شاعرات بعلبكيّات.. بين المؤنّث والنّضال والقصيدة

على مدى سنوات وأجيال وحقبات مختلفة لم تنفكّ بعلبك تصدّر شعراء وكتّابًا وفنانين، معظمهم ترك بصمة في الوسط الأدبيّ اللبنانيّ والعربيّ والعالميّ، أمثال خليل مطران وجودت حيدر وطلال حيدر وغيرهم، لكن هل لبست بعلبك يومًا صفة المؤنّث وخرّجت شاعرات وكاتبات؟

لا يمكن النفي بالمطلق في الإجابة على هذا السؤال، إنّما ولو خرّجت بعلبك نساءً شاعرات فلم ينعمنَ بذكر أسمائهنّ إلى جانب اسم هذه المدينة، ولا تُذكر أسماؤهنّ كفايةً في الوسط الّذي لم يعتد وجود النساء ككاتبات وشاعرات، حتّى وقت طويل، ولا نسمع بأسمائهنّ وأثرهنّ وقصائدهنّ إلّا عندما تعتلي هذه القصائد بعض المنابر وفي بعض الأمسيات الشعريّة الّتي غالبًا ما ينظّمها شعراء ذكور.

يرتبط واقع النساء في الوسط الأدبيّ غالبًا، بواقع النساء حول العالم، وفي بعلبك- الهرمل واقع المرأة أصعب بكثير، وهو ما لن نناقشه في هذه المقالة، بل السؤال الذي يحتاج إلى إجابة حقيقيّة، هو: كيف تكتب النساء في بعلبك- الهرمل؟ ما هو شكل ومواضيع قصائدهنّ؟ وأخيرًا، كيف تكتب المرأة اليوم، من جيل الشباب، في بعلبك- الهرمل؟

خرّجت بعلبك نساء شاعرات فلم ينعمنَ بذكر أسمائهنّ إلى جانب اسم هذه المدينة، ولا تُذكر أسمائهنّ كفايةً في الوسط الّذي لم يعتد وجود النساء ككاتبات وشواعر لوقت طويل، ولا نسمع بأسمائهنّ وأثرهنّ وقصائدهنّ إلا حين تعتلي هذه القصائد بعض المنابر وفي بعض الأمسيات.

زهراء العفي: أحبّ نمط الكتابة البربريّة

وُلِدَت زهراء العفي البالغة 19 عامًا في بيروت، حيث تخصّصت في علم النفس في الجامعة اللبنانيّة، وهي المدينة الّتي لم تقطع حبل السّرة معها حتّى العام 2019، حينما توجّهَت إلى بعلبك، حيث جذور عائلتها، لكي تصير مقرّ إقامتها. كبُرَت في بيروت “بين الأغاني والمسرحيّات، فيروز عرّابتي، وأمّ كلثوم تروي لي قصصصًا قبل النوم.. صديقاتي هنّ: الموسيقى، الأساطير، الفلسفة واللوحات السرياليّة، فكان الشّعر” تقول زهراء لـ “مناطق نت”.

وتتابع: “منذ الصّغر تجذبني فكرة كتابة الأغاني، فأكتب بعض السّطور لأغنّيها أمام والدي، وأفرح كثيرًا حين يظنّ أنّها أغنية لأحد الفنّانين الكبار وليست من صُنع صغيرته. ثمّ إنّ أوّل ذكرياتي الجميلة مع الكتابة كانت في الصّفّ الثالث، حين أُبهِرت أستاذة الفنون وقالت للمشرف: “لدينا موهوبة صغيرة!” ثناء مدرّسي اللغة العربيّة الذي رافقني من صفٍّ إلى صفّ، كان دافعًا مهمًّا لسبر أغوار هذا العالم أكثر”.

اختارت زهراء الشعر قبل كلّ شيء، وتنشر على صفحتها في “فايسبوك” بتوقيع “زَاي”، وأحيانًا في مجلّة اللقاء الثقافيّ الإلكترونيّة. “علاقتي مع القصّة والرواية رسميّة جدًّا، وحده الشِّعر من تعرّيتُ معه. في الشِّعر، أتسابق مع الموت في الطريق إليّ، أحاول الإمساك بي، أصطحب معي الإله، الملائكة، الشياطين، وكلّ المستحيلات”.

الشاعرة زهراء العفي

ومن بين الأنواع الشعريّة المختلفة، تكتب زهراء قصيدة النثر، لأنّ “الشِّعرُ هو من يرسم الطّريق إلينا، ومن يدّعي المقدرة على حدّه في إطار أو شكل معيّن، أراه مُستشعرًا وليس شاعرًا، يحاول فرض نفسه على القصيدة”.

وتضيف:” توجّهتُ إلى قصيدة النثر لأنّها أكثر ما تشبهني. أحبّ نمط الكتابة “البربريّة”، المحرّرة قدر استطاعتها من القيود. في قصيدة النثر، اللحن هو الأنفاس المتسارعة للوصول إلى الصّورة، مصحوبًا بصمت الدّهشة. لا أحبّذ القصائد التي أستطيع أن أقرأها قبل أن أفعل، والتي تكون بمثابة ترفيه فنّي قصير العمر”.

أطبع على الشّمسِ القُبلَ

وتتابع: “إنّ قصيدة النثر في تخلّيها عن الأوزان والقافية، تقف عاريةً بين النصوص، وجرأتها في المواجهة والصمود، هي معيار تفوّقها وجماليّتها”.

ولكن، في المقابل، ماذا أعطتكِ بعلبك؟

تقول:” بعلبك، جعلتني أطبع على الشّمسِ القُبلَ كلّ يوم كي تصل إلى العالم. منحتني صلابة “الجرد” ولطف وردةٍ على روابيه. علّمتني من باخوس كيف أجعل المرارة طريقًا للنشوة، ومن “جوبيتر” كيف أتحّكم في الرّيح. شرحت لي معنى الأصالة، وأنّ الإنسان هو من يُعطي للأماكن هويّتها. وهي، كما يقول أنسي الحاج: “تملك كلّ المواهب ولا تعطي إلّا الحاجة إليها…”، بعلبك، إن حرمتني شيئًا، فهو التخلّي عنها”.

وتختم متوجّهة إلى الشباب الكتّاب: “لستُ في موقع التنظير، ولكنّني أنصح الكتّاب بالقراءة أوّلًا، ثمّ الكتابة من أجل الكتابة؛ وللكاتبات: تحرّرْنَ بالكلمة”.

قصيدة زهراء العفي بعنوان “للرجل الّذي أحب”:

للرجل الذي أحبّ سُمرةٌ

تشبه دفء الله

يحمل في يده ترابًا

وضحكة

كأنّها حبةُ ندى

كسرت الضوء

وسكبت الألوان في عيني

للرجل الذي أحب

وجهٌ، أو قُلّ

قبلةُ الله على الطين

أو رجفة الكون

حين شهقت حوّاء

للمرّة الأولى

للرجلِ الذي أحبّ

شفتان تنفجران

حين تولد كلمة أحبّكِ

ككونٍ يتمدّد في جسدي

ولي

شفتان تنحسران

حين ينضج هذا الحبّ

كثقبٍ يخطف كلّ النور

للرجلِ الذي أحبّ

تِسعُ شامات

كتسعِ ملهمات

على جبل أوليمبوس

ولي

يدان تضمّان شعوبَ أوروبا القديمة

وغيتارة من أجل أبولو

يعزف عليها لحن رغبتنا..

للرجل الذي أحبّ

إسمٌ لو لم يأخذه

لاكتملت الأسماء المئة

وجسمٌ لو لم يسكنه

لتجسّد الإله

وله بيتٌ بعيد

ولي صلاةٌ ضائعة

فمن ذا يوصل

فاطمة مشيك: “بنتُ القلعة”

وُلدَت الشاعرة والأستاذة الجامعية فاطمة عارف مشيك (34 عامًا) في بعلبك، وهي حائزة على الدكتوراه في اللغة الإنكليزية وآدابها. عن تخصّصها في اللغة الإنكليزيّة تقول:” لقد كانت اللغة الإنكليزيّة الحلّ الأنسب لكي أوازن بين شغفي بالأدب وبين متطلّبات سوق العمل، وكلّ يوم أكتشف أن خياري كان صائبًا”.

الشاعرة الدكتورة فاطمة مشيك

تكتب مشيك القصيدة الفصيحة الموزونة والقصيدة المحكيّة، لها مجموعة من القصائد المطبوعة في بعض المجلّات اللبنانيّة والعربيّة، والعديد من المقابلات التلفزيونيّة والإذاعيّة. وفي العام 2012 صدر لها ديوان شعريّ بعنوان: “حروف تصلّي”، وقد جرى حفل التوقيع ضمن فعاليات “معرض بيروت الدوليّ للكتاب 56”.

تعود فاطمة إلى أيّام الصبا وتستذكر تلك المرحلة عندما أصدرت ديوانها الأوّل “حروف تصلّي” فتقول: “ديواني كان حصيلة شغف، أصدرته بشغف الشاعرة الشابّة التي كانت تصبو لأن تجمع قصائدها في كتاب. منذ ذلك الوقت وحتّى الآن ما زلت راضية تمامًا عن هذا الإصدار بالرغم من تواضعه، فهو كان يعبّر عن أفكار صبيّة يافعة. أمّا كتاباتي الآن فتعبّر عن أفكار وقضايا أكثر نضجًا”.

أحاط الشعر بكلّ جوانب حياة فاطمة مشيك، وفي المقابل فضّلته على كلّ الأنواع الأدبيّة الأخرى، ونتيجة ذلك، أصدرت كتابها عن الشعر والنقد الأدبيّ باللغة الإنكليزيّة بعنوان:” “The Dialectical Relationship between Death and Artistic Creativity

وتضيف: “هو مقارنة بين المسيرة الشعريّة لثلاث شاعرات كتبنَ عن الموت. وكنت قد تناولت في هذا الكتاب مستخدمةً نظريّات النقد الأدبيّ ونظريّات في علم النفس، كيف دمجنَ هؤلاء الشاعرات العلاقة الجدليّة بين الموت والإبداع، وبتعابير أدقّ، كيف استطعنَ أن يخلقنَ الإبداع من فكرة الموت”.

تكتب مشيك القصيدة الفصيحة الموزونة والقصيدة المحكيّة، لها مجموعة من القصائد المطبوعة في بعض المجلّات اللبنانيّة والعربيّة، والعديد من المقابلات التلفزيونيّة والإذاعيّة. وفي العام 2012 صدر لها ديوان شعريّ بعنوان: “حروف تصلّي”، وقد جرى حفل التوقيع ضمن فعاليات “معرض بيروت الدوليّ للكتاب 56”.

“لا تشرّعنَ أيديكنّ لليأس”

وردًّا على سؤال: “ماذا أعطتكِ بعلبك وماذا أخذَت منكِ؟”. تقول مشيك: “كما ورّثت هذه المدينة أهلي وأجدادي الكرم والكرامة والعنفوان، أورثني أهلي هذه القيم. هذه القلعة الصامدة أيضًا، التي أُلقَّب بابنتها “بنت القلعة”، أنا أشبهها، وأشبه هذه الأرض بصمودها وعطائها وعاداتها الجميلة. وفي المقابل، لست أدري إن قدّمت لها الكثير، لكنّني قدّمت هذا الصيت الذائع عن فتاة من بعلبك، تحاول دائمًا تصدير الصورة الجميلة والحقيقيّة لهذه المدينة، وبأنّ بنات هذه الأرض مثقّفات لهنّ قراراتهنّ، يستطعن أن يكنّ أمّهات ووالدات وأخوات وزوجات ناجحات ومؤثّرات في المجتمع”.

وتتابع: “أنا أعلم أنّ طريق النساء في هذا المجتمع صعبة، لكنّني أقول لهنّ: إنّ الحياة ما لم تكسرنها ستكسركنّ، وأنصحهنّ ألّا يشرّعنَ أيديهنّ لليأس، علينا بالمواجهة الصلبة والعنيدة. وخصوصًا إلى بنات هذه المدينة: كنّ قويّات كالقلعة”.

وتختم فاطمة: “أطمح  إلى الكثير بعد، وإلى أن أطوّر كتابتي الشّعريّة، وأن أُصدر عمّا قريب مجموعة شعريّة جديدة، لكنّني أتريّث كثيرًا لأنّ هذا الإصدار سيكون مختلفًا عمّا أصدرته سابقًا”.

قصيدة للشاعرة فاطمة مشيك:
صلبوا جنون الشكّ فاجترحوا اليقينا
هل يعزف الناي صدور المتعبينا
حملوا موانئ بؤسهم في صمتهم
حتّى تكلم في البحار جنينا
(عبروا السكون بلحظهم فتيّقنوا)
إن صامت الأرواح أسكرت الأنينا
هرموا بمفترق الرحيل فأثمروا
في عالم اللاهوت منه سنينا
هل أخبرتك الدار أنّك مثلهم
تمشي طريقك فاحذر الغاوينا
هل أخبرتك الروح أنّك ميت
في العاشقين وذا سبيل العاشقين
هل أودعوك السرّ ملء ظنونهم
أم أجفلوا بالشكّ ماءً هينا
أم أدركوا في الخلق فلسفة الرحيل
إلى الوجود وقد أماتوا العابرينا
دعهم بزيف صلاتهم وصيامهم
يبدون وحيًا في رؤى المتديّنينا
كنّ كافرًا، كنّ شاعرًا، كنّ عابرًا
كلّ الدروب إلى نفوس الثابتينا
كنّ غارقًا في اللاوجود وكنهه
لتكلّم الأشواق باسم العارفينا

عناية زغيب: “أتحرّر بلهجتي”

وُلدت الشاعرة عناية زغيب (42 عامًا) في بعلبك- يونين. درست في الجامعة اللبنانيّة تخصّص “علم نفس” والأدب الانكليزي، وتدرس الأدب العربيّ حاليًّا.

عن بداياتها وعن دوافع دراستها للأدب الإكليزي تقول لـ “مناطق نت”: “كانت لي تجربة دراسيّة فاشلة مع أحد أساتذة اللغة العربيّة في مرحلة التعليم المتوسّط بالرغم من اندفاعي الشديد للتّعلّم، وشغفي بالقراءة، وحبّي للّغة، ورغبتي القوية في التعبير بالكتابة. لكنّ استاذي كان دائمًا يحبطني بإهماله لاندفاعيّ، وقاسيًا في تعامله معي، متجنّبًا مدح أي تطوّر أو تقدّم يلمسه بأسلوب كتابتي. وبما أنّني أعشق الأدب توجّهت للأدب الأنكليزي وابتعدت تدريجيًّا عن الاهتمام بالأدب العربيّ خلال دراستي”.

الشاعرة عناية زغيب

برغم الإحباط الّذي تعرّضت له زغيب في صغرها تمكّنت من المحافظة على حبّها السرّيّ للغة العربيّة، فكتبت الشعر الفصيح الموزون والمحكيّ كذلك. عن بداياتها كشاعرة تقول: “لم يكن حبّي للشعر اكتشافًا، الشعر موهبة تولد مع الإنسان. ولكنّ الموهبة تحتاج إلى صقل وتحصين وتطوير، وذلك لا يكون إلّا بالتعلم والقراءة فتنقاد حينها اللغة لمريدها”.

وتتابع: “ظهر حبّي للشّعر في سنٍّ مبكرة، وكان عمري 12 عامًا على ما أتذكّر. كانت كتاباتي عبارة عن خواطر أو محاولات شعريّة بسيطة وغير موزونة، لكلّ إحساس بدأت التعرّف إليه أو شعور لحظيّ مررت به”.

في العام 2013 وبعدما كبُرَت هذه الطفلة الموهوبة، بدأت مسيرتها الشعريّة وكان ذلك “حين كتبتُ قصيدة أناشد فيها خاطفي أبي، إطلاق سراحه، وقد نُشرت في جريدة “الدّايلي تيليغراف” حينها وبعد ذلك بدأت بحضور الأمسيات الشعريّة والمشاركة في المنتديات الشعريّة والانخراط بالوسط الثقافيّ النّاشط في تلك المرحلة”.

في العام نفسه أصدرت عناية ديوانها الشعريّ الأوّل “خبث ذاكرة”، وهو كتيّب شعريّ وضعت فيه معظم ما كتبته في خلال فترة مراهقتها من دون تدقيق أو تصحيح، “وقد أردته أن يكون كذلك لأحفظ ذكرياتي كما كتبتها بذاك الوقت. وربّما لتكون إثباتًا مع الزمن أنّني فعلًا عملت على تطوير نفسي وتحسين كتاباتي. في الكتاب قصائد بالفصحى ولكن ليست قصائد موزونة، ولا يوجد فيه شعرٌ محكيّ، فاهتمامي بالمحكيّة ظهر أخيرًا”.

وقّعت عناية الكتاب في قصر الأونيسكو وفي “البيال” خلال معرض 2013، “وما أذكره هو أنّني لقيت تشجيعًا كبيرًا من الأهل والأصدقاء ومن كلّ معارفي. كنت سعيدة للغاية بهذه التجربة التي اعتبرتها خطوتي الأولى في عالم الشعر، والخطوة الأولى غالبًا ما تكون مترنّحة لكنّها تشجعّك على المضيّ قدمًا والتوازن والثبات. وهذا ما شجّعني للاستمرار في كتابة الشعر والاهتمام بتحسين كتاباتي وتطويرها”.

في ما بعد شاركت زغيب في كتابة ديوان مشترك لمجموعة من شعراء وشاعرات عرب بعنوان “شوقٌ على ضفاف الغروب”، وأصدرت في العام 2018 ديوانًا شعريًّا بعنوان “مرآة روحي” الذي وقّعته في “البيال”، “وكان لهذا الإصدار نقطة تحوّل في حياتي ومسيرتي الشعريّة. وقد اختلفت تجربتي الشعريّة كثيرًا بين الإصدارين. كلّما كبرنا نضجنا، تنضج أفكارنا، ونتعلّم ولا نكتفي ولا نملّ، وفي كلّ مرة نحاول أن نقدّم الأجمل ثمّ لا نقتنع الى أن نصل لمرحلة الكمال”.

بين الشعر الموزون وشعر التفعيلة والشعر المحكيّ تنقاد زغيب إلى الشعر المحكيّ، “يظهر ذلك جليًّا عند إلقائي للشعر المحكيّ خصوصًا، وأيّ حاضر يستطيع رؤية ذلك بوضوح، فأنا أشعر بالحرّيّة المطلقة حين أعبّر بلساني الحقيقيّ عن شعوري أو تجربتي وذلك لا يعني أنّني مقيّدة لو كتبت الفصحى، فعالم اللغة العربيّة فسيح ولكنّ التحدّث بلهجتي يشعرني بالإطمئنان والأمان أكثر”.

وعن حبّها ومدى تعلّقها بأرض بعلبك تقول: “مدينة الشمس معطاءة كالشمس لا تأخذ من أحد شيئًا، بل تعطي بلا مقابل. تعلّمت منها الشموخ كأعمدتها، الثبات كقلعتها، العطاء كأرضها، الصمود والتضحية كتاريخها، الكرم كصفاتها. أخذت منّها كلّ هذا وأتمنى أن أكافئها باسم مشرّف تخلّده في صفحاتها المشعّة”.

وتختم: “أنا في صدد إصدار ديوان شعريّ بالمحكيّة وقد فرغت كذلك من كتابة رواية، أنتظر تخرّجي هذا العام بإذن الله ليتسنّى لي الوقت للانشغال بالإصدارات القادمة”.

قصيدة للشاعرة عناية زغيب:

من يومها
دقّيت باب الصبر عا مهلي
وشي واقفة، من نطرتي انهدّيت
تخشّبوا ديّي كتر ما دقيت
ولمْ شقّ بابو الصبر، عالوهلي
طبشتوا بصبيعي عالهدا وفلّيت
.. وزيتات ضحكاتي معي قلّو
نشّفت وجّي من الضحك عنقصد
كل ال إجوا بصبح الضحك فلّوا
يمكن بِ عتم الجدّ بيضلّوا
رح جرّبا لَ عيشة ال عنجد
.. وطفلة رجِعِت يا دَوب بتهجّي
بتقطّر حروف بِ قطّارة
حشريتي اللي سوّدت وجّي
وبحلف انا حشريّتي (حِجّي)
لمّا بِ (عِبّا) ماتت الفارة
من يومها قلبا صفي حجارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى