أشعار محمود درويش تصدح في «أصحاب»
واصلت مقهى «أصحاب» من خلال التحيات التي تحييها بانتظام تكريم «الكبار» من الفنانين والشعراء الذين توالت المقهى على إحياء ذكراهم.. هذه المرة كانت التحية لشاعر فلسطين محمود درويش الذي كان له في المقهى سهرة مميزة تحية لذكراه.
الأمسية حضرها حشد مميز من ذواقة الشعر ومحبي الفن، حيث افتتحها المحامي مجيد ابراهيم بكلمة قال فيها:
من أصعب ما واجهته هو الكتابة عن شاعر كمحمود درويش. شاعر شطر اللغة إلى ذرّات ونظر إلى عناصر الطبيعة والعلاقات والمشاعر الانسانية كالحب والحرب والاحتلال والمقاومة من علٍ وكأنّه طائر أسطورّي يرى ما يحدث على اليابسة وفي أعماق البحار وفي الأودية والقفار.
هل إنّ عمر الشاعر محمود درويش كان كافياً لإحداث هذا الدويّ الهائل في الكتابة شعراً ونثراً؟ وكيف لولد في السادسة من عمره أن يحفظ كلّ إشارات المكان عندما تمّ إقتلاعه في ليل من البيت؟ كيف له أن يحصي الريح التي مرّت وحبّات التوت ودلو البئر وعدد النجوم التي سامرته وهدّأت من خوفه في تلك الوديان من الجليل؟ وكيف له أن يحلم وهو خارج من هدأة نومه إلى الظلمات المفتوحة على المدى والقدر، بحصانه المربوط إلى التينة في الدّار؟ وكيف له أن يسأل ثعالب الكروم، أين له أن يجد وجاراً فيه كتاب ومدفأة ونافذة يعطي عنوانها لعصافير الجليل كي لا تملّ من الإنتظار؟ نافذة لقمر دوّره بيديه وأكل عن سطحه تيناً مجفّفاً شرّحته أمّه أيّام الصّيف.
بعد كلمة ابراهيم ألقى الكاتب والشاعر أحمد بزون مجموعة من القصائد من شعر محمود درويش لا سيما «الجدارية» و«يطير الحمام» وقد أبهرت الحضور الذي صفق طويلاً لبزون. أيضاً ألقت الشاعرة ملاك مكي قصائد لدرويش وأيضاً المحامي مجيد ابراهيم. ثم ألقى الشاعر مصطفى سبيتي قصيدة تلاه الأسير المحرر أنور ياسين وأيضاً ألقى الشاعر والفنان غاندي أبو دياب قصيدة.
أحيا الحفل الفنان عماد بلاني الذي غنى وعزف على العود من أغاني مرسيل خليفة وقصائد محمود درويش فكانت أغاني «أحن إلى خبز أمي»، «عصافير الجليل»، «امر باسمك اذ اخلو الى نفسي»، «ريتا والبندقية» «جواز السفر» وغيرها من الأغاني.