دائرة بعلبك الهرمل.. “تلغيم” لوائح المعارضة وفكفكتها
للدائرة الإنتخابية البقاعية الثالثة؛ بعلبك الهرمل، عناية خاصة ، إنتخابياً، لدى حزب الله وهو لذلك يحشد كل ما أوتي من قوة مالية وشعبوية وشعارات للحفاظ على نواب الطائفة الشيعية الستة الذين أعاد ترشيحهم رغم الغضب الشعبي عليهم ونقمة جمهور الحزب على ما أسماه “تحدي السيد حسن نصرالله لإرادتنا ولمنطقتنا بإعادة ترشيح من كانوا سبباً في تجويعنا وفقرنا وبطالتنا وحرماننا من كرامة العيش.”
وحزب الله المأزوم ،شعبياً، في منطقة بعلبك الهرمل وبعد أن أدرك أن الخدمات المالية الفجائية التي حاول من خلالها أن يكسب “محبة”من كانوا معه، إنتخابياً، لعقود لم تجد نفعاً ولم تعد تنطلي على جمهور واسع من ناسه، لجأ إلى تركيب لوائح مرشحين منهم من هم تابعون له بالمباشر وآخرون ممن يدورون في فلكه بهدف تشتيت الأصوات التي قد تذهب للوائح المنافسة له، وبهذا يأمن ” اختراق لائحته أو تحقيق أعداد “تصويتية” “مقلقة” لدى من يعتبرهم خصوماً له.
كيف تتوزع لوائح بعلبك الهرمل؟
فبالإضافة إلى “لائحة الوفاء والأمل” التي يقودها حزب الله هناك “لائحة بناء الدولة” التي شكلتها “القوات اللبنانية”، و”لائحة إئتلاف التغيير” التي تضم قوى 17 تشرين ومجموعات الحراك المدني وإتحاد جمعيات بعلبك الهرمل وجمعيات مدنية. “ولائحة مستقلون لمحاربة الفساد” تضم مرشحين مستقلين وآخرين تابعين للحزب الشيوعي اللبناني. بالإضافة إلى “لائحة العائلات والعشائر”.
ولقد إستطاع حزب الله ان يخترق، ترشيحاً، بأحد التابعين له اللائحة التابعة للقوات اللبنانية وهو رئيس بلدية اللبوة السابق رامز امهز الذي أعلن إنسحابه من اللائحة، أمس. وبحسب مصادر متابعة فإن حزب الله رشح أمهز في لائحة القوات مع أسماء أخرى على أن ينسحب هؤلاء من اللائحة في وقت محدد بغية تفريغ اللائحة من الأسماء الشيعية قبيل الانتخابات كي يقطع الطريق على أي منافس شيعي يمكن أن يسبب خطراً عليه.
وأيضاً، فإن الحزب قد فخخ “لائحة العائلات والعشائر” بأسماء تابعة له من مناطق تزايدت فيها أعداد المنتفضين عليه لتنفيذ السيناريو نفسه كما فعل مع لائحة القوات.
وتضيف المصادر إلى أن حزب الله يسعى جاهداً لفرط “لائحة مستقلون لمحاربة الفساد” لإخلاء الساحة الشيعية له لأنه يرى أن من لن يصوت لمصلحته ولا لسواه يريحه من ذهاب الأصوات إلى حيث لا يريد. في حين أن ” لائحة إئتلاف التغيير” محصنة من الإختراق بقوة إستقلالية أسمائها القادمين إليها من وجع الناس وفقرهم. ومن الذين إنتفضوا على السلطة الحاكمة في الساحات والشوارع وأماكن رفع الصوت.
وترى المصادر أن اللائحة السياسية الأخطر على حزب الله أي لائحة القوات اللبنانية ستشهد إنسحابات متلاحقة من داخلها كلما إقترب موعد الإستحقاق الإنتخابي لتبقى المقاعد السنية والمسيحية وحيدة فيها، وبهذا يتجنب الحزب خطورة الناخب الشيعي. علماً، وكما تشير المصادر عينها، أن قلق الحزب لم يعد محصوراً بترشح أشخاص معارضين له بقدر ما هو متخوف من وعي الناس وإستفاقتهم من غفوتهم التي فرضها عليهم لسنوات.
إذن، منطقة بعلبك الهرمل التي تشهد معركة “إنتخابية، مسبقاً، طرفها الرئيسي حزب الله تنتظر، على أحر من الجمر، موعد الإستحقاق النيابي ليتنفس مواطنوها الصعداء بتعبيرهم عن آرائهم المحرومين منها منذ زمن وإن كانت السلطة الحاكمة والمتحكمة بالمنطقة تتمنى التأجيل أو الإلغاء.