وزني، ميزاني وأنا

لديّ ميزانٌ في المنزل، يُعلمني، بكلّ موضوعيّة، إن كنت قد اكتسبتُ بعض كيلوغرامات أو خسرتُها.
ولديّ أيضًا مرآة، تعكس صورتي كما هي، فأرى فيها بوضوحٍ أردافي التي تنحف أحيانًا، وتسمن أحيانًا أخرى.
لماذا يُحبّ الناس التعليق على وزني فور رؤيتي؟ وكأنّ الأمر أصبح واجبًا اجتماعيًا!
هل يُعقل أنّهم يظنّون أنّني لا أملك ميزانًا أو مرآة في منزلي؟ وأنني أنتظرهم كي يُخبروني عن وزني وشكل جسمي؟
هل جسدي مهمّ إلى هذا الحدّ، بحيث يرغب الجميع – حتى أولئك الذين لا تربطني بهم أيّ علاقة وثيقة– في الحديث عنه؟
بعضهم، حتّى، يكذب بشأن وزني، ويُخبرني بأنني نحفت، معتقدًا أنّه يُسعدني، لكن في الحقيقة يُزعجني… لأنّي أعرف تمامًا ما ينطق به الميزان! بعيدًا ممّا يُفرحني أكثر، بدانتي أم نحافتي.
ألا يمكن أن يُحدّثني الناس عن شيءٍ آخر؟ عن آخر كتابٍ قرأته مثلًا؟ أو عن فنّاني المفضّل؟