حكمت الأمين.. لماذا هذا الكم الكبير من القرّاء؟
مناطق نت
سببان وراء هذا الكم الكبير من القراءات والمشاركات لموضوع «حكمت الأمين.. الحكيم المجهول الذي وصل تلك الليلة!
للمحامي كمال لحاف» ونشر على صفحتنا «مناطق. نت» والتي تجاوزت عشرات الآلاف. الأول هو الشخصية النادرة للطبيب الراحل حكمت الأمين وإرثه الكبير التي لم تستطع سنوات الغياب الطويلة من الانتقاص منه والتقليل من أهميته، والثاني هو توق الناس وتعطّشها إلى شخصيات مماثلة متفانية كشخصية الأمين والتي يبدو أن الأيام الحالية بخيلة باستيلاد نظيرٍ لها.
وبالرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاماً على استشهاد الأمين، وبالرغم من أن الكثير قد كتب عنه، إلا أن الانتشار الكبير للموضوع وتسجيله مئات المشاركات وعشرات آلاف القراءات من صفحات مختلفة ومتنوعة يعكس ليس فقط الشغف بمعرفة المزيد عن ذلك الرجل الذي أمضى حياته متفانياً في خدمة الناس، بل أيضاً انتفاضة ناعمة مبطنة ضد ما آل إليه آداء الكثير من الأطباء الذين نحوا بمهنتهم إلى نواحي تجارية بحتة بعيدة كل البعد عن رسالة الطب ومعانيها الانسانية.
ما تفتقده الناس الآن وتفتش عنه بلا هوادة وجدته في «حكمت الأمين.. الحكيم المجهول الذي وصل تلك الليلة». فالطبيب الراحل لم يكن طبيباً بالمعنى التقليدي فقط، بل إنساناً ملتزماً عرف كيف يطوّع مهنته في خدمة قضيته الحزبية والوطنية. ويبدو أن القضايا الكبرى والأحزاب الوطنية فقدت الكثير من مضامينها عندما افتقدت نموذج حكمت الأمين.
ما كتبه الأمين تلك الليلة على قصاصة كرتون صغيرة لا يحتاج لشهادات معلّقة على الجدران ولا إلى بيانات مطوّلة وشعارات أصبحت كليشيهات ممجوجة ومملة، بل إلى معاني إنسانية عميقة تجسّدت في نموذج الأمين الذي انحفر عميقاً في وجدان الناس لا تمحوه أياماً كرتونية كالتي نعيشها اليوم.