ارتفاع أسعار الدواء يُنعش سوق التداوي بالأعشاب.. و”البلان” في الصدارة

في ظلّ الإرتفاع الجنوني لأسعار الأدوية وعدم توفر الأساسية منها في الأسواق والصيدليات لا سيما الأدوية الأكثر إستعمالاً كالخاصة بالالتهابات والسعال والكريب وتخفيض الحرارة والبنادول وسواها. وبعد أن بات المواطن اللبناني عامةً والبقاعي على وجه الخصوص عاجزاً عن تأمين أدويته الدائمة من الصيدليات إن بسبب غلائها أو لفقدانها تَحوّل إلى الأدوية المنزلية كالثوم والحامض واللبن في حالات الكريب وارتفاع الحرارة واحتقان الأنف والتهاب البلعوم.

هي مركبات طبيعية صحية ومفيدة وخالية من المواد الكيميائية، وليس لها أضرار جانبية بتاتاً لانها من الطبيعة كما يصفها البقاعيون. ويؤكدون أن استعمالهم لهذه “الأدوية” ليس بالجديد، فهي معروفة لدى الجميع. والأجداد عاشوا ردحاً طويلاً من الزمن ولم يكونوا يعرفون الأدوية الكيميائية التي تقصّر الأعمار حتى وإن عالجت بعض الأمراض.

ويشيرون إلى أن للغلاء الفاحش لأسعار الأدوية وعدم توفّر القسم الأكبر منها “فضلاً كبيراً علينا لأنه أعادنا إلى علاجنا العربي الطبيعي النافع وغير الضار خاصة للأمراض التي لا تحتاج إلى “مشافٍ وجراحاتٍ”. ويلفتون إلى أن الإمكانات المادية والرواتب لم تعد تكفي لشراء كرتونة بيض وسطل لبن وقارورة غاز. فكيف بشراء أدوية مزمنة ودائمة تفوق قيمتها قيمة راتبين أو أكثر.!

شرش نبتة “البلان”

بالإضافة إلى “الأدوية المنزلية” يلجأ معظم أهالي البقاع في التداوي من بعض الأمراض إلى بعض الأعشاب، على أن العشبة الأكثر إستعمالاً لديهم خصوصاً في هذا الموسم من السنة حيث يعاني الكثير من الناس من التهابات المسالك البولية وتَشَكّل الرمل والحصى في الجهاز البولي، هي عشبة “البلان”.

“والبلان” هو نبات ذو أغصان صغيرة كثيفة ومتشابكة، أوراقه ريشية، وثماره عبارة عن حبيبات صغيرة كروية الشكل. ولكل جزء منها استخداماته الصحية. الجزء الأساسي في نبتة البلان هو الشرش الذي تشكّل موادّه مضاداً حيوياً لامراض الجهاز البولي والرمل والحصى المتشكلة في مجرى الكلى. كما يقول المواطن محمد يزبك الذي تعرف على فوائد شرش البلان الطبية من خلال تجاربه واستعمال المواطنين له.

زهر البلان

يضيف يزبك إن طريقة استعمال “الشرش” عن طريق غليه بالماء لمدة سبع دقائق ثم يترك لساعتين كي يَعصر خواصه في الماء ثم يشرب المحلول صباحاً ومساءً بمقدار كوب كبير لمدة خمسة أيام متتالية. حيث يتم الشفاء تماماً من التهابات مجرى الكلى والمجرى البولي.

ويؤكد يزبك أن هذه الوصفة الطبية ليست قيد التجربة أو الدراسة بل هي مجربة على مئات الأشخاص وأثبتت فاعليتها المؤكدة. لذا يُقبل عليها البقاعيون بكثافة هذه الأيام على ما يقوله يزبك الذي أشار إلى أن البلان موجود في الجرود ولا يحتاج إلا إلى الوصول إليه وقطفه من مكانه.

يزبك قال إن آلام نوبة الرمل أو الحصى في الكلى لا تحتمل، وكثيراً ما يدخل المصابون بها إلى المستشفيات لتناول المسكنات والأدوية المضادة للالتهابات، ويرقدون لأيام في الأسرّة، فضلاً عن أعباء الأكلاف الصحية التي لم يعد باستطاعة أحد على تحملها، في حين أن تناول محلول شرش البلان يوفر على المريض الألم والأعباء المادية وينهي المشكلة في غضون أيام قليلة.

غلاء أسعار الدواء

يقول حسن إنه عانى من أوجاع في خاصرتيه وظهره لأكثر من شهر، وبعد إجرائه التحاليل المخبرية ظهر تشكل رمل في مجرى الكليتين، ولم تفلح الأدوية في علاجه، فاستعمل شرش البلان لخمسة أيام متتالية حيث شفي تماماً من وجود الرمل والاوجاع وفق علي.

أما محمد الذي لم يستطع شراء الدواء المضاد لإلتهابات المثانة “لأن كلفة العلبة الواحدة 400 الف ليرة وأنا أحتاج لثلاث علب” فقصد الجرد لجلب شرش البلان بعد أن سمع عن فائدته لمرضه واستعمله لمدة أسبوع. ومن بعدها يقول محمد إنه لم يعد يشعر بأي عارض أو وجع.

ويؤكد محمد أن شرش البلان أقوى وأنجع دواء على الإطلاق لعلاج أمراض الجهاز البولي. “والأدوية الطبية لا تستطيع معالجة المشكلة نهائياً لأن الإلتهابات تعود بعد مدة. في حين أن شرش البلان يقضي عليها بالكامل دون ترك أي أثر أو ضرر على الجسم.

الأعشاب والطب

من جهته يقول الدكتور الصيدلي محمد قاسم إن الأدوية الطبية موادها الأولية من الطبيعة مع إضافات كيميائية لذا فإن بعض الأعشاب المستخدمة في بعض العلاجات مفيدة سيما في هذه الظروف الصحية الوبائية حيث العقاقير الطبية قد لا تعطي نتيجة آمنة.

ويضيف بأن عشبة البلان يقال أنها تعالج الإلتهابات الداخلية ولو أننا لم نجر إختبارات عليها، لكن هذا لا يمنع من ان تكون دواءً طبيعياً شافياً. ويشير قاسم إلى ان هناك العديد من المكملات الغذائية معتمدة عالمياً وتباع في الصيدليات وهي مصنوعة بالكامل من الأعشاب. وأيضاً قد يكون البلان من هذه الأعشاب المفيدة.

ويرى الدكتور قاسم ضرورة لوجود مختبرات علمية في بلدنا لدراسة الأعشاب المستخدمة شعبياً كي يكون الحكم الطبي عليها بالأدلة العلمية وإثبات إفادتها رسمياً ليصار إلى إعتمادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى