رسالة إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله!
طانيوس وهبي
الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حفظكم الله.
تحية محبة…… وسلام عتاب.
هي صرخة دوّت في فضاء منطقة بعلبك الهرمل التي اقترن اسمها _ وطوال عقود من الزمن _ بالاهمال والحرمان والتخلف انسلّت من قلب مفعم بالألم والاسى على ما آلت اليه أمور هذه المنطقة التي شرّفت أهلها في يوم من الايام بتوصيف أكرم الناس وأشرف الناس. علّ هذه الصرخة تخترق حجب الحاشية ومنظومة الأمن الحديدية الملزمة بحفظ مقامكم. لتصل الي مسامعكم. وتستقر في عقلكم السليم وفكركم النيّر. وتزاحم اهتماماتكم الكبيرة لتأخذ موقعها ضمن أولويات هذه الاهتمامات لما لها من آثار تركت في العين دمعة وفي الحلق غصة وفي القلب جرح نازف.
سماحة السيد….
ألم تأتيكم انباء المعاناة التي يعيشها أبناء هذه المنطقة المغبونة بسبب الأزمات والمشاكل التي تضرب المنطقة والتي تبدأ بالفلتان الأمني ولا تنتهي بالعحز عن تأمين لقمة العيش. والتي تصل هذه المعاناة إلى حد الأقدام على الانتحار بحيث اضحت هذه الظاهرة هي الحل الامثل للعديد من أرباب الأسر. وقد تكون الخيار الأوحد لشريحة واسعة من الناس لولا الخوف من خسارة الدنيا والآخرة؟
سماحة السيد…..
ألم يتناهى إلى مسامعكم كيف أن الكرامات تُداس على أبواب المستشفيات وتتقمص بثوب الذل والمهانة قبل أن يتأمن لها قميص المرض وسرير للمريض. وان الشرف يخدش في إدارات المدارس بتقبيل الأيادي وخفض الجناح طمعا بتخفيض قسط مدرسي عن اولاد أسرة يعاني ربها شظف العيش ومرارة الحياة. بعد أن تم إفراغ جيوب الناس من الأموال التي بالكاد تكفي للضرائب وبدل خدمات وميض الكهرباء المتقطع وانابيب ضربها الصدأ لانقطاع المياه عنها التي من المفترض أن تجري فيها. واتصالات شبه مقطوعة. وما تبقى بالكاد يكفي للمأكل والمشرب والمسكن. الأمر الذي حذا ببعض النفوس الضعيفة لسلوك سبيل أعمال غير مشروعة كفرض الخوات واقتحام البيوت للسرقة والتشليح على الطرقات وفي وضح النهار. أو الاتجار بالممنوعات التي تحول اصحابها إلى ملاحقين وفارين من وجه العدالة ومجرمين؟
سماحة السيد…..
ان هموم المنطقة وانين أهلها اكبر بكثير من أن يتم حصرها في رسالة او كتاب او حتى مجلد وبلغ السيل الزبى. وهي أحوج اليوم وأكثر من اي وقت مضى إلى التفاتة كريمة منكم. وانتم من خبرتم أهلها ببساطتهم وطيبتهم وعنفوانهم وهم الذين زينوا القرى والبلدات والمدن بخيارات المقاومة. وما بخلوا يوما بتقديم الغالي والنفيس دونها سواء كانت الوجهة جنوبا باتجاه العدو الصهيوني او شرقا باتجاه اوكار العدو الإرهابي.
سماحة السيد حسن…..
ان أهالي منطقة بعلبك الهرمل لا يطلبون الكثير. ويكتفون بالحد الأدنى من الحياة الحرة الكريمة والعيش في واحة من الأمن والأمان والاستقرار. وهذا لعمري لا يستوجب إمكانيات كبيرة ومجهودات خارقة. بل ايعاز إلى السلطات المعنية للقيام بدورها وتحمل مسؤولياتها في كافة الاتجاهات الأمنية والخدماتية والانمائية والاقتصادية. وتفعيل عمل المؤسسات الاستشفائية الحكومية والمدارس والمعاهد والجامعات الرسمية وتحسين ادائهاللحلول بدل المؤسسات الخاصة. واستكمال ما بدأتم به لجهة محاربة الفساد وسد مزاريب الهدر والسرقة. فالبيئة الحاضنة للمقاومة في منطقة بعلبك الهرمل جديرة بالاهتمام وتستحق لفتة ونظرة منكم فيكفيها فخراً انها خزان المقاومة الذي لا ينضب.