فقط في بلدية الزلوطية في الجنوب، الإناث النصف زائد واحدًا

سبقت قرية (الزلوطية) المحاذية للحدود اللبنانية الفلسطينية، كل المطالبات والدعوات لانصاف المرأة. وسجلت سابقة في تاريخ لبنان، باحتلالها النصف زائد واحدًا في مجلسها البلدي المكون من تسعة أعضاء. وأسقطت هذه القرية الصغيرة، التي حصلت للمرة الأولى على قرار بإنشاء مجلس بلدي فيها العام ٢٠١٦ بعد سلسلة من تحركات لأهلها، ذكورية المجالس البلدية وغيرها من المجالس والهيئات المنتخبة.

فازهار الاسماعيل وخولة الأسعد ونسب الأسعد ورنا الاسماعيل ورزان الاسماعيل، تشكلن الأكثرية في المجلس البلدي التوافقي، الذي ولد قبل ست سنوات وقد تم اختيارهن من العائلات القليلة التي تتواجد في القرية، باستثناء عائلة واحد أحجمت عن المشاركة في المجلس.

على بعد نحو ثلاثة أشهر، من انتهاء ولاية المجلس قانونيًا في أواخر ايار من العام الحالي، لكل واحدة من أعضاء المجلس الخمسة، الذي يرأسها المهندس عماد دياب، قصة عن تجربتها في العمل الخدماتي والاجتماعي والتنمية البشرية، التي أضافت إليهن تجارب في هذا الميدان، إلى جانب زملائهم الرجال الأربعة.

من اليمين ازهار الاسماعيل ونسب الاسعد وخولة الاسعد

لا تخفي ازهار الاسماعيل، وهي ناشطة اجتماعية قبل دخول المجلس البلدي في قريتها الزلوطية، التي تبعد مئات الأمتار عن مواقع الاحتلال الإسرائيلي المشرفة على القرية، أهمية هذه التجربة واقترابها أكثر من هموم الناس وصبايا قريتها.

تشغل الأسماعيل نائب رئيس المجلس البلدي، وتؤكد أن المجلس الذي لا تزيد حصته من الصندوق البلدي المستقل على الـ ١٦ مليون ليرة، لا يمكنه إنجاز المشاريع التي تحتاجها القرية بالحد الأدنى نظرًا لهذه الحصة. فكانت تساوي حوالي ١١ ألف دولار وصارت اليوم ٨٠٠ دولار، مضيفة في الانتخابات المقبلة سأفسح في المجال أمام غيري انطلاقًا من قناعاتي بالتغيير.
مشيرة إلى أن رئيس المجلس ونائبته لا يتقاضون أي بدل مالي لعملهم.

تندفع خولة الأسعد للعمل في المجلس منذ إنشائه قبل ست سنوات، وتعتبر هذه المحطة، استكمالًا لنشاطها
في الحياة العامة. وترك بصمة في قريتها، التي تحتاج الكثير مثل سائر بلدات المنطقة المتعايشة مع الحرمان المزمن.
وتقول: إن مجلسنا بالتضامن والتكافل أنجز الكثير من المشاريع، رغم قلة الإمكانات المادية. فحصد خدمات من منظمات دولية ومحلية، ومنها مصابيح إضاءة على الطاقة الشمسية وفلتر مياه ومولد كهربائي من مجلس الجنوب.

نسب الأسعد (مربية) تتولى أمانة صندوق المجلس البلدي وهذا كان واحدًا من مطالبها لصون المال العام كما تقول. لا يشكل انتسابها إلى المجلس، أي عائق اجتماعي. فكل مكونات القرية. وهي واحدة من قرى عشيرة القليطات الأربعة في المنطقة كانوا مساندين لتكون الإناث في المجلس البلدي الأول في الزلوطية، مستفيدين من الانفتاح الاجتماعي الذي نشأ قبل عقود في أرجاء المنطقة.

تلفت الأسعد لـ “مناطق نت” “إن حصة البلدية من الصندوق البلدي المستقل هو ١٦ مليون ليرة لبنانية سنويًا إضافة إلى مئة مليون ليرة بدل إنشاءات. وتضيف أن الاهتمام بقضايا الناس هو غاية تُحمد لأن المواقع الاجتماعية هي للخدمة العامة.

يعبر رئيس بلدية الزلوطية عماد دياب عن سروره كون مجلس بلدية قريته، يضم أكبر نسبة من الإناث على مستوى لبنان. ما أعطى المجلس دفعًا إضافيًا كون المرأة تشكل نصف المجتمع فكيف إذا كانت الإناث في مجلسنا أكثر من الذكور.

يعبر رئيس البلدية عماد دياب لـ “مناطق نت” عن سروره كون مجلس بلدية قريته، يضم أكبر نسبة من الإناث على مستوى لبنان. ما أعطى المجلس دفعًا إضافيًا كون المرأة تشكل نصف المجتمع (فكيف إذا كانت الإناث في مجلسنا أكثر من الذكور).
ويضيف دياب إن هذه التجربة، تعد من التجارب الرائدة في مجتمعنا، الذي ينادي ليل نهار بمساواة المرأة بالرجل.

الجدير ذكره أن قرية الزلوطية تتبع إداريًا لمحافظة الجنوب – قضاء صور وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي ١١٥ كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر زهاء ٤٠٠ متر. يبلغ عدد سكانها ٣٠٠ نسمة يعتاشون لا سيما المقيمين فيها من زراعة التبغ والزيتون والخضراوات وتربية الأبقار وسواها إلى جانب الوظيفة الرسمية.

وبالرغم من عدد سكانها المتواضع، قدّمت الزلوطية خلال جائحة كورونا أحد أبنائها في مواجهة الوباء وهو الدكتور وائل إسماعيل الذي كان يبلغ من العمر 32 عاما ولم يكن مصابا بأية أمراض مزمنة. الطبيب اسماعيل كان يعمل كطبيب طوارىء في المستشفى اللبناني الإيطالي في مدينة صور. حيث نعاه الجسم الطبي والعديد من أصدقائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى