لبنان المفجوع على مفترق برجا!
لن يكون في استقبال عماد حويلي الآتي من السفر زوجته وبناته الأربعة، فقد قضوا جميعاً في حادث سير مأساوي.. هكذا وبكل بساطة سيكون أمام عماد الزوج المفجوع عمل واحد وهو دفن عائلته التي قضت بالأمس، ومداواة جراحه التي لن تندمل أبداً.
اللعنة على المسؤولين.. جملة لم تعد تنفع، فهؤلاء يعملون ليل نهار ودون كلل لتنظيم جنازاتنا اليومية والمستقبلية، وعائلة حويلي التي قضت بالأمس واحدة منهم. لم تعد تنفع اللعنات. موتنا اليومي صار أمراً عادياً، والخراب الذي نعيشه بات خبز يومياتنا التي سنعتاد عليها.
أياً تكن الأسباب في الحادث الذي وقع على الأوتوستراد الساحلي وأودى بحياة عائلة حويلي، فإن المسؤولية من ألفها إلى يائها تقع على عاتق هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي حوّلت بلدنا إلى كومة من خراب، بلداً نستجدي فيه تنكة بنزين أو علبة حليب لطفل أو دواء لمريض. أو … أو…. أو واللائحة تطول.
عائلة عماد واحدة من ضحايا المحرقة التي نعيشها يومياً وستزداد ضحاياها يوماً بعد يوم. الموت سيكون متربصاً بنا في كل مكان والذي لن يمت في حادث سير نتيجة الزحمة أمام محطات الوقود سيقضي قبل أن يصل إلى المستشفى بسبب افتقاده للوقود، هذا إذا وجد مستشفى تنتظره وتفتح أبوابها لمداواة أوجاعه وأمراضه.
فاطمة قبيسي واولادها الأربعة زهراء ،آية، ليا وتيا كانوا في طريقهم الى مطار بيروت لاستقبال الوالد القادم من السفر ووقع الحادث المؤلم في محلة السعديات قرب مفرق برجا.
الرحمة لروح الضحايا والصبر والسلوان للوالد المفجوع.