بعد انقطاع طويل.. نساء عدن إلى مقاعد الدراسة وتفوّقنَ
نساء كثيرات، من جيل مضى، أعدادهنّ لا تُحصى، لم ترحمهنّ الحياة والتقاليد والظروف القسريّة، فتركنَ الدراسة في سنٍّ مبكرة؛ مِنهنّ مجموعة عاشت ذكريات كاملة وحميميّة مع المدرسة ومقاعدها ومع الأصدقاء، وكان حلم كل واحدة منهنّ يكبر كلّما نجحت مرحلةً وعَلَت، لكنها في مرحلة ما انتُزعت عن مقعد الدراسة لأسباب قسريّة تتعلّق بالأهل والظروف أو لإدخالها قفص الزوجيّة.
ربّما تعايشت النساء ممّن خرجنَ من المدرسة في سنٍّ صغيرة جدًّا، أو أولئك اللواتي لم يدخلنَ فضاءاتها أصلًا، على فكرة ترك الدراسة والتعلّم، لأنهنّ ببساطة لم تجمعهنّ مع المدرسة ذكريات مرتبطة بالطفولة، أمّا اللواتي درسنَ وتفوّقنَ ومسّدنَ طويلًا على أطراف أحلامهنّ المرتبطة بالمدرسة، فيعشنَ العمر وهنّ يتذكّرن بحنين مستبدّ أيّام الدراسة ومقاعدها، ويعرضن تلك الأيّام بوصف دافئ دقيق، قدر ما التصقت في أنفسهنّ، على أنّها أيّام باتت بعيدة المنال، لكنّها مُشتهاة.
من هؤلاء النسوة، مَن احتفظت بحلمها وكبّرته، وهي ترى أولادها يدخلون إلى المدارس ويتخرّجون، غير أنّها لم تتخلّ وعادت في سنٍّ متقدّمة إلى مقاعد الدراسة وجلست على المقاعد ذاتها التي يجلس عليها أولادها.
“الأمومة دافعي الأوّل”
وُلدت هدى عيسى (51 عامًا) في بلدة “مشغرة” الجنوبيّة، ودرست في مدرسة “الراهبات”، ثمّ تنقّلت بين “تكميليّة البنات” في مشغرة ولاحقًا في مدينة صيدا، وأتمّت دراسة السنة الثانويّة الأولى في “ثانوية البنات” في صيدا.
ودّعت هدى مقاعد الدّراسة قبل أن تبلغ حلمها بقليل، “كان عمري 15 عامًا، توقّفت عن الدراسة عندما تخرّجت من الصّف الأوّل الثانوي، اضطرارًا لظروف عائليّة أجبرتني على التخلّي عن المدرسة التي كنت أحبّها جدًّا وكنت من المتفوّقات فيها بين إخوتي” تقول.
وتتابع هدى: “أمضيت طفولتي بين الكتب والشّعر، من جهة كنت أحبّ القراءة والدراسة، ومن جهة أخرى كنت أنظم الشعر، أيّ أنّني كنت صاحبة حلم ورؤية. ولكن كلّ ذلك تبدّد في لحظات”.
حملت هدى مسؤوليّة كبيرة في سنٍّ صغيرة، فبين مرض أمّها المزمن ومهمّة الاهتمام بإخوتها السّتة، اضطرّت إلى ترك المدرسة، تقول لـ”مناطق نت”: “أختي الكبيرة تزوّجت في حينه، فتولّيت عنها مهمّة رعاية إخوتي، كنت الأمّ والأب في المنزل، وأمّي رحمها الله كانت بحاجة لمن يعتني بها، وهذا لم يترك لي أدنى وقت للمدرسة”.
تزوّجت هدى بعد سنوات قليلة، وانتقلت نحو مسؤوليّات أخرى، ظنّت أنّها أزاحت من دربها حلم الإلتحاق بالمدرسة، وصار لديها أولاد علّمتهم وتعلّمت من خلالهم، تقول: “عندما بدأت بتدريس أولادي عاد إليّ الشغف بالدراسة، فصرت أتعلّم معهم. أنا بالأصل أعرف اللغة الفرنسيّة، ولكنّني من خلال أولادي تعلّمت اللغة الإنكليزيّة، والتحقت بالمدرسة المهنيّة في الصفوف الإنكليزيّة، مع ابنتي الثانية التي تدرس في المهنية ذاتها”.
هدى عيسى: عندما بدأت بتدريس أولادي عاد إليّ الشغف بالدراسة، فصرت أتعلّم معهم ومن خلالهم. أنا بالأصل أعرف اللغة الفرنسيّة، ولكنّني من خلال أولادي تعلّمت اللغة الإنكليزيّة، والتحقت بالمدرسة المهنيّة في الصفوف الإنكليزيّة.
العودة إلى مقاعد الحلم
بعد غياب طال أكثر من 35 عامًا، عادت هدى إلى مقاعد الدراسة والملاعب الواسعة وصداقات المدرسة والكتب والدفاتر وسهر الليالي الطويل، بعدما “انتسبتُ إلى “معهد صيدا الفنّي المهنيّ والتقني” رفقة ابنتي، في اختصاص الفندقيّة. في البداية وعندما قدّمت أوراقي في المعهد رفضني الناظر العام، ظنًّا منه أنّني لن أتأقلم مع زملاء الصفّ بسبب تفاوتنا في العمر والاهتمامات”.
وتتابع هدى: “لم يتوقّع الناظر العام أو أساتذتي أنني سأنسجم مع زملائي إلى هذا الحدّ، فهم أصدقائي اليوم أمازحهم وأتحدث إليهم دائمًا، وأساعدهم في الدراسة، وهم في المقابل يبادلونني الحبّ ويكنّون الاحترام عينه. ولم يتوقّع أساتذتي أيضًا أنّني سأتفوّق في الدراسة، خصوصًا بعد غيابي الطويل عن المدرسة، ظنًّا منهم أنّني نسيت معظم الأساسيّات، وبالتحديد بعض المواد التي تُدرَّس باللغة الأجنبيّة”.
تفوّقت هدى لسنتين على التوالي وحازت المرتبة الأولى بين صفوف دفْعَتِها برغم اختصاصها الصعب. ويشير الناظر العام الذي كان متردّدًا في تسجيلها لـ”مناطق نت” إلى “أنّني “فخور بهدى وبأمثالها ممّن يقرّرون متابعة الدراسة برغم كلّ الظروف، فهي فخر لنا وللمعهد، وأنا ممتنّ لأنّها هنا وبيننا”.
وردًّا على سؤال حول اختيارها هذا الاختصاص بالتحديد؟ تقول هدى: “لأنّني أحبّ إعداد الطبخ، وبطريقة أو بأخرى كان المطبخ والعائلة من سلبا علمي وسنوات دراستي. لكنني لم أنقم على المطبخ، بل أحبّ اختراع المأكولات اللذيذة والمختلفة، وكنت أتلقّى دائمًا المديح على طبخي، لذلك اخترت هذا الاختصاص مع أنّه صعب، ليس في الدراسة فحسب، بل لاحقًا في سوق العمل، خصوصًا لإمرأة في عمري”.
وتختم هدى: “إنّ زوجي وأولادي وإخوتي وعائلتي لم يكونوا يومًا عائقًا أمامي، بل هم دافعي الأوّل لمتابعة دراستي، وسأسعى نحو الجامعة لأكمل ما كنت أطمح إليه دائمًا منذ كنت طفلة”.
العبور بين الحرب والحرب
نشأت الدكتورة رباب دبس (60 عامًا) في مجتمع تقليديّ محافظ في أحد أحياء منطقة الشيّاح في الضاحية الجنوبية لبيروت، تقول: “عشت مراهقة مبتورة، لا صور واضحة في بالي منها سوى أطياف. تلقّيت تعليمي الإبتدائيّ في إحدى مدارس منطقة الشيّاح، كنت في الثانية عشرة من عمري عندما ارتأى أهلي أن يرسلوني إلى الجمعيّة الخيريّة الثقافيّة، وهي جمعيّة مخصّصة لتعليم الفتيات فنّ الخياطة والتدبير المنزليّ”.
وتتابع لـ”مناطق نت”: “توقفت عن ارتياد المدرسة وأنا في سنّ صغيرة، ما شكّل عندي حزنًا كان يكبر يومًا تلو يوم، خصوصًا عندما كنت أرى التلامذة عائدين من مدارسهم، بينما أنا خارج هذا العالم. كرهت المعهد وتمرّدت كما يتمرّد الصغار على الأمور التي يُرغمون على تنفيذها، قرّرت ألّا أنجز أيًّا من فروض المعهد آنذاك، وخصوصًا خياطة الفساتين الورقيّة التي كان علينا أن ننجزها كبروڤا”.
راح حلم رباب الطفلة بالعودة إلى المدرسة ينمو ويكبر إلى أن أصبح هاجسًا ثقيلًا، “كان المنقذ آنذاك أخي الأكبر، حينما اتّخذ قرارًا بإعادة تسجيلي في الأول تكميليّ في إحدى المدارس الرسميّة. لم تكن العودة إلى مقاعد الدراسة بالأمر السهل بعد انقطاع دام سنتين، وما زاد الأمور صعوبة هو اندلاع الحرب الأهليّة، ما اضطرّنا إلى التنقّل بين قريتنا أنصار وبيروت عدّة مرات، وبين مدّ وجزر أنجزت شهادة البروفيه ومن ثمّ شهادة مهنيّة مكّنتني من الانتساب إلى كلّيّة الاقتصاد”.
العودة الثانية
مرة أخرى تواجه رباب ظروفًا اقتصاديّة واجتماعيّة صعبة، فضلّا عن الأمن المفقود الذي كان يعاني منه البلد، كل ذلك شكّل حاجزًا منعها من متابعة اختصاصها الجامعي.
تقول: “انكبّيت على القراءة بشكل كثيف، عملت في عدد من المؤسّسات الثقافيّة والنوادي، كانت طريقًا شاقّة وصعبة جدًّا، إلّا أنّ حلمي في متابعة الدراسة لم يغب لحظة. أكثر من خمس وعشرين عامًا مرّت على تركي كلّيّة العلوم الاقتصاديّة حتّى جاء اليوم الموعود في عودتي إلى مقاعد الدراسة. وكان تخصّص العلوم الاجتماعيّة هو ما أتوق إلى دراسته”.
هكذا عادت رباب إلى مقاعد الجامعة وهي في السابعة والأربعين من عمرها، “وفي أوّل يوم دوام في الجامعة شعرت بالارتباك والحيرة، خصوصًا عندما شاهدت الطلاب ومعظمهم في سنّ العشرين، وتساءلت بيني وبين نفسي: ماذا لو ظنّ أحدهم أنّني من أفراد الهيئة التعليميّة وطرح عليّ سؤالًا ما؟ بماذا سأجيبه؟”.
رباب الدبس: في أوّل يوم دوام في الجامعة شعرت بالارتباك والحيرة، خصوصًا عندما شاهدت الطلاب ومعظمهم في سنّ العشرين، وتساءلت بيني وبين نفسي: ماذا لو ظنّ أحدهم أنّني من أفراد الهيئة التعليميّة وطرح عليّ سؤالًا ما؟
وتضيف: “لقد اعتراني الخوف لدقائق، إلّا أنّني قرّرت الدخول إلى الصف، وأقنعت نفسي أنّ لكلّ شيء بدايةً صعبةً يجب اجتيازها. ولم يخب ظنّي، فما أن وطأت قدماي درج الجامعة حتّى تقدمت منّي طالبة وسألتني: دكتورة، أيّ مادة بتعلّمي حضرتك؟، فأجبتها: أنا طالبة مثلك وفي السنة الأولى. وعندما دخلت إلى الصف وجدت مجموعة طلاب في مثل سنّي، في السنة الأولى، وهذا ما أشعرني بالارتياح”.
وتتابع: “كانت الجامعة إحدى المحطّات الهامّة الجديدة في حياتي، نظرت من خلالها إلى العالم بشكل مختلف، وها أنا وسط المعرفة، علوم ونظريات ومفاهيم وأدوات بحثيّة وعلم نفس اجتماعيّ، وأنثروبّولوجيا”.
حصاد جامعيّ
حصدت رباب الدكتوراه في العلوم الاجتماعية، اختصاص أنثروبّولوجيا، تحت عنوان «صور المدينة في السير الذاتيّة والشفهيّة حالة مدينة بيروت 1920-1975″ من الجامعة اللبنانيّة سنة 2020. كما حصلت على دبلوم دراسات معمّقة في علم الاجتماع (اختصاص انثروبّولوجيا) تحت عنوان “تغيّر مفهوم العيب عند العرب- حالة عرب خلدة- حي القبّة” من الجامعة اللبنانيّة العام 2015.
توضح رباب: “أنا اليوم باحثة، وكاتبة في عدد من المجلّات والمواقع الإلكترونيّة، وناشطة في عدد من المراكز والنوادي الثقافيّة، والحياة محطات، وكثيرًا ما يكون تحقيق البديهي منها صعبًا للغاية، كما هي مسيرتي مثلًا، ذلك أنّ ظروف البشر ليست كلّها متشابهة، كما طموحاتهم فإنّها متباينة كذلك، وما هو أولويّة عند أناس معيّنين ليس مهمًّا عند آخرين. ومهما كان الطموح كبيرًا إلّا أن تحقيقه يبدأ بأصغر الأشياء”.
وتختم رباب: “لست من اللواتي يعتبرنَ أنّ على النساء أن يتعلّمنَ كي يثبتن أنفسهنّ، هذا ما يضع العلم أو الوظيفة شرطًا من شروط الاعتراف بالمرأة وإمكانياتها، بل أقول إنّه يجب على النساء أن يناضلنَ، كي يكنّ كما يرغبن هنّ، أيًّا كانت طموحاتهنّ وأحلامهنّ. أتذكر اليوم الصعوبات التي واجهتها في حياتي. وأنظر إلى ما أنجزته من طموحات علميّة وعمليّة، فأشعر بالفخر والقوة”.
أحلام العدالة والمساواة
“لأنّني البنت التّاسعة في عائلة مكونة من عشر بنات وصبي واحد، لم يفكّر والدي باسمي كثيرًا، ومع أنّني وُلِدتُ صغيرة الحجم جدًّا، ملامحي غير واضحة، نجاتي من الموت لم تكن متوقّعة، فقد أسماني أبي جميلة، ولم أعرف ما الذي حدا به لإطلاق هذا الاسم على مولودة بالكاد تُرى؟”.
وُلدَت الدكتورة جميلة أمين حسين (64 عامًا) في بلدة لبّايا (البقاع الغربي)، وكانت منذ ولادتها ثائرة على كلّ ما حولها، “كان اسمي هو الثقب الأوّل في حياتي، لم استطع أن أرتقه. وكان كذلك اعتراضي الأول على سلطة الاهل، تلاه في ما بعد اعتراضات على العادات والتقاليد والدين، منذ عمر المراهقة. جذبني الفكر الماركسيّ، حلمت بالعدالة والمساواة، حلمت بالتغيير، وعرفت أنّ ذلك لن يتحقّق الّا باستكمال دراستي وتحقيق استقلاليتي”.
وتتابع جميلة في حديثها إلى “مناطق نت”: “درست واجتهدت ونلت شهادة البريفيه في مدرسة القرية بتقدير جيّد جدًّا، خوفًا من أن يخرجني أبي من المدرسة، كان تهديده يخيفني عندما كان يقول: من يرسب يخرج من المدرسة”.
نالت جميلة بعدها شهادة الفلسفة العامّة، وكانت مرحلة مفصليّة بالنسبة لها، إذ تؤهّلها للانتساب إلى الجامعة، “كان حلمي أن انتسب إلى كليّة الاعلام. لكنّني لم أستطع، إذ لم يكن لها فرع في البقاع، والإمكانات المادّيّة للسكن في بيروت كانت معدومة. فصرت أفكّر في حلول أخرى. اضطررت إلى الالتحاق بمهنة التدريس، تعاقدًا في الساعة، وأتقاضى رواتبي في نهاية العام الدراسي، لم تُحلّ المشكلة، والصعوبات ازدادت خصوصًا مع اندلاع الحرب. فتزوّجت باكرًا، كنت صغيرة، في سن التاسعة عشرة”.
أولويّات تسرق العمر
أنجبَت جميلة ثلاثة أطفال. وجدت نفسها أمًّا، أمامها مسؤوليّات كبيرة، “تربية أولاد مع حرب وخوف، كلّ ذلك حال دون متابعتي الدراسة مدة عشر سنوات. لم أنسَ خلالها الجامعة وضرورة متابعة الدراسة. مرّت الأيام والسنون وانتهت الحرب، وتعددت فروع الجامعة في المحافظات ومنها محافظة البقاع، فانتسبت إلى كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، قسم اللغة العربيّة وأنا في الثلاثين من عمري”.
وتضيف: “كانت مرحلة صعبة في البداية، موظّفة في التعليم الرسميّ، أمّ لثلاثة أطفال. لكنّ الإصرار والشغف كانا سببًا بالغًا في تحقيق حلمي. فنلت إجازة في اللغة العربيّة وآدابها، الأمر الذي شجّعني على المتابعة، ونلت شهادة الماجستير في الفنّ الروائيّ والقصصيّ. ها هو حلمي يتحقّق، هذا ما فكّرت به”.
في هذه المرحلة، خاضت جميلة مشاكل وضغوطات عائلية كثيرة، “أدّت إلى تدهور العلاقة بيني وبين زوجي ووجدت نفسي مسؤولة عن شاب وصبيّتين في عزّ مراهقتهما وتعليمهما. الأمر الذي أجبرني على التخلّي عن حلمي لأتحمّل مسؤولية العائلة من دون معين. فهناك أولويّات، الأولاد أوّلًا. قررت مضاعفة العمل، كنت أصل الليل بالنهار، طيلة الأسبوع، على مدى سنوات عشر”.
تخلّت جميلة عن حلمها إلى أن كبر أولادها، وإتمامهم تعليمهم الجامعيّ، وهذا “ما دفعني إلى العودة إلى حلمي الأصليّ. عدت إلى الجامعة ونلت شهادة الدكتوراه بدرجة جيّد جدًّا، وكان حدثًا مفصليًّا في مسيرتي الحياتيّة أعطتني دافعًا حماسيًّا إلى تعزيز نشاطي الثقافي والاجتماعيّ، ما فتح لي فرصة التدريس في الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة، إضافة إلى التدريس في الجامعة اللبنانيّة قسم اللغة العربيّة”.
تختم جميلة: “ها أنّني على أبواب العقد السادس من عمري، أصدرت في خلالها ستة كتب في الأدب والشعر والقصّة القصيرة، إضافة إلى حسن تربية أولادي واستقلالهم عنّي. هذا الأمر يشعرني بالرضى والفخر بما أنجزت وأتممت. لم أسمح للعمر أن يسرق حلمي. أنا من سرقتْ من العمر سنوات كادت أن تعبر سريعة مع ما سبقها، نلت فيها شهادات وحقّقت فيها نجاحات، لست نادمة على شيء. سأكتب أكثر، وأسافر كلّما سنحت الفرصة، وأستمتع بعائلتي وأحفادي وأصدقائي”.