فرقة “فريندز” الفلسطينية في مخيم البرج الشمالي.. النضال بالفن

طبل ودف ودربكة وموسيقى، يجتمعون على مائدة فتيات وفتيان، يحاولون تكييف واقعهم المرير بالفرح والبسمة. وإدخال السرور إلى بيئتهم ومحيطهم الاجتماعي المحبط، بفعل الأزمات والانتكاسات.

يتسرب هؤلاء الشبان من أزقة مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين، الذي يجتمع فيه الاكتظاظ السكاني وأكبر عدد لمرضى التلاسيميا وأعداد المغتربين في أوروبا. وشبان آخرون من مخيم الرشيدية وهو أقرب مخيم جغرافيًا إلى فلسطين ليشكلوا معًا فريقًا وقلبًا واحدًا، ضمن فرقة فنية، تجمع العزف والغناء والمسرح “سكتشات” وكل ما يتعلق بالفن الملتزم، الذي يحاكي هموم الناس من فلسطينيين ولبنانيين.

الفرقة الفنية الفلسطينية في مخيم البرج الشمالي

فكرة إنشاء هذه الفرقة، جاءت من رحم معاناة، يلتمسها الشبان في حياتهم اليومية، في الحارات الضيقة، المحظورة على السيارات، والأصوات الخارجة من الشرفات الصغيرة المتداخلة بين البيوت والأولاد الذين يجوبون المتفرعات المفتوحة على وجع الحاضر والمستقبل.

كانت تمارس هذه الفرقة، التي لا تملك من إمكانات سوى الموهبة والأفكار المنفتحة على ثقافات متعددة، تدريباتها في غرفة ضيقة لأحد أعضائها في مخيم البرج الشمالي، إلى أن أتيح لها فرصة في إحدى الجمعيات “حدودنا السما” برئاسة غسان أبو جهجه على تخوم المخيم، فتم احتضان تدريباتهم، التي يتولاها تطوعًا المخرج المسرحي الفنان الفلسطيني محمد الشولي.

يطمح أفراد الفرقة وعددهم أكثر من عشرة أفراد، إنضمت إليها شابة لبنانية من بلدة الناقورة، ومن بينهم الشابة رانيا السيد التي في رصيدها فيلمان يحاكيان الواقع الفلسطيني واللبناني، إلى توسيع انشطتهم وأعمالهم وصولًا إلى الاحتراف.

مصطفى الأحمد شاب عشريني، وهو واحد من المؤسسين يتحدث عن هذا المشروع الوليد نسبيًا، بكل اندفاعة وحماسة. يقول الأحمد لـ “مناطق نت” “كانت البداية من خلال “مزحة” لأخي وصديقه بمشهد تمثيلي، فأقترحت عليهما إنشاء فرقة تمثيلية نهدف من خلالها إلى إدخال الفرح والضحك لقلوب الناس المنهكة من الوضع الاقتصادي والصحي “كورونا” في المخيم والمنطقة. وهذا ما حصل بالفعل خصوصًا أن الأفراد المنضوين فيها يمتلكون مواهب وحب للفن في آن واحد. حيث أطلقنا على الفرقة إسم “فريندز” (أصدقاء) عملنا لفترة مع مسرح قاسم اسطنبولي في صور، ونطمح إلى مزيد من الأعمال، لا سيما وأن التدريبات المتواصلة، تؤمن لنا طريقًا أفضل مع وجود المدرب الشولي واحتضاننا في مركز الجمعية”.

مصطفى الأحمد

يضيف الأحمد “الفن بالنسبة إلينا رسالة انسانية، نسعى من ورائه إلى الفرح وإبعاد الشباب عن الآفات الاجتماعية المستفحلة في هذه الأيام”. مؤكدًا أن المقاطع التمثيلية “سكتشات” تركز على دور الآباء والأمهات والعمال، بقالب توجيهي وتوعوي. مؤكدًا أن العمل ينصب حاليًا على إنتاج عمل مسرحي هادف.

تؤكد نائبة المدير في جمعية “حدودنا السما” التي فتحت أبوابها لأفراد الفرقة “سوسن كعوش” أن الجمعية من أولوياتها تشجيع الأعمال الانسانية، وأن الفن والمسرح الهادفان هما من صلب النشاط الاجتماعي والحث على مساعدة ودعم المهمشين سواء في مجتمع المخيمات أو محيطه اللبناني وسائر المكونات.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى