مراكز الإيواء ترتفع أعدادها و”فصول” النزوح تتجدّد

مئات الآلاف من الجنوبيين والبقاعيين نزحوا أمس عن مناطقهم في معظم البلدات والقرى وغادروا منازلهم متوجّهين إلى مناطق ووجهات يعتقدونها آمنة، في ظل تصعيد أمني غير مسبوق من الاعتداءات الإسرائيلية التي بلغت  حدًّا لم يشهده اللبنانيون من قبل. لكن ماذا عن النازحين أصلًا من بلداتهم، والتي غادروها منذ ما يقارب من عام، وتوزعوا على مراكز إيواء في مدينة صور وفي منازل مستأجرة في القرى الخلفية، وقد بلغ عددهم وفق الإحصاءات الرسمية حوالي الـ 120ألف نازح.

موجة النزوح غير المسبوقة بالأمس، شملت معظم البلدات والقرى الجنوبية، والتي سبق أن نزح إليها عشرات الآلاف من الجنوبيين من المناطق الملاصقة للحدود. أي أن الكثير من النازحين من القرى الحدودية، اضطروا إلى النزوح مرة جديدة نحو الداخل اللبناني.

وضع فرش الأسفنج في السيارة استعداداً للنزوح
22 ألف نازح يضطرون للنزوح مجدداً

يُشير المنسق الإعلامي في وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور، بلال قشمر، في حديث لـ”مناطق نت” إلى أن “22 ألف نازح اضطروا للنزوح مجدداً إلى مناطق خارج الجنوب”، موضحاً أنه “قبل توسع الحرب بلغ  عدد النازحين على مستوى لبنان 120 ألف شخص، تواجد منهم 23700 نازح  في قضاء صور، توزعوا بشكل شبه كامل على المنازل فيما توزع 950 شخص على 5 مراكز إيواء”.

ولفت قشمر إلى أن ” الـ950 نازح لم يغادروا مراكز الإيواء يوم أمس، وإنما ارتفع عددهم إلى نحو ألفي نازح بعد أن افتتحنا مركزين إضافيين للإيواء ليصبح عدد المراكز 7 “. وأكد أن “وحدة إدارة الكوارث شهدت تهافت المزيد من النازحين الجُدد، فبلغ العدد الإجمالي الذي قصد الوحدة نحو 4 آلاف شخص، وفيما تمكنا من تأمين نحو ألف نازح في مركزي الإيواء الجديدين، إلا أن العدد الباقي لم نتمكن سوى من تقديم بعض الاحتياجات لهم من مستلزمات نظافة وفرش نوم”. وأكد أن “الكثير من هؤلاء بات ليلته على الكورنيش البحري وفي حديقة صور العامة”.

وأشار قشمر إلى أن “عناك العديد من أبناء المدينة الذين يملكون منازل في مناطق آمنة أو لديهم مكان للنزوح إليه قرروا المغادرة فيما فضل الكثير منهم البقاء”، موضحاً أن “المدينة ما زالت آمنة إلى حد كبير إذ لم يتم استهدافها بشكل مباشر”.

بلال قشمر: الـ950 نازح لم يغادروا مراكز الإيواء يوم أمس، وإنما ارتفع عددهم إلى نحو ألفي نازح بعد أن افتتحنا مركزين إضافيين للإيواء ليصبح عدد المراكز 7

نفاذ المساعدات للنازحين

وأوضح قشمر أن “المساعدات التي كنا نقدمها باتت نافذة ولم يعد هناك أي كمية في المستودعات”، مشيراً إلى أن ” أقصى ما يمكن أن نقوم به هو تسجيل النازحين، وعند حصولنا على المساعدات نقوم بتقديمها لهم”. ولفت إلى أن “هناك غياب لتقديمات جديدة للجمعيات الدولية إذ أن آخر توزيع كان منذ ثلاثة أيام ضمن الجدول الذي كان مخطط له”.

وفي السياق، تشرح منسقة المنظمات الدولية في لجنة إدارة الأزمات والكوارث في محافظة النبطية، رنا رعد، في حديث لـ”مناطق نت”، آلية تقديم المساعدات للنازحين. فتقول :”نطلب من البلديات تحديد الاحتياجات ونقوم بتقديمها للجمعيات الدولية التي تأمن نحو 40 بالمئة منها خصوصاً للنازحين في مراكز الإيواء”، مشيرةً إلى أن “هناك مساعدات تأتي من منظمات الأمم المتحدة ومجلس الجنوب ومن أصحاب الأيادي البيضاء في المحافظة”.

المنسّقون في أحد مراكز الإيواء في صور
افتتاح مركز إيواء جديد في النبطية

وتلفت رعد إلى أنه “قبل التصعيد الأخير كان هناك 350 ألف نازح في قضاء النبطية، أي نحو 6 آلاف عائلة، وهناك 4 مراكز إيواء في قضاء النبطية و4 مراكز أخرى في قضاء حاصبيا يضمون نحو 320 شخص”. وتلفت إلى أنه “منذ نحو أسبوع شهدنا حركة نزوح من أقضية بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا ولكن بقي هذا النزوح ضمن الأقضية نفسها، أي من بلدة إلى أخرى”.

وأكدت رعد “أننا لم نتمكن من إجراء مسح شامل فيما يتعلّق بحجم النازحين بعد التصعيد الأخير، ولكن جرى افتتاح مركز إيواء جديد في مستشفى غندور (المقفلة أبوابه) في النبطية الفوقا ليضم 350 شخص، وهذه قدرته الاستيعابية القصوى”.

وتلفت رعد إلى أن “سبب محدودية مراكز الإيواء في النبطية يعود إلى عدم وجود حاجة لافتتاح المزيد إذ أن معظم المواطنين يملكون منازل أو لديهم أقارب أو انتقلوا إلى منازل”.

تحضير الحصص للنازحين قبل توزيعها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى