خواصر رخوة في دائرتي الشوف وعاليه.. وإمكانية خرق لوائح السلطة مُتاحة
حوالي الثلاثة أشهر تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية المزمع تنظيمها في أيار المقبل. المجموعات والأحزاب المعارضة التي ترفع لواء التغيير لا زالت في مختلف الدوائر والأقضية تبحث وتفاوض لتشكيل تحالفات ولوائح تضم أكبر شريحة ممكنة من أعضائها والناشطين فيها. تتباين وجهات النظر حول المنهجيات المتاحة لخوض هذه المعركة، إلا أن بوادر حسم الخيارات بات محصوراً بحسب خصوصية كل دائرة انتخابية.
في دائرة الشوف وعالية، حيث يوجد تنوع كبير في الآراء والتوجهات السياسية لدى الشريحة المجتمعية الموجودة في الدائرتين، لا تزال المجموعات السياسية تحاول إرساء منهجية تفسح المجال أمام إنضمام أكبر عدد من مكونات انتفاضة 17 تشرين من خلال طرح خطاب تغييري تتبناه المبادرات المناطقية التي برز وجودها في منطقتي الشوف وعاليه. فبالتوازي مع بروز أسماء شخصيات عديدة رشحت نفسها في هاتين الدائرتين، برزت مجموعة “الشوف ينتفض” وهي مجموعة نشأت كمبادرة من أبناء منطقة الشوف للانتظام بعد ثورة ١٧ تشرين. هدفت المجموعة إلى إطلاق حملة انتخابية تشاركية لخوض هذه المعركة بمقاربة تعيد تعريف السياسة من خلالها، حيث نشرت استبيان يهدف إلى استفتاء آراء الثوار والناشطين/ات في الشوف حول استراتيجية العمل والتحالفات في الانتخابات النيابية.
التغيير واجب وطني على الجميع العمل لأجله، بعيداً عن اعتبارات الزعيم والطائفة والتاريخ
غادة عيد ونصف حاصل انتخابي
مصادر مقربة من أجواء المفاوضات قالت لـ “مناطق نت” إن المجموعات السياسية ثابتة على تحالف الانتخابات النيابية السابقة المتمثل بمجموعة “لحقي” والحزب الشيوعي، حيث تبرز أسماء كل من ماهر أبو شقرا عن المقعد الدرزي في الشوف وعلاء الصايغ عن المقعد الدرزي في عاليه وهما من مجموعة “لحقي”. بالإضافة إلى زويا جريديني عن المقعد الأرثوذوكسي في عاليه وهي مرشحة عن الحزب الشيوعي.
تضيف المصادر أن طرح إسم الأستاذة الجامعية والناشطة حليمة قعقور وهي أيضاً من مؤسسي حزب “لنا”، أثار جدلاً في أوساط الناخبين في الإقليم حيث لم تحصل على تأييد كافٍ للترشّح. لذلك برز إسم المهندس محمد سامي الحجار، حيث يُفضّل ترشيح شخصية من بلدة شحيم، الأمر الذي يُقلل من حظوظ حليمة قعقور بالترشح.
أما عن المقعد الماروني في الشوف، فقد قالت مصادر أخرى لـ “مناطق نت” إن جميع قوى المعارضة تتلاقى على إسم الاعلامية غادة عيد، وتعتبرها قيمة مضافة للتحالف بحيث ترجّح المعلومات بأنها ستحصل على ما يقارب الـ 6000 آلاف صوت، أي نصف حاصل انتخابي، مع توجه العديد من المخاتير والفعاليات لدعم ترشيحها. ووفق مصادر مقربة من عيد، فإن الأخيرة ستقوم بإطلاق حملتها الانتخابية في المدى القريب، وستكون الأوسع على صعيد القوى المعارضة وفق تلك المصادر.
يعتبر المقعد الماروني في دائرة الشوف الأكثر عرضة للخرق من قبل قوى المعارضة، ثم يأتي في المرتبة الثانية المقعدين الكاثوليكي أو الماروني الثاني في عاليه.
خواصر رخوة
ويعتبر المقعد الماروني في دائرة الشوف الأكثر عرضة للخرق من قبل قوى المعارضة، ثم يأتي في المرتبة الثانية المقعدين الكاثوليكي أو الماروني الثاني في عاليه.
من جهة أخرى، تبقى معضلة حزب «تقدم» الذي لا يزال يفاوض على كل من مارك ضو عن المقعد الدرزي في عاليه والدكتورة نجاة صليبا عن المقعد الماروني في الشوف. فالقوى التغييرية في الدائرتين لا تزال ترفض أي تحالف مع “جبهة المعارضة اللبنانية” والتي تضم حزب الكتائب ومارك ضو بالرغم من بروز نتائج ايجابية في استطلاعات الرأي التي صبت في مصلحة ضو.
وتشير معلومات إلى أن ضو لن يترشح في الانتخابات المقبلة إن لم يتم توحيد اللائحة مما يفسح المجال أمام وجوه برزت في شارع ١٧ تشرين أمثال هيثم عربيد من “صرخة شعب” وهي مجموعة نشأت مع الانتفاضة وتنشط في منطقة عاليه، مع ترك مجال لترشيح نجاة صليبا على لائحة التغييريين مقابل انسحابها من حزب «تقدم».
لكن يبقى الكلام عن الأسماء والتحالفات والنتائج في الوقت الحاضر متحركاً، فكل هذه المعطيات لا تزال قيد البحث، لأن بعض التمايزات قد تتحول إلى معضلات يصعب حلها، وذلك لصعوبة تشكيل لوائح أو الاتفاق على برامج موحدة. وبالرغم من ذلك لا يزال هناك أمل بحصول خرق للتركيبة التقليدية في الجبل إذ يعي أهالي المنطقة أن الوضع كما هو لم يعد مقبولاً، وأن التغيير واجب وطني على الجميع العمل لأجله، بعيداً عن اعتبارات الزعيم والطائفة والتاريخ.