علي عواضة أحب الليطاني حتى الموت
لم يحلم علي عواضة بمسرح مائي حيّ لهوايته المفضلة في رياضة ركوب القوارب “كانوي كاياك” إلا بنهر الليطاني، الذي هرع إليه بعد التحرير في العام 2000 تاركاً فرنسا ليعيش ناشطاً رياضياً وبيئياً في مياه النهر وعند ضفتيه.
أمس، لم يغدر النهر بحبيبه علي، بل الأيادي الآثمة التي داهمته ليلاً في استراحته الخاصة في محلة الخردلي (بين النبطية ومرجعيون) “نادي الخردلي للكانوي كاياك- الراستينغ” والأرجح من أجل السرقة، فتعرض لطعنة سكين في الصدر أدت إلى وفاته على الفور (حالة اختناق سريع تعرف بالاسترواح الصدري أو انكماش الرئتين أو الصدر المثقوب بالإنجليزية Pneumothorax) ) بحسب ما أكده الطبيب الشرعي الدكتور علي ديب الذي عاين الجثة وحدد ساعة الوفاة بين الثالثة والرابعة فجر الأربعاء في 12 كانون الثاني/ يناير 2022.
الطبيب ديب عاين الجثة في داخل غرفة النوم الخاصة بصاحب الاستراحة علي عواضة، وكانت مجمدة بسبب شدة البرد. وأكد أن المصاب بهكذا طعنة في الرئة، لا ينزف دماً إلى الخارج. وأشار إلى أنه لم تظهر على عواضة آثار مقاومة أو عراك مع المعتدين.
يعتبر علي عواضة (60 عاما ) اين مدينة الخيام (مرجعيون) مؤسس أول نادٍ لرياضة “الكانوي كاياك”، أي رياضة التجذيف النهري بواسطة القوارب الخاصة وتسابقها في النهر، وهو نقلها من فرنسا حيث كان يعيش قبل أن يعود الى لبنان بعد التحرير عام 2000، وأجرى العديد من المهرجانات المتعلقة بهذه الرياضة في نهر الليطاني الذي يعبر بين مناطق النبطية ومرجعيون وصولاً إلى الساحل قرب مدينة صور (القاسمية) قبل أن يؤسس ناد ثابتا عند ضفافه، ويتولى من خلاله تدريب مجموعات شبابية على رياضة التجذيف النهرية، ناهيك عن الحملات البيئية الداعية إلى حماية نهر الليطاني من التلوث والمرامل والمقالع.
وكان عواضة قد تعرض في أيلول العام 2010 للاعتداء من قبل حطابين بالضرب على رأسه ووجهه بواسطة منجل بالقرب من نهر الليطاني شرقي كفرتبنيت، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، خصوصاً في عينه اليمنى.