السفير اللبناني في واشنطن غبريال عيسى ل “مناطق نت”: لا حرب مقبلة في المنطقة وأميركا حريصة على استقرار لبنان
زهير دبس
منذ حوالى ثلاثة أشهر تسلم سفير لبنان في واشنطن المهندس غبريال عيسى مهامهه في عاصمة الدبلوماسية في العالم. مواضيع عديدة ومتنوعة طرحناها على السفير عيسى، لم تبدأ بتخليه عن جنسيته الأميركية لمصلحة جنسيته اللبنانية كشرط لتولي المنصب ولم تنتهِ بالحديث عن كواليس السياسة التي يعرف الكثير من تفاصيلها عيسى. وأيضاً صداقته للرئيس ميشال عون الذي اختاره كسفير لهذه المهمة. تحدث عيسى الذي التقته “مناطق.نت” على هامش لقاء الطاقة الاغترابية الذي انعقد في بيروت عن علاقته بالرئيس عون فقال إنها تعود إلى العام ١٩٩٠، حين أسس التيار الوطني الحر في أميركا وحين عملا سوياً لمدة طويلة على إصدار “قانون محاسبة سوريا” الذي أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان في العام ٢٠٠٥. وكشف عيسى أنه كان موفد الرئيس عون إلى سوريا في كانون الثاني من العام ذاته في مهمة خاصة أبلغ فيها عيسى القيادة السورية رسالة من عون يدعوهم فيها للانسحاب بطريقة مشرفة.
٤٢ سنة أمضاها السفير عيسى في أميركا قبل أن يصبح سفيراً. وعن هذه المهمة يقول إن «إشكالية تعترض عمله وهي أن قسماً من الشعب اللبناني تصنفه الإدارة الأميركية في خانة الإرهاب وهذا تحدٍ كبير ويومي أمام عملي لتصحيح تلك النظرة حيث أبذل جهداً مع تلك الإدارة لتوضيح هذا الأمر». في المقابل يضيف عيسى «هناك توافق مع تلك الإدارة على تعزيز دور المؤسسات في لبنان التي تدعمه الولايات المتحدة وتحرص عليه وخصوصاً تعزيز دور الجيش».
عيسى الذي تربطه علاقة مميزة مع الإدارة الأميركية قبل أن يصبح سفيراً يُطمئن أن لا حرب مقبلة في المنطقة ويقول: «بالرغم من ذلك السياسة الخارجية في ظل الرئيس ترامب متحرّكة وتتبدّل بين يوم وآخر، وهذا ما لمسناه منذ حوالى الشهر ونصف حين دُعينا أنا ومجموعة من السفراء إلى محاضرة لرئيس التصميم الاستراتيجي في أميركا براين كوك حين قال لنا إنهم لن ينسحبوا من الاتفاق النووي بل سيعملون على إدخال تعديلات عليه من خلال ملاحق، وهذا الأمر لم يحصل وتبدّل كلياً منذ أيام». لكن يؤكد عيسى حرص الإدارة الأميركية على مسألة الاستقرار في لبنان وسعيهم الدائم لتحقيقه وهذا ما يلمسه من خلال لقائه بالمسؤولين الأميركيين. يضيف عيسى «هناك هاجس أميركي من أن تفلت الأمور عن السيطرة في منطقة مشتعلة تتواجد فيها قوى إقليمية ودولية كثيرة. ويضيف: «نتفق مع الإدارة الأميركية حول قضايا معينة ونختلف على أخرى، ولكن هذا الخلاف يبقى ضمن الأطر الديبلوماسية».
هل هناك سياسة خارجية واحدة وموحدة للبنان؟ سؤال طرحناه على السفير عيسى الذي أجاب بالنفي قائلاً: «هناك سياسة خارجية واحدة نطل بها على العالم». يضيف: «حتى بالنسبة لمطلب الإدارة الأميركية بحصرية السلاح بيد الدولة فنحن لا نعارض هذا المطلب لكن له شروطه، ولا يحصل من خلال نزع هذا السلاح بالقوة، وهذا ما أقوله للإدارة الأميركية بأن هناك قسماً من الشعب اللبناني بحاجة إلى تطمين، وأيضاً تطوير الجيش وتعزيز قدراته وهذا ما تواظب الولايات المتحدة عليه بالرغم من بعض الأصوات في مجلسي الشيوخ والنواب التي تدعو إلى قطع المساعدات عن الجيش.
يتابع عيسى «دائماً أقول للإدارة الأميركية بأن مطلب نزع سلاح حزب الله يؤدي إلى حرب أهلية وهذا ما لن نسمح به في لبنان، وهذا الموضوع من الثوابت بالنسبة للرئيس العماد ميشال عون». وطمأن عيسى بأن المساعدات الأميركية إلى الجيش باقية ومن الممكن أن تزداد وتيرتها في السنة المقبلة، وهذا «ما قاله لي مسؤولون في الإدارة».
أنا سفير كل لبنان وانتمائي السياسي إلى تيار رئيس الجمهورية لا يمنع من أن أؤدي دوري على أكمل وجه في خدمة لبنان.. هذا ما قاله عيسى في معرض رده على تلك الإشكالية. ويضيف: «لا أخجل بانتمائي السياسي، هذا ما كنت عليه وهذا ما سأبقى عليه ولن أغير قناعاتي، لكن ألتزم بقرارات الحكومة الجامعة وأنا أتلقى التعليمات من وزارة الخارجية التي تشكل جزءاً من هذه الحكومة». أما بالنسبة للعلاقة مع المغتربين المنتشرين في أميركا فالعلاقة معهم واحدة لا يحكمها أي انتماء سياسي أو غيره فالجميع سواسية.
شقين يتوزع عمل السفير بينهما الشق الديبلوماسي والآخر هو رعاية شؤون اللبنانيين في أميركا. كيف يوازي السفير في عمله بين هذين الشقين سؤال طرحناه على عيسى فقال: «مهماتي بالدرجة الأولى سياسية وقنصلية ومن ثم الاهتمام بالمجتمع اللبناني الذي يعيش في أميركا، وفي هذا الإطار أقول أنا مغترب وأعرف المشاكل التي يعاني منها المغتربون وما هي حاجاتهم، وأعمل قصارى جهدي لتلبية مطالبهم.. نشجعهم على التقدم لاستعادة الجنسية والتواصل مع بلدهم الأم». عن مشاركة المغتربين في الانتخابات يقول عيسى «أنجزنا العملية الانتخابية في الخارج على أكمل وجه، والمشاكل التي اعترضتنا بسيطة وغير مؤثرة».
أتصرف بشكل تلقائي عندما يتعلق الأمر بلبنان ومصالحه… هذا ما قاله عيسى وأضاف: «لا أتردد في الرد في حال تعرّض أحد ما للبنان وهذا ما حصل عندما أساء رئيس اللجنة الخارجية في الكونغرس إلى مقام رئيس الجمهورية ووزير الخارجية».