هجرة متواصلة للعاملين في القطاع الصحي جنوباً

على مشارف الستين من عمره، لا يترك أنيس باباً إلا ويطرقه سائلاً عن سبيل للخروج من لبنان، إلى أي دولة كانت للعمل في القطاع الصحي (تمريض) بعدما بات عاجزاً عن توفير بدل النقل من منزله إلى مكان عمله في إحدى مستشفيات صور الخاصة، فبدل النقل وحده يوازي خمسين بالمئة من راتبه، الذي لم يتخط المليونين ونصف المليون ليرة. رغم مرور أكثر من ثلاثين عاماً على ممارسة مهنته.

يعمل أنيس جاهداً للالتحاق بزملاء له أصغر سناً، سنحت لهم فرص السفر إلى أفريقيا والعراق، هرباً من الضائقة الاقتصادية واستفحال وباء الكورنا، الذي يواجهونه أيضاً في البلاد التي ذهبوا إليها للعمل.

بتوازي هجرة العاملين في القطاع الصحي في الجنوب (أطباء، ممرضات، ممرضين وفنيين) زاد عددهم على الآلاف من أصل أكثر من ألفي طبيب وثلاثة آلاف ممرض، حصلوا على أذونات من نقاباتهم على مستوى لبنان، يسجل في مستشفيات الجنوب انطلاقاً من صور إلى النبطية والزهراني وبنت جبيل وصولاً إلى مرجعيون وصيدا- جزين، نقص حاد في الطاقم التمريضي على وجه الخصوص، حيث تنشر مستشفيات من وقت إلى آخر اعلانات عن حاجتها لممرضين، من خريجي المعاهد والمدارس التمريضية والجامعات. ويحصل كل ذلك مع خوف من ارتفاع عداد الإصابات بوباء الكورونا وعدم قدرة الطواقم الطبية والتمريضية من توفير إمكانات مواكبة هذه الحالات.

الهجرة تتواصل

وجد محمد. ش. فرصة عمل في إحدى مستشفيات العراق فترك عمله في الجنوب، ملتحقاً بعمله الجديد، بالرغم من قلة الإغراء الكبير في الراتب.

يؤكد محمد ل “مناطق نت” ان الوضع في لبنان لم يعد يحتمل اطلاقاً، وخاصة العمل في مجال التمريض، نتيجة تدني الرواتب من جهة وغلاء المعيشة المتواصل بحيث لم يعد بمقدوري تأمين الحد الأدنى من العيش لزوجتي وولدي. فكان الخيار البحث عن عمل خارج لبنان وهذا ما حصل بالفعل. إذ اعمل منذ أكثر من عام في العراق براتب ممتاز قياسا بلبنان.

يشير رئيس نقابة العاملين في القطاع الصحي في الجنوب غازي كساب إلى أن هجرة العاملين في هذا القطاع من أطباء وممرضين وعاملين في المختبرات يتواصل بشكل كبير. وكل عامل في القطاع الصحي هو مشروع على لائحة الساعين إلى ترك لبنان. فالوضع أصبح أكثر فأكثر نحو الأسوأ.

وتابع كساب إن الأجور متدنية جداً هنا. وبالكاد تغطي بدل جزء يسير من الاحتياجات التشغيلية المنزلية. مؤكداً بأن القطاع يواجه تحديات كبيرة. مثل غالبية القطاعات في البلد.

العراف وأفريقيا

ويشدد مدير مستشفى جبل عامل في صور الدكتور وليد مروة وهي من كبريات مستشفيات الجنوب أن الكثير من العاملين ومن بينهم ممرضون وممرضات، تركوا العمل لأسباب متعددة وصلت إلى نحو خمسين بالمئة من طاقم المستشفى في مراحل مختلفة، ومن تلك الأسباب السفر إلى خارج لبنان لا سيما العراق وأفريقيا وكلفة الانتقال وايضا مخاطر كورونا وغيرها.
ويضيف ل “مناطق نت” ان الوضع حاليا يعود إلى طبيعته مع القوة التشغيلية للمستشفى التي رفعت الأجور أكثر من مرة وفقا لإمكانياتها. مشيرا الى ان هذا الواقع المستجد تزامناً مع ارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية ووباء كورونا موجود في كافة المستشفيات في لبنان وليس الجنوب حصراً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى