف ري مزروعاته، وكان يعمل في تنفيذ مشاريعه ليلا”.
في ذلك التاريخ ، وبعد ان تواصل بعض المواطنين مع جهاتٍ رسميةٍ معنيةٍ بالقضية، جرى طمس الخبر سريعا”ما دفع أحد سكان البلدة إلى الإستعانة بوسائل الإعلام لكشف الحقيقة ووضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم ،إلا أنّ ضغوطاتٍ سياسيةً،وأخرى من المتورطين في القضية أجبرت المواطن المشتكي على التراجع وسحب كلامه من سوق التداول بالموضوع.
اليوم ،وبعد مُضي حوالى عشرين سنةً على “الخبرية”،عادت قضية البراميل السّامة إلى الواجهة من جديد سيما وانّ بلدة حوش الرافقة مصنّفة الأولى في البقاع في عدد الحالات السرطانية، الموجودة فيها،وأصبح المرض الخبيث هاجس أبنائها ومصدر خوفهم حيث إنّ إرتفاع مستوى الإصابات فيها بات مخيفاً، وبلغ مرحلة فقدان السيطرة عليه في ظلّ تجاهلٍ رسميّ من الجهات المسؤولة في البقاع.
وفي هذا الإطار قالت مصادر متابعة ل “مناطق نت” إنّ الحديث عن وجود براميل سامّة في البلدة يجب أن يُؤخذ على محمل المسؤولية ،وعلى الجميع متابعة الموضوع بجديّة وذلك من خلال إجراء مسحٍ لتربة البلدة والبحث عن أماكن طمر البراميل وإن كانت تفتقد للأدلّة الكافية.
وأضافت المصادر أنّ البلدة يجب أن توضع تحت المراقبة القضائية بصورةٍ عاجلةٍ ومراقبة الأعمال الزراعية ليلا”لمنع أيّ محاولةٍ لإستخراج البراميل ،إن وجدت فعلا”،والتخلّص منها لإزالة الدليل.وأشارت إلى انّ عملية البحث عنها سهلة وذلك من خلال إجراء تصويرٍ جوّيٍّ للمنطقة المستهدفة حيث الكلفة المادية والزمنية لذلك ضئيلةٌ ولا تحتاج إلا إلى قرارٍ من وزارتَيْ الزراعة والصحة بأسرع وقتٍ ممكنٍ.
وطالبت بإجراء فحصٍ كيميائيّ للأراضي الزراعية في البلدة المنكوبة بيئياً للتحقّق من خلوّها من موادّ مسرطِنة كونها متداخلةً مع الأراضي السكانية المعرّضة للتلوّث.
وفي سياقٍ متصلٍ أفادت مصادر طبيةٌ في البقاع أنّ عدد المصابين بالسرطان في بلدة حوش الرافقة بلغ حدّاً يُنذر بكارثةٍ انسانيةٍ تفوق التصوّر، وأشارت إلى وجود خمسين حالةً مصابةً بمرضٍ يكاد يقضي على بلدةٍ بكاملها.
ورأت ضرورةً طبيةً لاخضاع ابناء البلدة المذكورة إلى الفحوصات الطبية والمخبرية بصورةٍ عاجلةٍ، لأنّ هناك احتمالاً بأن يكون العدد المصاب بالمرض يفوق العدد المكتشَف ولكنه لا يزال في بداياته حيث لا أعراض ظاهرةً تبدو على المصابين به.