بعدما حلقت عالياً.. هل تنخفض أسعار البندورة؟
“حوّلوا مصرياتكن بندورة”.. لعل هذه الجملة الساخرة التي تداولتها الناس في الأيام القليلة الماضية تعبّر عن الأرقام الجنونية التي وصلت إليها أسعار الفاكهة الحمراء “البندورة”، حيث تدرجت من العشرين ألفًا الشهر الماضي مروراً بالثلاثين فالأربعين، لتصل مؤخراً إلى أعتاب الستين ألفاً.
الأمر لم ينسحب على منطقة بعلبك-الهرمل أو سهل البقاع الذي طالما كان مشهوراً بمزروعاته، فالبقاعيون ومنذ شهر تقريباً يشترون البندورة بأسعار جنونية، حيث كان من المفترض أن تكون أثمانها أقل من ذلك بقليل.
كثيرة هي الأسباب التي تلاقت ليصل السعر إلى ما هو عليه، فمن جهة كان الاستيراد من الخارج بالدولار، ومن جهة ثانية كان الصقيع الذي ضرب مواسم البندورة في عكار والعديد من المناطق اللبنانية.
أحد المزارعين في منطقة مشاريع القاع تحدث لـ “مناطق نت” قائلاً “إن هذا الارتفاع الجنوني في أسعار البندورة مردّه في البداية إلى سببين، الأول هو النقص في الإنتاج المحلي اللبناني، والثاني يعود إلى الاعتماد على البندورة المستوردة وهذا ما جعل أسعارها ترتفع نتيجة التسعير وفق دولار السوق السوداء”.
عواصف نالت من الإنتاج المحلي
أثّرت موجة الصقيع التي ضربت لبنان أواخر آذار ومطلع نيسان على العديد من المزروعات، لذلك تأثر الإنتاج المحلي اللبناني من البندورة بشكل كبير بهذه الموجة، وما تبقى من كميات الإنتاج لا يذكر.
ويقول مزارع آخر أنه حتى البندورة التي تأتي من سوريا إلى منطقة البقاع ارتفع سعرها داخل الأراضي السورية، تزامناً مع الارتفاع العالمي لسعر البندورة، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بعد دخولها الأراضي اللبنانية أيضاً.
الموسم المقبل
انصرف المزارعون في البقاع منذ أكثر من شهر إلى زراعة شتول البندورة في العديد من مناطقه، سواء في مشاريع القاع أو في الشواغير والشلمان في الهرمل، وقاموا بزراعة مناطق واسعة بالبندورة، لكنها تحتاج إلى وقت يتعدى الشهر لتثمر وتغطي الأسواق اللبنانية، سيؤدي ذلك حتماً إلى مشهد ضبابي لجهة أسعار البندورة وارتفاعها.
حول توقعاته لناحية الأسعار يوضح المزارع أنه لا يتوقع انخفاض أسعار البندورة بشكل كبير وملحوظ، والسبب في ذلك بحسب المزارع يعود للكلفة العالية للإنتاج التي يتكبدها المزارع ما بين أسعار الشتول وأعمال الري وأسعار المحروقات المرتفعة وأيضاً النقل وغيرها الكثير من التفاصيل. وأشار إلى أن المساحات المزروعة في البقاع لا تكفي حاجة البقاعيين، لذلك فإن المتوقع حسب المزارع أن تحافظ البندورة على ارتفاع أسعارها إلا في حال هبوط أسعارها عالمياً.
الارتفاع لا يقتصر على لبنان
ارتفاع أسعار البندورة لم يقتصر على لبنان وحده، فالعديد من دول الجوار العربي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أسعاره البندورة بدأ مع بداية شهر رمضان واستمر إلى اليوم، ويعزون هذا الارتفاع إلى موجة الصقيع التي ضربت المزروعات.
فبحسب وسائل إعلام هذه الدول وصل سعر كيلو البندورة إلى أكثر من دينار في الأردن، وفي فلسطين وصل إلى ١٥ شيكلاً أي ما يعادل ٣.٣ ديناراً اردنياً، وفي سوريا ٤ آلاف ليرة سورية، وفي مصر وصل إلى ٢٠ جنيهاً مع العلم أن مصر تعتبر من أكبر الدول عالمياً في زراعة البندورة، وفي العراق وصل إلى ١٥٠٠ ديناراً عراقياً.
ليست البندورة وحدها التي ارتفع ثمنها، حيث أن موجة الارتفاع هذه لامست كل الخضار والفواكه على أنواعها، تضافرت الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، والنتيجة واحدة أنها زادت هموم البقاعي واللبناني على حد سواء.