المزاج الانتخابي في بعلبك الهرمل.. نقمة واستياء والعبرة في الصناديق
لقد نفذت الشعارات السياسية والدينية والوطنية التي كان “يُطعمها”حزب الله لأهالي البقاع من جعبته الولائية. وفرغت “صيدليته” الدوائية من المسكنات الإنتخابية على مدى ثلاثين عاماً. وأهالي المنطقة الذين صمدوا طويلاً بفعل “مهدئات” الحزب انتفضوا على صبرهم بعد أن أضناهم كلام “المصبِّرين” الذي لم يسمن ولم يغنِ من جوع وفقر وحرمان بل إغتال حياتهم ومصيرهم ومستقبل أبنائهم.!!!
المزاج الانتخابي السائد في المنطقة هو غيره، تماماً، عما اعتاد عليه سابقاً حزب الله. فالغضب سيد الكلام والأحاديث واللقاءات، والإستياء بادٍ على الوجوه. والشفاه لم تعد تنطق إلا بمفردات السخط والكره والنقمة وتحميل المسؤولية لمن “أعطيناهم دماءنا وأرواحنا فأعطونا الذل والفاقة والخنوع”. هو مختصر التعبير عن المشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة كما يقول أحد سائقي الفانات في بعلبك.
الجولة في البقاع وخصوصاً الشمالي منه تقودك إلى عينات تستنبط من خلالها المزاج الانتخابي لدى الناس ولسان حالها ينطق بأقوى تعابير الوجع المعبَّر عنه باقسى كلمات النقمة والاستياء والرفض للذرائع والحجج التي يختلقها حزب الله لتبرير تقصيره وإهماله ومسؤوليته عن الأوضاع الإقتصادية القاتلة التي وصل إليها الشعب اللبناني عامة”، والبقاعيون على وجه الخصوص.
مقولة الحصار بأنه سبب مأساة المواطن المعيشية والإقتصادية والغلاء الجنوني لجميع سلع الحياة “صارت مضحكة رغم دموعنا ونزيف قلوبنا. شو دخّل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإرتفاع سعر كيلو السبانخ إلى 20 ألف ليرة. وكيلو الكوسا إلى 25 ألف ليرة” بحسب صاحب محل خضار في شمسطار؟!
“وهل أن “إسرائيل” هي وراء إرتفاع سعر كيلو الحمص إلى 40 ألف ليرة. وسهل البقاع يمتلىء بالحمص والعدس والفاصولياء وجميع البقوليات؟! هو تساؤل لبائع حبوب في بلدة تمنين.
البقاع الذي يعيش الحرمان المزمن وشظف الحياة بكل مآسيها منذ عشرات السنين لم يحظَ بأدنى الخدمات المعيشية وهو في عزّ محبته للأوصياء عليه فكيف بحاله اليوم، “وحبيبه” يدعوه إلى الصبر وتحمل ما لا طاقة لمخلوق عليه. “فالصبر لنا، ولهم الدولارات والسيارات والعقارات ونعيم الحياة…” يقول أحد البقاعيين الذي عرّف عن نفسه بأنه كافر بالصبر والصابرين إذا كانت النتيجة الجوع والإذلال…”
حزب الله الذي يتفاخر أمام جمهوره بأنه القوة الإقليمية المحسوب لها حساب. وبأنه يمتلك الأكثرية النيابية في البرلمان. وبيده الحل والربط في كل شاردة وواردة، عند الخدمات وتأمين مقومات الحياة الدنيا، أقله يتظاهر بأنه لا حول ولا قوة له، وأن الدولة “ما عم تسمحلو” يخدم “ناسو”. “هذا إستحمار لنا وتأكيد منه على أنه يسوقنا كالقطيع فعلا”. كما يقول احد أبناء بلدة حوش الرافقة الذي توجّه للسيد حسن نصرالله بالقول: “هل انت والقيادة والمسؤولون والمتفرغون تعيشوناليوم، بلا مازوت وبلا دواء وبلا طعام وبلا طبابة وبلا بنزين لسياراتكم حتى نتساوى بكم؟!
إزاء حالة الغضب العارم والاستياء الشديد حد “الكفر” السياسي، وقرف الناس من الوعود والعهود والتبريرات التي لم تعد تنطلي على أصغر طفل في البقاع، كيف سيواجه حزب الله أسئلة البقاعيين الصادقة والمشروعة وهو على أبواب الإنتخابات النيابية؟!
وهل أن “الحزب” المدرك لخطورة الأوضاع الإقتصادية والمعيشية في المنطقة يراهن على خطوات معينة في اللحظات الأخيرة الحرجة كما فعل في إنتخابات 2018؟!
ثم، هل أنه تخلى عن الجمهور والمؤيدين والمناصرين في حساباته العددية واعتمد عامل التعاقد الحزبي لتأمين عدد الأصوات الذي يرشّحه للفوز؟!
إلا إذا كان حزب الله يتظاهر بأنه يريد قبل سواه الإنتخابات في موعدها وهو يُضمر ويُجهّز شيئا”آخر.!!!