الانتخابات جنوباً.. “معارضة مشرذمة” والـ 2018 تعيد نفسها
المعترضون في الجنوب لم يستقروا إلى اليوم على قلب واحد، لخوض استحقاق الانتخابات النيابية المزمعة، في “مواجهة” الثنائي الشيعي وحلفائه التقليديين من سنة ومسيحيين ودروز، وذلك منذ أول انتخابات نيابية أجريت في العام 1992. وأيضا لم يحزموا أمرهم، على الرغم من لقاءاتهم المتجولة من صور إلى بنت جبيل والنبطية والزهراني وحاصبيا وسواها، التي لا تخلو من تباعد في الطروحات، لا سيما لناحية تحالفات المعترضين فيما بينهم.
بعض القوى المعترضة “الحزب الشيوعي” تسجل لاءات على إنشاء تحالفات انتخابية مع احزاب وتيارات، يعتبرها جزءًا من السلطة (تيار المستقبل، القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر) في وقت ترغب مجموعات اعتراض على مستوى الجنوب، عدد منها تبلور بعد انتفاضة 17 تشرين. وأخرى قديمة متفرعة من احزاب يسارية، بنسج تحالفات انتخابية مع كل القوى المعترضة، مهما كان لونها، على اساس منطق مواجهة الثنائي بجسم معارض واحد. في حين أن قوى عديدة مثل القوات اللبنانية، التي تتمتع بحجم انتخابي كبير في الشارع المسيحي الجنوبي، خصوصا في الدائرتين الثانية (صور- الزهراني) والثالثة (بنت جبيل، النبطية، حاصبيا – مرجعيون) لا تحبذ تحالفًا مع المعارضين من تحت الطاولة وإعطاء أصوات بالمجان.
هذه القواعد السائدة اليوم للصورة الانتخابية الضبابية وغير المكتملة، كانت نفسها في استحقاق انتخابات العام 2018 والتي جرت على أساس الصوت التفضيلي والحاصل الانتخابي، حيث كان تشرذم المعترضين، الذين لم يتمكنوا من حصد أكثر من ثلاثة بالمئة من مجموع المقترعين في تلك الدائرتين، وبقيت لوائحهم بعيدة عن الحاصل الانتخابي.
وفيما تتريث احزاب وقوى وشخصيات معترضة، في الكشف عن اسماء مرشحيها بانتظار وضوح رؤية التحالفات والامكانات المادية واللوجستية، يفضل عدد آخر من مسؤولي المجموعات المعترضة الناشئة، البدء باعلان اسماء المرشحين في هاتين الدائرتين للبدء باطلاق الحراك الانتخابي، المتمثل باعداد المندوبين واقامة اللقاءات الانتخابية في المدن والقرى.
رياض الاسعد
يعمل المرشح المهندس رياض الأسعد وهو نجل النائب المرحوم سعيد الاسعد وكان ضمن كتلة الرئيس نبيه بري في دورة 1992- 1996 على أن الانتخابات قائمة في مواعيدها، ويقوم مع فريقه الانتخابي بالاستعدادت اللوجستية لخوض هذه الانتخابات باعتبارها ضرورة لتأكيد هوية الصوت المعارض لقوى السلطة في الجنوب.
ويؤكد الاسعد لـ “مناطق نت” أن لائحة المعارضة في دائرة صور الزهراني، وكان أحد أفرادها في العام 2018 سجلت أعلى نسبة أصوات في لبنان كلائحة معارضة، وانطلاقا من ذلك فإن أهمية خوض هذا الاستحقاق الديمقراطي جنوبًا بأوسع تحالف للمعارضة الديمقراطية والعلمانية هو أمر ضروري. مؤكدًا أيضًا أن الانتخابات ستكون اختبارًا، لما حققته انتفاضة 17 تشرين التي انخرط فيها عشرات الألوف من الجنوبيين.
الحزب الشيوعي
حسم الحزب الشيوعي اللبناني وبالتصويت داخل هيئاته العليا مسألة المشاركة وخوض الانتخابات في لبنان ومنها الجنوب، في ظل اعتراض كثير من الحزبيين على مبدأ المشاركة في هذه الانتخابات سواء ترشيحا أو انتخابا، واعتبارها تسهم في تغطية قوى السلطة. إضافة إلى مسألة الضعف التنظيمي والانقسام الحزبي. وهذه المجموعات الحزبية كانت اتخذت الموقف ذاته في انتخابات 2018 ووصل بعضها الى المقاطعة.
يرى عضو المكتب السياسي في الحزب الدكتور عمران فوعاني أن قرار المشاركة قد اتخذ وتم تشكيل لجان انتخابية حزبية تحضيرا للانتخابات المقبلة، فيما لم تحدد إلى الان أسماء المرشحين في الدائرتين الجنوبيتين الثانية والثالثة، حيث كان جرى في انتخابات العام 2018 ترشيح أربعة حزبيين ضمن لوائح معارضة، ثلاثة منهم في الدائرة الثالثة وواحد في الدائرة الثانية.
ويضيف فوعاني لـ “مناطق نت”: ليس حصرًا أن نخوض الانتخابات بمرشحين حزبيين، لكن توجهاتنا السياسية دعم لوائح المعارضة الديمقراطية التي تشبهنا في أي دائرة في كل لبنان.
وحول اتهام بعض المجموعات المعارضة، الحزب الشيوعي بشرذمة المعارضة في انتخابات 2018 كما هو الحال اليوم يؤكد فوعاني “ان الحزب يواجه كل قوى السلطة وامتدادتها وليس حصرا الثنائي الشيعي، وهذا خيار استراتيجي بالنسبة للحزب، لذلك لا يمكن التحالف الانتخابي مثلا مع تيار المستقبل أو القوات والكتائب والتيار الوطني الحر.
نبض الجنوب المنتفض
ولد “نبض الجنوب المنتفض” مع بداية انتفاضة 17 تشرين 2019 ويضم في صفوفه في مناطق الجنوب كافة، محازبين سابقين في الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي والتيار الاسعدي وحركة امل وآخرين هجروا احزابهم وتنظيماتهم.
ويلفت أحد كوادره محمد عواضة أن نبض الجنوب هو مساحة أرحب وله امتدادت في غالبية القرى والبلدات الجنوبية. ويقول لـ “مناطق نت” “إننا في هذا التجمع نسعى لجمع كل أطياف المعارضة ومجموعات 17 تشرين في إطار تحالفي لخوض الانتخابات في الجنوب لمواجهة المنظومة السياسية ومن بينها حركة امل وحزب الله، ودون ذلك فإن أي مواجهة غير مكتملة تضعف قوى الاعتراض، التي يجب أن تثمر انتفاضة 17 تشرين في صناديق الاقتراع، معتبرًا أنه يمكن تصنيف حزب الكتائب من القوى المعارضة.