أسعار الأسمدة الزراعية تُحلق وتُرهق كاهل المزارعين
السماد الزراعي.. عنوان جديد يطل برأسه من بين أزمات عديدة تضغط بقوة على القطاع الزراعي، وتضاف إلى ما يعانيه المزارع من مشاكل لا تعد ولا تحصى، منها الري وارتفاع سعر العمالة وصولاً إلى أزمات التصريف وغيرها.
مع استعار الحرب الروسية الأوكرانية بدأت أسعار العديد من المنتجات التي يستورد لبنان قسم أساسي منها من أوكرانيا وروسيا بالارتفاع الجنوني في أسعارها ومنها السماد الزراعي.
تقول المهندسة الزراعية لارا العيط صاحبة إحدى الصيدليات في بلدة جديدة _الفاكهة لـ “مناطق نت”: للأسف لا أسباب منطقية للغلاء المستمر في أسعار الأسمدة والتي ارتفعت بين ليلة وضحاها معتبرة أن لا علاقة للحرب الروسية الأوكرانية بغلاء أسعار المبيدات فجميع الاسمدة الزراعية ارتفعت أسعارها حتى تلك المستوردة من سوريا ومن السعودية ومن إيطاليا ونيجيريا.
تحليق الأسعار
بلغ ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية مؤخراً أرقاماً ملحوظة، وباتت ترتفع بشكل أسبوعي وأحياناً يومي، فعلى سبيل المثال يبلغ سعر كيس السماد 46 المخصص للنمو الخضري والذي يبلغ وزنه 50 كيلوغرام خمسين دولاراً، بعد أن كان منذ أيام 45 دولاراً، ومن المتوقع بحسب التجار أن يصل إلى ٧٠ دولاراً.
كذلك الأمر بالنسبة للمركبات الزراعية من عيار “عشرينات” وهو السماد المخصص لتأخذ الحبة حجماً أكبر، يبلغ سعر الكيس زنة 50 كليوغرام 45 دولاراً أيضاً، أما سعر السيلفات 21 والذي يملك فعالية العشرينات ذاتها حوالي 40 دولاراً للكيس زنة 25 كيلوغرام.
توضح العيط أن سعر كيلو السماد الكيماوي الذي كان يباع بألف ليرة سابقاً ويحقق ربحاً للصيدلية، يُباع اليوم بـ 20 و25 ألف ليرة دون أن يحقق أرباحاً تذكر، لافتةً إلى أن سعر الكيس بكامله سابقاً يباع اليوم بسعر كيلو واحد. وأشارت العيط إلى أن حاجة المزارعين إلى هذه الأسمدة أساسية خصوصاً في مواسم زراعة الخضار والقمح، حيث يحتاج الدونم الواحد ما بين 5 كيلو و 7 كيلو حسب نوع السماد.
بالنسبة للمبيدات تقول العيط أن أسعارها تضاعفت، فعلى سبيل المثال ظرف lanet 90 كان سعره دولار ونصف الدولار، اليوم سعره 3 دولارات، و Acetamiprid 20%SP أصبح سعره دولارين بعد أن كان دولاراً، بالإضافة إلى lambda Cyhalo Thrin الذي ارتفع سعره إلى 3 دولارات، وEmamectin benzoate أصبح بدولارين بعد أن كان بأقل من دولار، وتضيف أن الأدوية الخاصة بحريق العشب كانت في العام الماضي بدولارين إلى 3 دولارات، اليوم سعرها 8,5 دولار.
الأسمدة متوفرة.. ولكن
لا انقطاع في الأسمدة وهي متوفرة لكن بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المزارعين في المنطقة حسب العيط التي قالت إنها تشتري الأسمدة بكمية محدودة جداً، وذلك بسبب عدم الطلب عليها، مؤكدة أن لا قدرة للمزارع لشراء هذه الأسمدة، واصفة الوضع بالمزري، فالعديد من المزارعين يخرجون من الصيدلية دون أن يشتروا شيئاً، تاركين أرزاقهم وزرعهم عرضة للعطب وللحشرات.
هذه هي حال كل الصيدليات والمؤسسات الزراعية في البقاع في ظل نقص الطلب على الأسمدة وفق ما قالت العيط وهي تعكس أوضاع المزارع البقاعي الذي ينحدر باتجاه الفقر أكثر وأكثر.
يعتبر استخدام الأسمدة من الأمور الأساسية في العملية الزراعية، إذ لا نجاح للمواسم من دون ذلك، والسبب يعود إلى ازدياد الأمراض التي تصيب المزروعات وأيضاً التسريع في عملية النمو من أجل تلبية حاجات الأسواق. لكن تأمين تلك الأسمدة اليوم أصبح خارج قدرة المزارع الذي غالباً ما يخرج من الصيدلية الزراعية كما دخل إليها خالي اليدين وفي حالة يرثى لها خصوصاً عند سماعه لقائمة الأسعار التي تنزل على سمعه كالصاعقة. منهم من يشتري أقل من حاجته لعلّ الكمية تستطيع أن تنقذ إنتاجه من براثن الحشرات، وبعضهم يخرج فارغ اليدين، فالاسعار فوق طاقته.
خسائر كبرى يتكبدها المزارع البقاعي بسبب عدم قدرته على توفير الأسمدة لمزروعاته. بعض المزارعين بات يلجأ إلى “تضمين” بساتينه من التفاح للحطب لأنه لا قدرة لديه لتكبد تكاليف الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية لا سيما وأن أشجار التفاح تعتبر من الأشجار التي تحتاج إلى الرش كل 15 يوماً على الأقل.