اللبّونة.. رئة الناقورة في جنوب لبنان والبصّة في فلسطين

لم يغب اسم “اللبّونة” يومًا عن نشرات أخبار التلفزيونات، وعن سائر وسائل الإعلام اللبنانيّة والعربيّة والدوليّة وكذلك عن وسائل التواصل الاجتماعيّ.

لقد صار اسم اللبّونة، رفيقًا ليوميّات الحرب الدائرة على الحدود الجنوبيّة، بين الاحتلال الإسرائيليّ وحزب الله، لشدّة ما تتعرض له هذه البقعة الجغرافيّة الخضراء، المكسوّة بأشجار السنديان المعمّر، من غارات للطائرات الحربيّة الإسرائيليّة والقصف المدفعيّ بالقذائف الفوسفوريّة، ما قضى على مساحات واسعة، من الأراضي المشجّرة بالسنديان، محوّلًا إيّاها الى حطب ورماد.

في كثير من الأحيان، يلتبس الأمر على بعض الوسائل الإعلاميّة ومراسليها، إذ يدرج العديد منهم اسمها،  على أنّها بلدة اللبّونة، بينما هي بقعة جغرافيّة، تقع ضمن النطاق العقاريّ لبلدة الناقورة، وتمتدّ حدودها الى محاذاة الجانب الفلسطينيّ من الحدود، وتحديدًا إلى قرية البصّة الفلسطينيّة، التي أقيمت على أرضها مستوطنة “شلومي” ولم يبقَ منها إلّا أطلال منازل، مع آثار وكنيستين ومسجد.

تقع اللبّونة، البالغة مساحتها حوالي أربعة ملايين متر مربّع، عند حدود “جلّ العلام”، الذي أصبح  بدوره أشهر من نار على علم. وهي قسم صغير، من أراض يملكها المصرفيّ اللبنانيّ هنري صفير.

سكن منطقة اللبّونة، في فترة ما بعد نكبة العام ١٩٤٨، عدد من عائلات بلدة البصّة، ممّن كانت تربطهم علاقات وطيدة مع جيرانهم أبناء الناقورة، على أمل العودة إلى البصّة، لكنّ هذا الأمر طال كثيرًا، فنزل هؤلاء إلى الناقورة وصاروا من النسيج الديموغرافيّ فيها، بعدما حصلوا على جنسيّات لبنانيّة، غالبيتهم من عائلة الجمل .

ومن بين العائلات، التي بنت بيوتًا حجريّة مؤقّتة في اللبّونة، ولا تزال بعض آثارها الى اليوم، مع بئر ماء، عائلة خليل الجمل.

ويقول أحد أحفاده علي الجمل، وهو عضو سابق في بلديّة الناقورة لـ”مناطق نت”: “إنّ جدّي خليل ووالده أحمد، قطنا هذه المنطقة مدّة طويلة، وكانت محطّة للعابرين سيرًا على الأقدام وعلى الدواب (الحمير) بين لبنان وفلسطين، لأهداف تجاريّة، إذ كانت البصّة، بسكّانها من مسيحيّين ومسلمين، مركزًا تجاريًّا واجتماعيًّا هامًّا آنذاك، على الساحل الفلسطينيّ” .

ويختم: “إنّ هذه المنطقة العقاريّة، التابعة لبلدة الناقورة، يطلق عليها في السجلّات العقاريّة تسمية “كسّارة نمر الجم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى