هل ذهب السنيورة إلى المطار؟
مناطق نت
بعد مؤتمر النائب حسن فضل الله أمس، من المفترض ان يكون الآن الرئيس فؤاد السنيورة متأبطا حقيبته ويضع نظّارات سوداء للتخفي، ومنتظرا في مطار رفيق الحريري الدولي، أول طائرة تريد الإقلاع من لبنان، ويتصل بين الفينة والأخرى بزوجته، مستسفرا عما إذا كان المتظاهرون قد وصلوا وأحاطوا بالمنزل أو دهمه رجال الأمن.
أصغر إتهام للسنيورة، هو إنفاقه مليارات الدولارات بطريقة غير قانونية، وهذا كفيل بإثارة شبهات الهدر حوله، لا بل الاختلاس والسرقة، ولن يقبل أي بلد في العالم لأسباب أخلاقية أن يوفر حماية له من ملاحقة دولة مديونة وتعتاش على تسول المساعدات.
مع ذلك، بضع السنيورة رجليه في ماء بارد، ولم يذهب إلى المطار، وكل شيء حول منزله هادىء وعادي، ليس لأنه بريء، فهو لم ينكر أن إنفاق هذه المليارات جرى خلافا القانون، وهو غير قلق، وهذا الاطمئنان الذي يغمره، ليس لأنه يملك فائضا بالحماية النيابية من “كتلة المستقبل” أو لأن ملاحقته قضائيا تستثير الغرائز المذهبية، فهذه وإن كانت تشكل سندا للسنيورة، يبقى اطمئنانه هو من أمكنة أخرى أيضا.
يدرك السنيورة أن مقولة شطف الدرج من فوق لا تنطبق على لبنان، والقوانين اللبنانية لا تدع المحاسبة تصل إلى راس النبع، فالرؤساء والوزراء والنواب فوق المساءلة والمحاسبة القضائية، وأن مؤسسات الرقابة والمحاسبة لا تتعدى “مرجلتها” موظفي الفئتين الرابعة والخامسة والأجراء، وان للفساد دورا لا يُحكى عنه في حماية السلم الأهلي وترسيخ “العيش المشترك” وحوار الحضارات، وهو صندوق مقفل لا أحد يجرؤ فتحه على وسعه، ففيه من الثعابين والعقارب ما يفوق مما هو موجود في صندوق “باندورا” الإغريقي.
السنيورة مطمئن، لأنه يعرف من هم الذين دفنوا “الشيخ زنكي” واحدا واحدا، ويعرف المتر الأخير الذي سيصل إليه فضل الله ومؤسسات المحاسبة في محاربة الفساد، كما يعرف أن اللعبة، بالإعلام هي غيرها في الكواليس، والكل لديه ما يسكبه في كأس الفساد ليسقي غيره بذات الكأس، فالفساد يحمي الفساد..المهم تجهيز الملفات ثم المقايضة.