محمّد الروّاس: تركيبة بيروت ما زالت تشبهني

كانت لنا الفرصة زيارته في محترفه. وصلنا متأخّرين عن موعدنا، لكنّه استقبلنا برحابة صدر، من دون أن يعلّق على تأخّرنا.
لوحاتٌ رأيناها سابقًا من خلف الشاشة، أو سمعنا عنها في أحاديث الآخرين، استطعنا أخيرًا أن نراها بأعيننا.
أمّا هو، الفنّان الرائد محمّد الروّاس، فحديثه يُشبه لوحاته… أو بالأحرى، لوحاته هي التي تُشبهه وتشبه أحاديثه. وعندما ينعكس الفنّان في أعماله إلى هذا الحدّ، نلمس صدقه بوضوح.

سألناه كثيرًا، واخترنا عشرة أسئلة لنشاركها معكم.
طبعًا، كانت البداية مع روتينه الصباحي:

– ما هو أوّل شيء تفعله في الصباح؟
أشرب كوبًا من الماء، يتبعه كوبان كبيران من القهوة. على القهوة أن تكون معدّة من البنّ المطحون طازجًا.

– ما هو العمل الفنّيّ الذي لا تملّ منه؟
ليس هناك عمل محدّد. هناك كثير من الفنّانين الذين لا أتعب من رؤية أعمالهم، لكن لا يوجد فنّان أو عمل بعينه.

– في أيّ وقت من اليوم تبدع أكثر؟
ليس هناك وقت ثابت. أحيانًا في ساعات الصباح، وأحيانًا في ساعات الليل المتأخّرة.

– إلى أين تذهب حين تحتاج إلى الالهام؟
إلى الـ iPad… ألعب الشطرنج.

– ماذا تقول للمبتدئين في مجالك؟
اشتغلوا، اشتغلوا، اشتغلوا حتّى تكتشفوا أنفسكم. مهما أحببتم فنّانا آخر، لا تقلّدوه.
اصبروا على أنفسكم، ولا تقيموا معرضكم الأوّل قبل أن تكتشفوا ذاتكم. لأنّ المعرض الأوّل هو الذي سيشكّل سمعتكم المستقبليّة. لا تستعجلوا!
المعرض الأوّل هو الذي «يصبغ» الفنّان!

– ما الصوت الذي لا يفارقك وقت العمل؟
أستمع دائمًا إلى الموسيقى أثناء عملي على اللوحات. أستمع إلى الجاز، البلوز، الكلاسيك، وأحيانًا الغود روك.

– إذاً، لا تستمع إلى أغانٍ عربيّة؟
للأسف، لا.

– لو لم تكن فنّانًا، ماذا كنت لتكون؟
فنّانًا!

– هل تغيّرت بيروت أم ما زالت تشبهك؟
تركيبة بيروت ما زالت تشبهني. هناك تفاصيل تغيّرت وتتغيّر، لكن تبقى بيروت مكانًا منفتحًا على الثقافات والعالم، وهذا التنوّع يشبهني.

– بمن تأثّرت في بداية مسيرتك الفنّيّة؟
درست الفنّ في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة. تتلمذت على يد مجموعة محترفة وجدّيّة من الفنّانين المعروفين، لكنّني لم أتأثّر بأحد منهم بشكل عميق وثابت. على رغم ذلك، قدّرت كثيرًا أعمال شفيق عبّود وأمين الباشا.

– في الساحة الفنّيّة حاليًّا، من هم الفنّانون الشباب الذين تُعجب بأعمالهم؟
أفضّل ألّا أذكر أسماء، لكن هناك مجموعة من الشباب أعتبرها من العناصر الممتازة، على رغم أنّهم يُعدّون على الأصابع.
كانت زيارتنا لمحمّد الروّاس في صباحٍ متأخّر، وكان هو بمثابة فنجان قهوةٍ معدّة من البنّ المطحون طازجًا. خرجنا من محترفه محمّلين بالإلهام، وباندفاعٍ نحو التجريب، ذاك الذي يولد منه الفنّ الصادق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى