ليونيل ميسي في موعد حاسم الأحد.. هل يحقق المجد ويكسر لعنة النهائيات؟
مع اقتراب استحقاق الأحد الكروي، تعود بي الذاكرة إلى سنين خلت كنت لا زلت فيها على مقاعد المدرسة مع أربعة صبية من رفاقي نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث عن الساحرة المستديرة وعشقنا لها آنذاك.
كرة القدم تجمع الناس وتوحدهم باختلاف جنسياتهم وجنسانياتهم. ومن يعرفها جيّدًا يصبح شغوفًا بها. كان رجل واحد يدفعني للتسمّر أمام الشاشة لمرتين أسبوعيًّا، والهرولة في اليوم التالي إلى المدرسة لأقوم مع رفاقي إما بتحليل المباراة أو بالتفاخر أمامهم عند خسارة ريال مدريد ضدّ برشلونة.
من بين هؤلاء كنت وحدي من يشجع برشلونة، ولحسن الحظّ كان الفريق في تلك الحقبة في أيام عزّه عندما كان “بيب غوارديولا” مدربًا له. وعلى الرغم من فوز الفريق في معظم المباريات في “كلاسيكو الأرض” ودخولي بعد كل مباراة إلى غرفة الصفّ، تغمرني ثقة عمياء بأنني أشجع الفريق الصحيح آنذاك، إلا أن ذلك اللاعب لطالما كان السبب وراء ذلك الشغف والرغبة المستمرة بمشاهدة المباريات دون ملل.
ميسي.. صانع المجد
ليونيل ميسي، الأرجنتيني الغنيّ عن التعريف. اللاعب الذي يعرفه الناس بمختلف أجناسهم، والذي لا يغيب اسمه عن ملابس الرياضة للأطفال في “مباريات الشوارع”، حتى في الشوارع الأكثر فقراً في العالم. لم يعد ميسي إسمًا، بل لقبًا يطلقونه على الطفل الأكثر مهارة من بين أصدقائه.
لأجل ميسي صرت أشجع الأرجنتين في كأس العالم وكوبا أمريكا! لا لأجل ألوان العلم والزيّ الخاص باللاعبين باللونين الأزرق الصافي والأبيض، ولا لأجل تاريخ الأرجنتين الكروي العريق بفوزها بكأس العالم مرتين وببطولة “كوبا أمريكا” 14 مرة، وتقديمها ثلة من اللاعبين العظماء أمثال “دييغو مارادونا” وخافيير زانيتي” لعالم كرة القدم.
سبقنا الزمن، كبرت لأجد ميسي اليوم ابن ال 34 عامًا، على موعد مع نهائي كوبا أمريكا فجر نهار الأحد المقبل، والذي قد يكون فرصته الأخيرة لحصد أول لقب له مع منتخب بلاده. لا يحتاج ميسي إلى لقب مع أبناء التانغو ليثبت أنه أحد أفضل اللاعبين على مرّ التاريخ، إن لم يكن الأفضل على الإطلاق.
يدخل ميسي المباراة الموعودة بست كرات ذهبية (جائزة أفضل لاعب في العالم) وست مرات جائزة الحذاء الذهبيّ ومع عدد لا يحصى من الأرقام القياسية التي حطمها خلال مسيرته الكروية. وبعد تأهل المنتخب للنهائي يقترب ميسي من إمكانية الفوز بالكرة الذهبية للمرة السابعة.
تاريخ اللاعب يتفوق على خيبة النهائيات
على الرغم من ذلك لا تزال اللعنة ترافق ليونيل ميسي مع منتخب بلاده. فمع أنه حقق أرقامًا قياسية من حيث مشاركته وأدائه والأرقام التي حطمها، إلّا أن اللعنة لطالما لاحقته على الصعيد الدولي. يوم الأحد هو النهائي الخامس له مع منتخب بلاده، فقد خسر أربعة نهائيات، واحدة في كأس العالم 2014 ضد المنتخب الألماني والذي كان نهارًا ملحميًّا بكل ما للكلمة من معنى. فازت ألمانيا يومها بدماء لاعبيها حيث أصيب أحدهم في رأسه، حتى أنني جلست بعد المباراة يومها تعتريني الخيبة والحسرة، أحتسب السنوات والأيام كي أشهد مباراة نهائية جديدة أجد فيها ميسي مبتسمًا يحمل كأسًا دوليًا مع منتخب بلاده.
لا يحتاج ميسي أن يثبت شيئًا، فقد أثبت على مرّ سنوات أنه لاعب من خارج هذا الكوكب، يملك القدرة على تغيير جميع المعادلات في عالم كرة القدم، وأن يتحمّل عبء فريق كامل وحده. إلا أنه بالتأكيد يحلم بأن يقف على منصة التتويج مع منتخب بلاده ويدرك أنها قد تكون فرصته الأخيرة. وقد كتب على حسابه الخاص في مواقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام” بعد التأهل للنهائي “فخور وسعيد بالانتماء لهذه المجموعة.. دعونا نذهب للمجد”.
فهل يكسر ميسي تلك اللعنة هذه المرة، ويرقص رقصة التانغو الأخيرة مع منتخب الأرجنتين قبل أن يحين موعد اعتزاله؟