هَنَا كسباني يوم نادت بقضيّة المرأة بين كفرشيما وشيكاغو

لطالما أثار موضوع تاريخ النشاط النسائيّ في المنطقة (لبنان والدول المحيطة) تساؤلاتي: هل كانت النساء في هذه البقعة الجغرافيّة- التي ما زلنا، كنساء، نعاني فيها من تداعيات السيطرة البطريركيّة والاستعماريّة والعشائريّة، وغيرها من أشكال الهيمنة التي تؤثّر في حياتنا اليوميّة- يؤدّين أدوارًا فاعلة؟ تلك التداعيات التي تقود كثيرات إلى “سجون” متعدّدة، منها ما هو جسديّ، ومنها ما هو ثقافيّ، وذلك بناءً على التقسيمات الجندريّة.

أيضًا، كيف لعبت النساء أدوارًا مختلفة بحسب التاريخ السياسيّ للمنطقة، من الحكم العثمانيّ، إلى الانتداب الفرنسيّ، وإعلان دولة لبنان الكبير، وصولًا إلى الاستقلال، مهما بدا شكليًّا؟

وفي ظلّ تغييب أصوات النساء التاريخيّة في الأدبيّات العربيّة، لا يجد الباحث أو الباحثة سوى سردٍ مقتضب، أو بقايا آثار تشير إلى الإشكاليّات التي طرحتها بعض الكاتبات، لا سيّما في ما يتعلّق ببدايات الحركات النسويّة حول العالم، ومواكبة النساء في المشرق العربيّ لها، مع إبراز استقلاليّتهن في الوقت نفسه، على رغم التأثّر الظاهر في نقاط عدّة.

البدايات في سوريا العثمانيّة

في أواخر القرن التاسع عشر، لمع في المشرق العربيّ عدد من الأسماء النسائيّة الرائدة مثل زينب فوّاز، وهند نوفل، وأستير أزهري، ومريم خالد وغيرهنّ. إضافة إلى هؤلاء برز اسم هَنا كسباني كوراني، تلك الشابّة التي لم تكتفِ بالبقاء ضمن حدود مجتمعها، بل شقّت طريقها نحو الضفّة الأخرى من العالم.

هَنا كوراني

دخلت كوراني مجتمع النخبة الأميركيّ بجرأة لافتة، لتشارك العام 1893 في المؤتمر النسائيّ العالميّ الأوّل في شيكاغو، حيث وجدت نفسها وسط حركة فكريّة نسائيّة عالميّة آخذة في التشكّل. هناك، لم تكن مجرّد متفرّجة، بل كانت إعلاميّة وخطيبة تُجيد استخدام مهاراتها اللغويّة.

يروي تيسير خلف في كتابه «الحركة النسائيّة المبكرة في سوريّا العثمانيّة»، كيف شكّلت تلك الرحلة محطّة مفصليّة في حياتها، فتوسّعت آفاقها الفكريّة، وصقلت موهبتها في فنّ الخطابة حتّى غدت نجمة في المجتمع الأميركيّ. لكنّ إصابتها بمرض السلّ دفعتها للعودة إلى بيروت، حيث واصلت رسالتها، وأسّست نادي المرأة السوريّة، لتُبقي صوتها حاضرًا، حتّى حين خفت جسدها.

وبحسب تيسير خلف، يذكر في كتاب «أعلام الأدب والفنّ»، أنّ هَنا كسباني وُلدت في قرية كفرشيما المطلّة على ضواحي بيروت، في الأوّل من شباط (فبراير) العام 1870، بينما يشير كتاب «مؤتمر النساء» إلى العام 1871 كتاريخ لولادتها.

نشأت هَنا في بيت منحها أولى بذور المعرفة، فكانت والدتها معلمتها الأولى، تشجّعها على مشاركة أشقّائها في مختلف الأنشطة. وفي السادسة من عمرها أتقنت قراءة العربيّة، وبدأت في الوقت نفسه تعلّم اللغة الإنجليزيّة. وبعد أربع سنوات، التحقت بالمدرسة الأميركيّة للبنات في بيروت، التي أسّسها المرسلون الإنجيليّون، فكان ذلك الباب الواسع لانفتاحها على آفاق جديدة.

في قلب هذا الجوّ النهضويّ الحيويّ، برزت هَنا كسباني كوراني كمترجمة وكاتبة صحافيّة، تساهم في حركة التغيير الفكريّ والاجتماعيّ

لم تكتفِ بالتعلّم، بل سرعان ما أخذت تمارس الكتابة، فكانت تنشر المقالات، وتترجم الروايات، وتؤلّف الرسائل، وتدرّس في مدرسة الأحد، وتلقي الخطب في النوادي الثقافيّة. وعند بلوغها السادسة عشرة، تزوّجت من أمين كوراني، لتبدأ مرحلة جديدة أصدرت فيها كتابًا عن الأخلاق والعادات.

الأجواء النهضويّة

ممّا لا شك فيه أنّ الدعوة التي وجّهتها رئيسة المؤتمر النسائيّ، بيرثا هونوريه بالمر، إلى هَنا كسباني وعدد من الناشطات والأديبات السوريّات لحضور مؤتمر شيكاغو، إضافة إلى أخبار حركة حقّ التصويت للمرأة في الولايات المتّحدة وأوروبّا، ساهمت بشكل كبير في تحفيز مثقّفي ومثقّفات المشرق على إعادة فتح النقاش العام حول المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع.

وكان هذا النقاش قد بدأ منذ أربعينيّات وخمسينيّات القرن التاسع عشر على يد روّاد النهضة مثل بطرس البستانيّ وأحمد فارس الشدياق.

رأى البستانيّ أنّ حقّ المرأة في التعليم جزء من رؤيته لـ “المرأة المثاليّة” التي تبقى في نطاق بيتها وتعليم أطفالها، بينما ذهب الشدياق أبعد من ذلك، فدعا إلى المساواة الكاملة بين النساء والرجال، بما في ذلك حقّ المرأة في العمل، واختيار الزوج، وطلب الطلاق.

وفي هذا الجو الفكريّ، جاءت مقالات الأديبة ماريانا مراش الحلبيّة التي نشرتها مجلّة الجنان، تدعو إلى منح المرأة مكانة توازي مكانة الرجل. وقد وجدت هذه الأفكار صدى لدى مثقّفات العصر، ممّا أدّى إلى تأسيس جمعيّة الباكورة السوريّة، التي لم تخلُ خطبها من السخرية من مزاعم أنّ تعليم النساء سيحوّلهنّ إلى “ساحرات”، إذ ذكّرت الخطيبة في أنّ معظم السحرة والمنجّمين في مصر وغيرها كانوا من الرجال لا من النساء، فلا مبرّر إذن لهذا الخوف.

هكذا، وفي قلب هذا الجوّ النهضويّ الحيويّ، برزت هَنا كسباني كوراني كمترجمة وكاتبة صحافيّة، تساهم في حركة التغيير الفكريّ والاجتماعيّ التي كانت تتشكّل آنذاك.

سجال زينب فوّاز وهَنا كسباني

حين وصلت دعوة بيرثا هونوريه بالمر إلى هَنا كسباني، كانت الأخيرة تخوض سجالًا صحافيًّا مع زينب فوّاز، فقد نشرت كوراني في جريدة لبنان مقالة بعنوان “المرأة والسياسة”، أكّدت فيها أنّ المرأة لا تستطيع الجمع بين العمل الخارجيّ وأداء واجباتها تجاه الزوج والأولاد، وأنّ هذه الواجبات المنزليّة طبيعة للنساء، سنّها الله لهنّ، ولا يجوز تجاوزها، وإلّا لاختلّ نظام الكون وتبدّلت قوانين الطبيعة. كذلك انتقدت نساء إنكلترّا لمطالبتهنّ بدخول معترك السياسة.

ردّت زينب فوّاز في جريدة النيل القاهريّة مؤكّدة أنّ الرجل والمرأة متساويان في القدرات العقليّة، وأنّهما عضوان متكاملان في جسم المجتمع، يحقّ لكلّ منهما الاشتراك في الأعمال، بما فيها السياسيّة، متى امتلكا الكفاءة. ورأت أنّ تعليم المرأة جميع العلوم لا معنى له إن لم يُترجم إلى مشاركة فعليّة في الحياة العامّة. وخلصت إلى أنّ المرأة لم تُخلق للبقاء في حدود المنزل، بل لتشارك الرجل في جميع مجالات العمل، خلافًا لرأي كوراني.

في تلك المرحلة، مالت أفكار كوراني إلى الطرح الإصلاحيّ الذي تبنّاه بطرس البستانيّ، والقائم على تعليم المرأة وتأهيلها لبناء الأسرة، فيما تبنّت زينب فوّاز موقفًا أكثر راديكاليّة على طريقة أحمد فارس الشدياق، مضيفة إليه مطلب مشاركة المرأة في السياسة ترشّحًا وانتخابًا، مستندة إلى ثقافتها التاريخيّة التي أثمرت كتابها الموسوعيّ الدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور، وإلى قراءة نقديّة للمفاهيم السائدة في النصّ الإسلاميّ حول تفضيل الرجل على المرأة.

الحركة النسائية المبكرة في سوريا العثمانية: تجربة الكاتبة هنا كسباني كوراني 1892-1896
مشاركة نسائيّة صعبة

ذكرت بالمر أنّ السوريّات اللاتي تواصلت معهنّ كتابيًّا أكّدن لها استحالة تشكيل لجنة رسميّة في البلاد بسبب الأعراف الاجتماعيّة التي تمنع النساء من الإقدام على مثل هذه الخطوة. وأوضحت أنّ الحكومة في سوريّة– أيّ الوالي ومجلس الولاية– أبدت ترحيبها بالمساعدة في إرسال مجموعة من المشغولات بشكل غير رسميّ للمشاركة في المعرض النسويّ.

كانت بالمر تظنّ أنّ مراسلة أمّهات أو زوجات ملوك وزعماء الدول ربّما تذلّل العقبات البيروقراطيّة والاجتماعيّة، وتشجّع الحكومات على تشكيل لجان نسائيّة للمؤتمر. وانطلاقًا من هذه الفكرة، أرسلت رسالة إلى السلطانة برستو قادين، الأمّ الروحيّة للسلطان عبد الحميد الثاني، تدعوها فيها إلى حضور المعرض برفقة لجنة من النساء التركيّات. لكنّ الردّ جاء من السلطنة العثمانيّة حاسمًا، موضحًا أنّ السلطانة الأمّ مسنّة ونادرًا ما تغادر القصر، وأنّها لا ترغب في تلقّي مثل هذه الدعوات مجدّدًا.

وفي تصريح لها قالت بالمر إنّها خاطبت نساء سوريّة ومصر تحثّهن على الاتّحاد وجمع ما يمكن من مصنوعات أيديهنّ، وعدم تفويت الفرصة لإرسالها إلى المعرض. وأشارت إلى أنّها تلقّت رسائل عدّة من سيّدات فاضلات في سوريّة ومصر، أظهرت عزمًا كبيرًا على الإنجاز إذا ما توافرت لهنّ السبل والوسائل.

كوراني كانت الوحيدة من بين ست نساء سوريّات دُعِين إلى مؤتمر شيكاغو فوافقت على السفر، ما أثار جدلًا صحافيًّا. في المقابل، امتنعت أستير أزهري عن السفر لأسباب مرتبطة بالطبيعة الاختياريّة للمشاركة، ولم يكن هناك تفاعل بينها وبين كوراني على رغم تقاربهما الجغرافيّ والاهتمام المشترك. أزهري كانت تدعو إلى مساواة كاملة بين الجنسين، بما في ذلك حقّ العمل خارج المنزل. أمّا زينب فوّاز، فقد برّرت عدم سفرها إلى الولايات المتّحدة بعدم وجود “محرم”، لكنّها شجّعت النساء السوريّات والمصريّات على المشاركة في المعرض من خلال إرسال مشغولاتهنّ.

خطيبة في شيكاغو

في مؤتمر شيكاغو سنة 1893، برزت هَنا كوراني كخطيبة بارعة ومتحدّثة مؤثّرة أمام جمهور نسائيّ عالميّ. ارتدت زيًّا تقليديًّا من أزياء سوريا في القرن التاسع عشر. شاركت في فعاليّات المؤتمر وعرضت أشغالًا يدويّة كشهادة على مهارة النساء الشرقيّات وعزيمتهنّ.

تطرّقت كوراني  إلى مفهوم المساواة، موضحة أنّ المساواة بين الجنسين لا تعني تطابق الأدوار، بل تكامل الأدوار في خدمة المجتمع والبشريّة

لقيت كلماتها ترحيبًا كبيرًا، إذ نشرت صحيفة Chicago Tribune خبرًا يشيد ببلاغتها وموضوع حديثها الذي ركّز على التقدّم في أوضاع نساء الشرق، مشدّدة على أهمّيّة الواجبات المنزليّة للمرأة الشرقيّة ومؤكّدة تفوّقهنّ في هذا المجال، مع حاجتهنّ إلى مزيد من التعليم.

في كلمتها التي حملت عنوان «مجد الأنوثة»، انتقدت هَنا كسباني رأي الفيلسوف روسّو الذي اعتبر مجد المرأة في «كونها مجهولة»، معتبرة هذا الموقف إنكارًا لقدرات النساء وموقفًا ذكوريًّا. وأكّدت أنّ مجد المرأة الحقيقيّ ينبع من التقوى والطهارة، مشدّدة على أنّ العلم والحكمة يكملان هذا المجد.

وتطرّقت أيضًا إلى مفهوم المساواة، موضحة أنّ المساواة بين الجنسين لا تعني تطابق الأدوار، بل تكامل الأدوار في خدمة المجتمع والبشريّة.

في رسالة خاصّة لصديقتها هند نوفل، عبّرت كوراني عن استغرابها لموقف نساء أميركا اللواتي، على رغم تقدّمهنّ، لم يقتنعن بالدور الذي خصّصه الله لهنّ، وانتقدت طموحاتهنّ السياسيّة التي ترى أنّها تزعزع استقرار الأسرة والمجتمع، داعية إلى تعزيز مكانة النساء المظلومات بدل التنافس مع الرجال.

على رغم تمسّكها بالمواقف المحافظة حول دور المرأة، تمكّنت كوراني من بناء علاقات مهمّة في المجتمع الأميركيّ، ما ساعدها في الدفاع عن صورة الشرق وهويّته في المحافل العالميّة.

جورج إليوت سوريا

قضت هنا كسباني عامين في نيويورك شاركت خلالهما بنشاطات أدبيّة واجتماعيّة عديدة، معربة عن خشيتها من العودة إلى سوريا بسبب رفض الحكومة لأفكارها التقدّميّة.

على الرغم من اهتمام الصحافة الأميركيّة بفعاليّاتها، لاحظت جريدة “كوكب أميركا” إهمالًا من السلطنة نشاطاتها، ما يعكس الموقف السلبيّ للسلطة العثمانيّة تجاه تمثيل نساء سوريا في مؤتمر شيكاغو، وهو تعبير عن تعقيدات سياسيّة أعمق متعلّقة بمطالبات سوريّا بالاستقلال أو اللامركزيّة آنذاك.

في محاضراتها، تحدّثت كوراني عن حاجة بلادها إلى تعليم شامل يرفع مستوى الشعب بعيدًا من الطائفيّة. وأوضحت أنّ النساء في بلادها يبدين جهدًا كبيرًا في التخطيط بدل السيطرة بالقوّة. كذلك ناقشت واقع التعليم في سوريا الذي يهدف إلى تحسين شروط المنزل وليس لتأهيل النساء لمهن كالمحاماة أو الطبّ، معترفة بأنّ المجتمع الشرقيّ لم يكن مستعدًّا بعد لقبول النساء في الأعمال على قدم المساواة مع الرجال.

لقبت أحيانًا بـ «جورج إليوت السورية»، وحظيت خطاباتها في الولايات المتّحدة باهتمام واسع، حيث تحدّثت عن عادات المسلمين وانتقدت تزويج القاصرات وتعدّد الزوجات، وأشادت بالعمران. في العام 1894، استمرّت كوراني في النجاح كخطيبة محترفة في المجتمع الأميركيّ النخبويّ، مع تحوّل فكري مهمّ جعلها أكثر جرأة في نقد المجتمع الذكوريّ الشرقيّ، ودعوتها العلنيّة للمساواة في الحقوق السياسيّة، مع حفاظها على تقديرها لخصائص المجتمع الشرقيّ وانتقادها لمادّيّة المجتمع الأميركيّ.

صداقة مُلهمة

خلال تواجدها في الولايات المتّحدة، بدأت تحوّلات فكريّة ملحوظة في موقف هَنا كسباني تجاه حقوق المرأة والمشاركة السياسيّة، بخاصّة بعد صداقتها مع ماي رايت سيوول، إحدى أبرز رموز الحركة النسويّة الأميركيّة والداعيات لحقّ التصويت، والمؤسّسة لنادي إنديانابّوليس النسائيّ، التي كانت من أبرز المناصرات للمساواة الكاملة بين الجنسين. وقد تأثّرت كوراني بها بشدّة، فبدأت تخطو خطوات نحو المطالبة بالمشاركة السياسيّة للمرأة، وإن كانت بشكل متدرّج وبعيدة من المطالبات بالمساواة التامّة.

لم تخض هنا كوراني إذًا تجربة انفتاحها الفكريّ دفعة واحدة أو لمجرّد إعجاب بالمجتمع الأميركيّ، بل جاءت هذه النقلة من خلال تجربة عمليّة في بيت صديقتها ماي رايت سيوول.

وفي خطاب ألقته في قاعة مدرسة الأحد، حثّت النساء على المطالبة بحقوقهنّ الطبيعيّة، وناشدتهنّ بعدم الاعتماد على الرجال لتحرير أنفسهنّ، معتبرة أنّ الرجال يحتكرون السلطة ويهيمنون عليها غالبًا. توسّعت كسباني في خطابها لتشمل موضوعات تنويريّة، أشادت فيها بدور العمل المنتج، ودعت إلى تحمّل المسؤوليّة العامّة، وحثّت النخب النسائيّة على الانخراط في الشأن العام.

ساهمت هذه التجربة في نضج رؤية كوراني النهضويّة، التي اعتبرت تحرير المرأة جزءًا لا يتجزّأ من النهضة الشاملة للمجتمع.

خاتمة الرحلة في كفرشيما

في العام 1895، عادت هّنا كسباني إلى بيروت بعد إصابتها بمرض السلّ، حاملة معها رؤى النهضة النسائيّة الجندريّة الليبراليّة التي تبنّتها خلال وجودها في الغرب. في خطاباتها، دعت إلى إصلاح شامل ينهض بالوطن عبر إشاعة العلم والعمل ونبذ الفساد والانقسامات. أشادت بالمرأة الغربيّة المتعلّمة والمنظّمة، التي تجمع بين النجاح المهنيّ وإدارة البيت، وحثّت نساء بلادها على الاعتماد على الذات وعدم انتظار مبادرات الرجال الذين احتكروا السلطة وادّعوا التفوّق. كذلك رأت كوراني أنّ تاريخ النهضة النسائيّة الغربيّة يُثبت أنّ النساء لم يحصلن على حقوقهنّ إلّا بمثابرتهنّ وجهودهنّ. وبناءً على ذلك، أسّست ناديًا للنساء السوريّات.

قبل وفاتها العام 1898، أحرقت دفاترها وبعض مخطوطاتها وصورها، خوفًا من انتقال عدوى السلّ، وتوفّيت في بلدتها كفرشيما. لتكون مسيرتها علامة فارقة في الحركة النسائيّة في المشرق، محقّقة توازنًا بين تطلّعات التغيير والتمسّك بالهويّة المحلّيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى