الحملة على الحريري: “قوم ت أقعد مطرحك”!؟
خالد صالح

لم يطوِ ملف تشكيل الحكومة ملف تأليفها، فما زالت تأثيرات الأول تطفو على سطح ما بعد التأليف خصوصاً في البيت الحريري الذي لم يسلم من شظايا وتبعات ذلك الملف الذي انفجر انتقادات اعتراضاً على الطريقة التي تمّت بها متابعة ملف تأليف الحكومة، ولكل أسبابه ومسوّغاته في ذلك، حيث تمظهرت في الانتقاد العلني لأداء الحريري واصفة إياه «بالمتخاذل والمتنازل والمفرط بالحقوق والصلاحيات».
وعلى هذه القاعدة، تُشن على الحريري حملات عدة، سواء إعلامية أو على مواقع التواصل الإجتماعي، من فئة اعتبرت نفسها تضرّرت من ذلك، وبدأت تنحو في نهجها طريقة اللعب على التناقضات، وهي دعته في الكثير من المحطات مرة للإعتذار ومرة للإعتكاف واليوم تدعوه للإستقالة، لكن ثبات الحريري أضاع على هؤلاء فرصة ربما كانت ثمينة وذهبية للوصول إلى سدة الرئاسة الثالثة.

مصدر بارز أكد في حوار مع ” مناطق نت ” أنه : ليس كافياً أن نحشو خطاباتنا بعبارات رنانة في سياق مهاجمة الحريري، لنقف على خط الصواب في رؤيتنا، فالحكومة جاءت من رحم الجو العام الذي يسيطر في البلاد، إذ إنّ تيار ” المستقبل ” خرج رابحاً حكومياً على رغم تراجعه في الإنتخابات النيابية، كما أن التأكيد على التسوية مستمرّ، إذ أن الحريري شريك أساسي في التسوية والحكم ولا يريد تخريب الحكومة الثالثة التي يترأسها في مسيرته السياسية والحكومة الثانية في عهد الرئيس ميشال عون “.

وقال : ” من هنا، لا خيار أمام رئيس الحكومة غير العمل على إنجاح حكومته، لأن البلاد وصلت إلى حافة الإنهيار وتحتاج إلى جهد مكثّف من أجل الإنقاذ، وهذا الأمر سيؤكّد عليه الحريري في إحتفال البيال بعد نيل الثقة، خصوصاً أن المسؤولية الملقاة على عاتقه وعلى عاتق كل القوى السياسية كبيرة جداً، ويريد ثقة جمهوره في المرحلة المقبلة “.

أضاف : ” وليس كافياً أيضاً أن نهاجم الحريري من زاوية الهجوم فقط، فهذا ليس نقداً سياسياً لأداء أو لنهج، بل رأي شخصي لا أكثر لا يغني ولا يثمن، فرئيس الحكومة تلّمس المتغيرات الإقليمية بشكل دقيق، وأدرك أن المنطقة برمتها مقبلة على تبدلات في المشهد العام، بدءاً من سوريا التي باتت في ” الحضن الروسي ” بالكامل، إلى العراق حيث بدأ النفوذ الإيراني بـ ” الرضوخ ” إلى اليمن التي أصبحت على وشك الوصول إلى ” طائف يمني “، ويدرك أن التوازنات المتبدلة لا يعني أن المحور الإيراني – السوري إنتصر، وبالتالي فان من ينتظر الحريري ليَقبلَ بما يشبه الـ ( س- س ) جديدة سينتظر طويلاً، لأن التسوية الشاملة في المنطقة لم تنضج بعد، لذلك فإن الموقف من النظام السوري ثابت ولم يتغير أقله في العلن ” .

وأكد المصدر : ” ليس كافياً أن نعمد إلى تسويق أفكار لا تمت للواقع بصلة، لمجرّد أن خطوات سعد الحريري لا توافق رؤيتنا أو إنحيازنا لبعض الأشخاص أو الأفكار، فربما الزاوية التي نقف فيها ونراقب منها رئيس الحكومة، أيضا مليئة بالشوائب وعامرة بالمواقف السلبية منذ 14 شباط 2005 وحتى اللحظة، لذا فإن أي تطاول هو من باب ” قوم يا سعد الحريري ت أقعد مطرحك “، وهو من باب البحث عن المكتسبات الشخصية لهذا الإسم أو ذاك “.

بعيداً عن هذا كله، فالمعارضة الحقيقية تكون للنهج الحكومي والأداء الذي سيتسم به عملها في المرحلة المقبلة، على ما يقول المصدر متبعا “لكن أن تكون المعارضة فقط لسعد الحريري فهذه كيدية معروفة الأهداف والنوايا، فهي ” ليست رمانة بل قلوب مليانة “، لاسيما بعد سقوط هيبة البعض من المنتفعين والمرتهنين، بينما يحمل الحريري أمانة البلد في عنقه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى